رزان سلمان ومها الريس

منذ عدت من رحلتي الأخيرة إلى أسكتلندا وأنا أحاول جاهدة أن أكتب شيئاً ما عن هذه التجربة الفريدة من نوعها والتي خضتها مع ٥٣ طالبة من مختلف جامعات الدولة، إضافة إلى جامعة قطر. كانت تجربة مختلفة وثرية إلى الدرجة التي تحتار معها من أين تبدأ وعما تكتب، فكل تفاصيل الرحلة حتى الصغيرة منها تركت في نفوسنا أثراً عميقاً وشرعت لنا نوافذ جديدة نطل منها على الحياة. للسفر سبع فوائد كما يقال، ولكنك حين تزور بلداناً أخرى بغرض التواصل الحضاري والثقافي والاستكشاف العلمي والمعرفي، فإن الفوائد تتضاعف حتى يصبح من الصعب عليك أن تختزلها في سطور قليلة.قبل الرحلة:بدأت رحلتنا فعلياً قبل يوم السفر حينما أُخْبِرنا عن تفاصيل برنامج التدريب الصيفي الذي تنظمه كلية آل مكتوم للتعليم العالي لمدة شهر في أسكتلندا والذي يتناول موضوعات تتعلق بالعولمة والتعددية الثقافية ومهارات القيادة. منذ جرى اختيارنا للمشاركة في برنامج التدريب ونحن مُنكَبين على البحث والاستكشاف عبر المواقع الإلكترونية. قرأنا وسألنا كثيراً ولم يزدنا ذلك إلا فضولاً لمعرفة المزيد عما يمكن أن تحمله لنا تلك التجربة التي يخوضها معظمنا للمرة الأولى في حياته. وحينما عُقِد المؤتمر الصحافي قبل موعد السفر بأسبوعين، أفادنا رئيس مجلس أمناء الكلية الأستاذ ميرزا الصايغ بالكثير من المعلومات حول ما ينتظرنا في هذه الرحلة.متعة استكشاف «الآخر»:الأمور ليست كما تبدو من الخارج، خصوصاً إن كنا ننظر إليها من مسافة بعيدة. علينا أن نقترب كثيراً، وننظر من الداخل كي نرى الأشياء بمقاساتها وأحجامها الحقيقية ونتعرف عليها بأشكالها الفعلية، لا كما تنعكس إلينا عبر مرايا الآخرين. نحن نسمع كثيراً ونقرأ عن ذلك «الآخر» المجهول وقد نزور بلاده ونمشي في أسواقه ونتناول طعامه ونتبادل معه بعض الأحاديث العابرة، لكننا نظل نجهله. إن التعرف على الآخر يستلزم منا أن نعيش ونتعايش معه. أن نتجاوز قشور التعارف العادي للنفذ إلى مكونات التاريخ والفكر والثقافة التي تشكل جوهر هوية الآخر.وقد أُتيحت لنا عبر هذه الرحلة فرصة استكشاف ثقافة أخرى تعيش ضمن بيئة مختلفة عن تلك التي نعيش فيها. كان من الممتع أن نتعرف عن قرب على أدق التفاصيل التي تتشكل منها هوية الآخر من تاريخ وجغرافيا ولغة وثقافة وملبس ومأكل، وأن نتبادل معه وجهات النظر حول قضايا معاصرة تهمنا جميعنا كبشر. وبالمقابل، لمسنا لدى الآخر اهتماماً مماثلاً للتعرف علينا أكثر والتعمق في مكونات هويتنا الإماراتية ببعديها العربي والإسلامي.وغداً إن شاء الله أحدثكم عن الدروس الكثيرة التي استفدناها من هذه الرحلة.

أخبار ذات صلة