أفادت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند بأن واشنطن وأوتاوا ومكسيكو تقترب من التوصل إلى تسوية حول إعادة التفاوض على اتفاقية التبادل الحر في أمريكا الشمالية «نافتا»، دون أن تحدد موعداً للتسوية.
وأوضحت فريلاند أن الأطراف حققت الكثير من التقدم، مؤكدة التزام المسؤولين من الدول الثلاث مع اقتراب الوصول إلى الهدف النهائي. ورداً على سؤال حول انتهاء مهلة الإجراء الأمريكي المعروف بـ«فاست تراك»، والذي يمنح واشنطن صلاحيات واسعة على صعيد المفاوضات التجارية، أشارت فريلاند إلى محادثات «حول الطريقة التي يمكن عبرها اللجوء إلى هذا الإجراء التشريعي»، دون إعطاء توضيحات.
ويتيح الإجراء للرئيس الأمريكي إحالة اتفاقات تجارية إلى الكونغرس للتصويت عليها دون إمكان تعديلها، فيما لم يصدر عن أعضاء الكونغرس في الوقت الحالي أي إشارة حول نيتهم تجديد العمل بالإجراء، مع أن ترامب طالب بتمديد العمل به لثلاثة أعوام، وفي حال عدم إحراز تقدم حول هذه المسألة فإن المفاوضات يمكن أن تُعلق لعدة أشهر. ولفتت فريلاند فيما يتعلق بالموعد الذي يمكن فيه توقيع الاتفاقية بعد إعادة التفاوض حولها إلى أن «الأمر مرتبط بالوقت اللازم لذلك»، مضيفة «أريد أن أقول إننا نحرز تقدماً وأنا متفائلة، إذ نعمل بجد من أجل توقيع اتفاق»، مشيرة إلى «دعم قوي جداً لصالح اتفاقية نافتا من قبل أعضاء الكونغرس الأمريكي».
وتابعت فريلاند «محورنا الأساسي حالياً هو فعلاً قواعد المنشأ التي تعتبر أساس الاتفاقية والتي تطرح إشكالية معقدة».
وتنص الاتفاقية السارية على أن كل المنتجات المصنعة في أمريكا الشمالية يمكن تبادلها في المنطقة دون رسوم جمركية حتى لو تضمنت قطعاً من دول ثالثة.
إلا أن واشنطن تندد بالتراجع المتواصل للقطع والمكونات الأمريكية الصنع في المنتجات المصنعة منذ بدء تطبيق الاتفاقية في 1994. وشددت فريلاند على أنه من الأساسي التوصل إلى اتفاق مفصل حول هذه النقطة تحديداً، مضيفة أن «قواعد المنشأ بشكل عام وقطاع السيارات يشكلان قسماً ضخماً من الفضاء الاقتصادي الذي تشمله الاتفاقية».