بولا نوفل وأمل نبيل

خلال الشهر الفضيل هنالك تشكيلة مميزة من المسلسلات هذا العام، إذ تشهد ارتفاعاً في مستوياتها بإنتاج وأداء وكتابة مميزة. ورغم أن هذا التغيير قد بدأت بوادره منذ أعوام عدة في الدراما المصرية والسورية، إلا أنه يأخذ شكلاً أكثر حرفية مع مرور الأعوام. أحد هذه المسلسلات التي سنحاول التحدث عن عد منها في هذه المساحة هو مسلسل «موجة حارة»، من بطولة الممثل الأردني إياد نصار، درّة، صبا مبارك، ومعالي زايد ومجموعة من الممثلين الشباب والكبار أيضاً. يصنف المسلسل أنه للكبار فوق ١٨ عاماً بحسب ما توضح رسالة في بداية العمل، ويعد أول دراما عربية من هذا النوع، حيث يقدم عرضاً لمشاكل اجتماعية ودينية وسياسية وبوليسية أحياناً (حتى الآن) في طرح مشوّق ومليء بالإثارة. المسلسل مليء بالأحداث التي يتسارع بعضها ويمر بعضها الآخر بإيقاع سريع، ولهذا فإن المتابع لا يشعر بحشو في الأحداث والمَشاهد، وذلك لأن *السيناريست مريم نعوم أعطت القصة وأحداثها الكثير من العناية والانتباه. وبالرغم من أن بعض الأحداث متوقعة ويمكن التنبؤ بها بسهولة بسبب تقليدية حدوث بعضها في مسلسلات وأفلام سابقة، إلا أنها مكتوبة بشكل جيد وجذاب وتفاجئ المشاهد بل تخدعه أحياناً. الإخراج الفني متقن .. تم تنفيذ المشاهد والديكورات في المشاهد بعناية وأناقة دون مبالغة، لكأنك في بيت أحد أصدقائك أو مكتبه، حتى إذا ما كان المشهد في بعض أماكن الطبقة الثرية جداً. أداء جميل لأغلب الممثلين من دون مبالغات إلا فيما ندر، ومفاجآت كثيرة في خواتم الحلقات وخلالها أيضاً، حتى تشعر أنها قاب قوسين أو أدنى، حركة متزنة للكاميرا وموسيقى تصويرية مناسبة لحالة الشخصيات التي تتضح معالمها باكراً بذكاء يتيح للمشاهد التعلق بها والتعاطف معها أو العكس. بالإضافة إلى عناية مرئية بالتفاصيل التي تكشف أحياناً جزءاً من طباع شخصيات المسلسل. المسلسل بشكل عام جميل وهو جزء من الشكل الجديد والمطوّر من الدراما العربية. بطريقة الكتابة والتصوير والإخراج، التي تحافظ على جمهور الدراما العربية واستقطاب جمهور جديد مأخوذ بالمدرسة الأمريكية في الكتابة والإخراج. عمل جميل يستحق المتابعة. * المسلسل مأخوذ عن رواية الراحل أسامة أنور عكاشة «منخفض الهند الموسمي». m.monjed@alroeya.com

أخبار ذات صلة