لوحات تهيم في كرامات الدراويش بألوان صوفية ودلالات روحانية
تماهت النصوص الروائية مع اللوحات التشكيلية فضاعفت من المتعة البصرية للأعمال الفنية التي يضمها معرض «النص والصورة» للفنان التشكيلي والكاتب الدكتور عمر عبدالعزيز.
ويحتضن النادي الثقافي العربي في الشارقة المعرض الذي يقدم مصفوفة من لوحات إبداعية تنبجس من أساس الرواية الجديدة للدكتور عمر عبدالعزيز وتحمل عنوان «الشيخ فرح ودتكتوك».
يزاوج عبدالعزيز بين النص والصورة، لتهيم لوحاته في كرامات الدراويش بألوان صوفية ودلالات روحانية، وتفيض من الأعمال نورانية العارفين وحكمة المتصوفين، وكأن الفنان التشكيلي يرسم لوحاته وسط حلقة ذكر تحفها سحائب الرحمات والتجليات الربانية.
يحفل المعرض الفني، الذي أشرف على تنفيذ لوحاته الفنان التشكيلي الدكتور عمر عبدالعزيز، بأكثر من 20 عملاً فنياً مستوحى من أجواء روايته «الشيخ فرح» رجل الحكمة والمعرفة بحسب الموروث الثقافي الشعبي السوداني القديم.
وأفاد الفنان الدكتور عمر عبدالعزيز بأنه يسعى إلى تقديم جملة من الإبداعات البصرية حول ثيمة واحدة ألا وهي الطبيعة والشجر والماء والهواء في لوحاته، عاكساً بيئة الحياة التي كان يعيشها الشيخ فرح بألوان مبهجة تشي بالفرح والسعادة في أفق يبرز البُعد الدلالي لحياة الزهد والتصوف في السودان قديماً، ولكن وفق اشتراطات فنية عبر الرسم واللون.
وطرح الرسام عبر لوحاته فكرة حول تداخل الأجناس الإبداعية، فبعد أن ظهرت فكرة استلهام الأشعار والقصائد من اللوحات الفنية لاحظنا لجوئه إلى استلهام أعمالهم الروائية في اللوحات الفنية.
وأكد أن مزج النص الروائي مع اللوحات التشكيلية أمر له أثر كبير على دواخل المتلقي، فهو يضاعف من المتعة البصرية ويطور من أدوات الفنانين التعبيريين الذين بإمكانهم أن يوظفوا بذكاء اللون والكلمة ليرتموا في أحضان الإبداع وينطلقوا إلى آفاق رحبة من التفرد الفني.
وذكر عبدالعزيز أن فكرة المزاوجة بين الفنون موجودة منذ القدم وقبل قرون، فالمسرح يعد شكلاً من أشكال التماهي بين فن الإضاءة والتمثيل والموسيقى والكتابة، وكذلك الأمر في السينما والدراما، مبيناً أن المزواجة بين النص الروائي واللوحة التشكيلية ينقل المشاهد للأعمال الفنية إلى أجواء واقعية وكأنه يقرأ النص من مضامين الصورة.