سارة السيد

في الأغلب هناك طريقان للعودة، طريق مختصر جداً .. وآخر يستغرق أطول مدّة، أحدُنا يلزم ما به الوصول، والآخر يأخذ طريقاً طويلاً يصول فيه و يجول. لكن ماذا لو لم يكن بيدك القرار؟ كلما ظننت أنك اختصرت الطريق .. أطلت وطال عليك المسار؟ كلما اعتقدت أن هذه المرة ستكون الأقصر، لا تلبث إلا وأن تتعثر، تطول الدروب فيك وما تقصر. تصيبك حرقة الخيبات، لم يا ترى تبدأ أنت ومن معك من النقطة نفسها .. وتنتهي الطرق الطويلة بك أنت بالذات؟ على الرغم من الإنهاك الذي لا بد أن يصيبك في الطريق الطويل، فإن العودة بخفّي حنين أمرٌ مستحيل، لا بد أنك استمتعت بالمناظر التي مرت عليك في هذه التجربة، أو تعثرت كثيراً إلى أن أتقنت السير، أو قابلت أحداً علمك أن تحب الحياة بشغف في مغامرة بشكل مثير. وصولك إلى المنزل حينها سيحمل من الشيء الكثير، صبرك أثمر وعمرك أزهر وقلبك أدهى وأقدر. فلا ضير أن تسلك ذلك الطريق، ولربّ تأخر خير من وصول، وطريقك الشاق هذا كان أفضل الحلول، ودرسك الذي تعلمته حينها سيرسخ فيك ويطول. لأننا حين طالت بنا الطرقات .. حللنا الأمور وتجاوزنا المتاهات، فهمنا ما فاتنا وقصّرنا المسافات، حفظنا الأحياء جميعها والانحناءات، اقتتنا على الصبر والصبر علينا اقتات. إذاً فلا حزن عليك ولا ندم، ولا يضنيك تفوق خطواته عليك بالشبر كان أو بالقدم، فلشقاء رحلتك عليك فضل يساوي سنوات من الطرق المختصرة التي ظنّ بها صديقك أن العمر مضى عليه بلا شوكٍ ولا ألم. كاتبة ودارسة في الإعلام

أخبار ذات صلة