من الأساليب التي استعملها الإخوان المسلمون قديماً ولا يزالون، إنشاء الجمعيات العلمية والمهنية والاجتماعية والخدمية وغير ذلك، واختراق ما كان موجوداً مسبقاً؛ تحقيقاً لمآربهم وأهدافهم السيئة تجاه الدول والحكومات.
ولو نظرنا في الجمعيات العلمية في جامعاتنا لم نجد لها أي نشاط يذكر تجاه الفكر الإخواني، بل على العكس نجد كثيراًَ من هذه الجمعيات تعززه بطرق منها:
1/ التركيز على أعداء وهميين في بلادنا وهم الليبرالية والعلمانية، وتصويرها للناس على أنها مذهب مخترق لمجتمعنا، وهذه هي لغة محمد قطب وعبدالرحمن حبنكة وسرور وغيرهم.
2/ الدفاع عن أخطاء وأخطار المخترقين الحقيقيين لبلادنا وهم عدونا الأول: الإخوان المسلمون، الإرهابيون، أعداء المسلمين.
ومن هذا القبيل ندوة بتراء التي نظمتها جمعية ذات توجه إخواني، ورئيسها من أشد المدافعين عن فكر الإخوان وعن رموزه، ويوالي ويعادي فيه، ويؤذي الوطنيين لأجل ذلك الحزب البائد، ودعت إليها عدداً من المشاركين، منهم من هو صاحب فكر معروف به، وأحد المدعوين المشاركين من المعروفين باستخدام الأموال الخيرية في تنفيذ مآربه الإخوانية، وشراء الولاءات للحزب، وترهيب المخالف، فجاءت هذه الندوة، وانتهت إلى الدفاع عن هذه الجمعيات وكأنها قامت بواجبها تجاه الدين والمجتمع.
ومن عجائب هذه الجمعية أنها قامت بإعلان عن الندوة، وأخفت أسماء المحاضرين فيها بشكل سري لم يطلع عليها إلا أفراد معدودون حتى يوم الندوة! فهل كانت الجمعية تعلم أن هناك تحفظاً مجتمعياً على بعض المشاركين أم ماذا؟ ولماذا اختارت موضوعها في هذا الوقت؟ الجمعية قائمة من أعوام عدة، فأين نشاطها ضد جماعة الإخوان المسلمين؟ أليست جمعية دعوية؟ أليست جمعية بحثية؟ أليست جمعية علمية؟ ألم تعلم بقرار المملكة ودول الخليج بتصنيف عدد من الجماعات والأشخاص على قائمة الإرهاب؟ ظننا أن هذه الجمعية سوف تعد بحوثاً في أولويات الدعوة التي أفسدها الإرهابي يوسف القرضاوي وقررها الإخوانيون على طلابهم .. أسئلة تحتاج إلى إجابات صريحة.
هل سيقولون: لنا بحوث في الإرهاب، والأمن الفكري؟
زمن التعميم ولى .. وقد صرحت قيادتنا في السعودية والإمارات مرات عديدة بأن الحرب على الإخوان لا هوادة فيها، ولم يأتوا بألفاظ عمومية!
إذن .. كفى بنا سكوتاً عن هذه الأعمال السرية. n.asaker@alroeya.com