السياسة الأمريكية الحالية أنقذت العالم من الطغيان الإيراني والفساد الإخواني حيث كانت الإدارة الأمريكية السابقة من أبرز القوى الداعمة لهما ما سبب ارتباكاً في المنطقة، ولن أتكلم عن تخبط سياسة الرئيس السابق باراك أوباما في المنطقة، ودعمه للاتفاق النووي الإيراني، ورفع العقوبات عنهم، وبين الدعم الأمريكي للاتفاق النووي، وانسحاب إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب منها، تستطيع أن تميز بين المواقف، وعلى سبيل المثال فلدينا أمثلة عدة منها، تنظيم الحمدين وخيال المآتة فقد كان الوقع والخطب عليهم شديداً لا سيما وهم من أقوى حلفاء إيران قبل المقاطعة وبعدها، ولكننا نتذكر دفاع وزير الخارجية القطري الأسبق حمد بن جاسم عن إيران، ولا ننسى وصف ممثل قطر في جامعة الدول العربية لإيران بـ «الشريفة»، أضف إلى ذلك تجهيز أماكن سياحية للأباعر، جمع بعير، التي يملكها أمير قطر تميم ووالده في البراري الفارسية، فكان قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي ضربة لم تحسبها قطر في الحسبان، فكأنما نزلت عليهم غاشية من السماء.
وأما في تركيا فقط استشاط الرئيس رجب طيب أردوغان غضباً على القرار الأمريكي وأخذ ينوح فوق نوحه ويندب حظه وقدره، فهو لا يعلم من أين تأتيه الدنيا بسوء حظها، هل يواجه المعارضة الشعبية الكبيرة داخل تركيا والتي حملت اسم «تمام» والتي يطالب الشعب من خلالها بالمغادرة وترك السلطة، أم يواجه المصيبة التي أصابت حليفه الإيراني وهو حليف اقتصادي وعسكري وسياسي.
أما حماس الإرهابية، فهي تعيش حالة من الرعب والخوف حيث أصيب أكبر ممول لها في مقتل بعد الانسحاب التاريخي من الاتفاق النووي، وقد تحدثنا في مقال سابق بشكل موسع عن العلاقة الروحية بين حماس وإيران وكذلك ارتباط القيادات الإخوانية بنظام الملالي الإيراني. وأما الموقف الإخواني الخليجي بعد الاتفاق فهو يلعب على خطين الأول الثناء على الاستراتيجية الإيرانية وتمجيدها والثاني للضغط على الدولة. فقد كان رموز جماعة الإخوان الإرهابية يثنون على إيران ومشروعها النووي حتى قال سلمان العودة في العام 2015 «إيران تسير وفق رؤية واضحة مدروسة وتستوعب حتى خصومها.. فأين حكوماتنا العربية؟ وأين مشروعها البديل لمواجهة التحدي؟»، وقال إخواني آخر من رموز الإخوان السرورية «لمواجهة التحديات التي تحيط ببلادنا، وبخاصة بعد الاتفاق النووي، يتأكد تقوية الصف الداخلي، ومن ذلك إنهاء ملف الموقوفين (وليعفوا وليصفحوا)».
فهذا نتاج ارتباط جماعة الإخوان بنظام الملالي الإيراني فكلنا نعلم مدى الولاء الإخواني لإيران، وقوة العلاقة التي يزول معها الشك في التأكد من خيانة هذا التنظيم مع تلك الدولة الفارسية. n.asaker@alroeya.com