من يزور منتزه الصحراء في الشارقة يعجب بكل ركن من أركانه التي تمثل المعالم البيئية وكأنها تحمله إلى أدغال نيجيريا وبحيرات تايلاند وصحراء أفريقيا. ويعتبر منتزه الصحراء في الشارقة الذي أنشئ ضمن محمية سيح المسموط عام 1995، واحداً من المحميات العديدة في الإمارات، الغرض منها حماية البيئة الطبيعية والإكثار من الأنواع المهددة بالانقراض، وذلك عن طريق توفير بيئة بكر بعيدة عن نطاق العمران. ويضم منتزه الصحراء بالشارقة أربعة مراكز، منها العلمي والثقافي والبيئي والترفيهي غرض كل منها إمتاع الزائر وتثقيفه. ويمثل مركز حماية وإكثار الحيوانات العربية البرية المهددة بالانقراض مركزاً علمياً متخصصاً لحماية الحياة البرية وفيه تُجرى العديد من الدراسات والبرامج ووضع استراتيجيات للمحافظة على الأنواع النادرة في دولة الإمارات ومنطقة شبه الجزيرة العربية. أما مركز حيوانات شبه الجزيرة العربية، فيعتبر من المراكز العلمية النادرة في المنطقة، إذ يعتمد بالأساس على التوعية والتعليم البيئي بوجود وسائل للترفيه، والاستمتاع بمشاهدة الحيوانات البرية النادرة، من زواحف وطيور وحشرات وبرمائيات وحيوانات ليلية تنتشر في شبه الجزيرة العربية، مع تخصيص حديقة مفتوحة تضم جميع الحيوانات البرية، تعرض معاً في بيئة متجانسة توحي للناظر بأنها تعيش في مكان واحد من دون قيود، بينما تفصل بينهما حواجز خفية. ولتكتمل معلومات الزائر عن المنتزه، تم استحداث مركز وهو عبارة عن متحف خاص بالتاريخ الطبيعي والنباتي، فيأخذك في رحلة عبر الزمن تروي نشأة الأرض منذ ملايين السنين، مع توضيح للحياة البحرية والصحراوية في إمارة الشارقة وكيفية المحافظة عليها، مستعرضاً العالم الحي المرئي والمهجري وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط. أما المتحف النباتي فيعرف الزائر إلى فصائل متعددة من النباتات، منذ 100 مليون سنة في حقبة الديناصورات، وشرح تفصيلي لكيفية نمو الأزهار وعجائب وغرائب النباتات. ولزيادة المتعة للزائر أنشأت حديقة نباتات صحراوية خارج المبنى، تضم 84 نوعاً من النباتات الموجودة بالإمارات. والمثير للانتباه أن وسائل عرض المعلومات أتت كلها بطريقة مريحة، تساعد الزائر على الوصول إلى المعلومة بطريقة ميسرة، مع الاستمتاع بالمؤثرات البصرية والسمعية، إضافة إلى وجود ألعاب تفاعلية. ورغبة من منتزه الصحراء في تنمية الوعي والمعرفة العلمية لدى الأطفال، تم إنشاء مزرعة أطفال تهتم بتنظيم البرامج التعليمية، وتضم مكتبة وشاشة عرض للأفلام الوثائقية والصحية، مع السماح للأطفال فيها بالتفاعل الإيجابي مع الحيوانات الأليفة، عن طريق إطعامها والاستمتاع بالركوب عليها، مع وجود مجسم للبقرة يوضح لهم عملية الحلب.