طوَر فريق بحثي تقنية جديدة لتعديل خلايا الإنسان المناعية، وجعلها أكثر يقظة وقدرة على مكافحة الخلايا السرطانية.
ووفقاً لمجلة العلوم والمستقبل الفرنسية، يتعلق الأمر بنسخة حديثة أكثر كفاءة وفعالية من تقنية «كار تي» المستخدمة منذ بضعة أعوام، أطلق عليها الباحثون مُسمى «سوبرا كار تي».
وتستخرج تقنية «كار تي» الخلايا اللمفاوية من نوع «تي» من جسم المريض، وتعزيزها بمستقبلات تساعدها على التعرف إلى الخلايا السرطانية قبل زرعها مجدداً في جسم المريض، لتعمل على تنبيه الجهاز المناعي وتحريضه على مهاجمة الخلايا المريضة وتدميرها.
بيد أن التجارب كشفت عن عيوب كثيرة تعتري التقنية، جعلت من الصعب استخدامها على نطاق واسع، بحيث عرّضت الكثير من المرضى لمضاعفات خطرة.
وتأكد للباحثين ضلوع التقنية في جملة من الأعراض الجانبية، مثل تحفيز الجهاز المناعي على تدمير الخلايا السليمة بالخطأ، ما دفعهم للتفكير في تطوير نسخة حديثة لا تهدد حياة المرضى.
وتخلو التقنية الجديدة «سوبرا كار تي» من أسباب المضاعفات المذكورة، كما تتميز بمرونة أكبر مقارنة بسابقتها، التي كانت تجبر العلماء على تعديلها بشكل كامل لتناسب كل مريض على حدة، الأمر الذي يجعل العملية أكثر تعقيداً وتطلباً على مستوى الوقت والتكلفة المالية.
واهتدى الباحثون إلى فكرة تزويد الخلايا المُعدلة بمستقبلات لمُستضدات مناعية عدة عوض مُستضد واحد، لتجاوز مشكلة تدمير الجهاز المناعي لبعض الخلايا السليمة بالخطأ، أخذاً في الاعتبار إمكانية احتواء هذه الأخيرة على كميات صغيرة من المُستضد المعني.
كما طور الباحثون بروتينات قادرة على إلغاء مفعول «سوبرا كار تي» حال تعرض المريض لمضاعفات غير حميدة.
وجرب العلماء التقنية الجديدة على فئران المختبر المصابة بالسرطان، واتضحت لهم فعاليتها الكبيرة في تدمير الأورام السرطانية بجرعات مناسبة.