بولا نوفل وأمل نبيل

مضى أكثر من أسبوعين على انطلاق فيلم الرسوم المتحركة Despicable me 2 في سينمات الإمارات، وحين ذهبت لمشاهدته في السينما بالكاد وجدت مكاناً، كانت السينما ممتلئة عن آخرها، كباراً وصغاراً، إن لم يكن عدد البالغين أكثر بقليل من الأطفال. وهو أمر لا يثير الاستغراب أبداً، فلهذا الفيلم تاريخ مع جزئه الأول الذي فاجأ الجميع بما أراه شخصياً صورة جديدة من صور الكوميديا وخاصة في أفلام «الأنيميشن» أو الرسوم المتحركة. فلن يكون غريباً أن يود الجميع مشاهدة الفيلم الثاني قياساً على الأول. خصوصاً أقزام «المينيون» الصغيرة الصفراء، التي خلقت للفيلم روحاً جديدة دون تفسير، وأضحكتنا في كلا الجزأين كثيراً جداً. وبسبب هذه الأقزام وحدها، أقول - برأيي الشخصي - إن الجزء الثاني كان ناجحاً جداً، ومضحكاً إلى أبعد الحدود وأجملها، برغم أنه لا يناسب الأطفال كثيراً لما يحتوي من بعض التلميحات الجنسية والعنصرية - وإن لم تكن مباشرة - لكنها تثير تساؤل الأطفال بكل تأكيد. تبدأ روعة هذا الفيلم بفكرته غير المألوفة، وتنفيذها الساحر والجديد تماماً، الممثل البطل شرير ولكنه طيب، وهذه أولى العجائب وأغرب الأفكار التي تجعلك تحب هذا الفيلم، ثم يضطر إلى أن يتحول إلى أب، وفي هذا الجزء يتحول إلى بطل من جديد. الشخصيات مبتكرة جداً، ومواقفها دائماً تفاجئك، مضحكة ومرسومة حسب طباع الشخصية التي تتخيلها، أما رسمها وابتكارها فيزيائياً، فأظنني هنا أتحدث عن النقطة الأهم والأجمل في فيلم كهذا، فالتصميم، والتحريك، وحتى الملابس والتفاصيل مصممة بحرفية وتقنية عالية، تربطك تماماً وتلعب دوراً هاماً أيضاً في القصة، وكم الكوميديا الذي يعج به هذا الفيلم الجميل. حين شاهدتُ الجزء الأول من هذا الفيلم أقول إن كاتبه شخص مجنون تماماً، وقع على رأسه بالتأكيد ليأتي بأفكار مثل هذه، وضحكات بسيطة، لدرجة أن تظنها لن تخطر على البال. لكنها على بساطتها تضحكك حتى تسيل من عينيك الدموع، أو تقول: كفى، إن بطني يوجعني. والآن أكرر هذه الجملة، فمع كل ضغوط الحياة العملية والسياسية الكبيرة، تجد ما يرسم على وجهك ضحكة كبرى تأتي من أبسط الأشياء. للتواصل مع الكاتب m.monjed@alroeya.com

أخبار ذات صلة