بولا نوفل وأمل نبيل

تابعنا جميعاً الأسبوع الماضي، فوز الشاب الفلسطيني محمد عساف في برنامج المواهب الشهير أراب آيدول. شخصياً تابعتُ الفتى إيماناً بموهبته، رغم موقفي من هذه البرامج، وأعتقد لو كان ما سيقدمه من أعمال في المستقبل، شبيهاً باختياراته الغنائية في البرنامج، فإننا أمام شخص قد يضع علامة فارقة، ويمكنه أن يكون أيقونة فنية يوماً ما. وتابعنا أيضاً الاهتمام العربي الواسع على مختلف الوسائل، والذي وصل إلى حد الهوس بالمشتركين ونتائج التصويت، وذهاب البعض إلى ربط حب الوطن بحب هؤلاء النجوم. لكنني توقفت أمام الأرقام التي نشرها البعض على موقع فيسبوك (ولنفترض أنها صحيحة) فعساف متفوق على منافسَيه فرح وأحمد مجتمعين بما يقارب ١٨ مليون صوت، أما مجموع الأصوات للمشتركين الثلاثة وصل إلى ١٢٠ مليون صوت. في الحقيقة، صُدمت أمام هذه الأرقام، والمبالغ المختبئة خلفها ١٢٠ مليون صوت، أي إن نصف هذا العدد أو ربعه من الناس (باعتبار أن البعض قام بالتصويت أكثر من مرّة أو اثنتين) امتلك الرغبة في التحرك باتجاه شيء ما، وأن يؤمن بشخص وتأخذه الحماسة والعزيمة من أجله. هذا عدد هائل، ومبالغ ضخمة تحركت من أجل شخص أو أشخاص استطاعوا ربما دون قصد أن يحركوا شعور هذه الملايين في الوطن العربي ليؤمنوا بهم ويعطوهم أصواتهم وأموالهم. أنا لا أنكر موهبة هؤلاء الشباب، وليس ذلك اعتراضاً على التصويت، فمشكلاتنا على اختلافها لم تكبر بعد التصويت، ولم تكن لتصغر إذا لم يصوّت أحد، لكن هذه الأرقام تستحق الاهتمام، فهنالك أعداد ضخمة تحمست - قومياً وفنّياً - لأجل مطرب، ولم تتحرك لسياسي أو شاعر أو أي من شخصيات العمل العام. فلربما هي مشكلة في الخطاب، أو مشكلة في ابتعاد هذه الطبقة عن جمهورها، على عكس هؤلاء الفتية الصغار. أفكر، كيف يمكننا أن نجذب قلوب ودعم هذا العدد من الناس لقضايا أخرى اجتماعية وإنسانية ووطنية تغير منّا للأفضل إلى جانب الفن؟ كيف نفعل مثل أراب آيدول، ونقلب الآية مع جمهور كنا نظنه كريماً «بالفُرجة»، وبخيلاً بصوته، حتى جاء ما يقنعه. فكيف نقنع الناس؟ m.monjed@alroeya.com

أخبار ذات صلة