مع اعتماد اليونيسيف للشارقة أول مدينة على مستوى العالم صديقة للأطفال واليافعين تتوج جهوداً يتجاوز عمرها 34 عاماً كرسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في تعزيز مبدأ رعاية الإنسان منذ نعومة أظفاره، فغدت المدينة الأم وليست الصديقة فحسب للطفل والشاب والكهل.
كل ما في هذه المدينة ينطق بشهادة لهذا الاستحقاق، فتبدأ رحلة الاهتمام بصحة الأم قبل أن تضع جنينها لتخصص لها الدورات التأهيلية في الأمومة والطفولة والرضاعة الطبيعية، ومنذ أن يرى هذا الوليد النور، تنشأ له الحضانات النموذجية ليطمئن قلب الأم العاملة.
وها هو الرضيع يكبر وتكبر معه احتياجاته ومخاوف وآمال أهله ليسارع الراعي المسؤول إلى التربيت على الأكتاف ورسم خريطة طريق عبر نصائحه الأبوية ورسائله التي تقول «لا تخافوا، فأبناؤكم أمانة في أعناقنا» فقد وفّر التعليم والصحة والتنمية الفكرية المستدامة، وهنا أقف عند النقطة الأخيرة لأفرد لها مساحة خاصة.
تنمية طفل الإمارات والشارقة ليست كأي تنمية، إذ تضع سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة يدها في يد رفيق دربها لتؤازره في بناء الإنسان، فولدت مراكز الأطفال التابعة للمجلس، ومنها خرج المبدعون في مجالات الفنون والمسرح والموسيقى والعلوم، وكان لكل طفل مواطن أو مقيم الحق في الانضمام لها لتشمل النهضة الجميع. هنا الطفل الإماراتي لا ينفصل عن أقرانه في العالم العربي بل يكملهم ويدعمهم، وخير دليل على ذلك ملتقى أطفال العرب الذي يعقد دورياً ليناقش هموم وقضايا الطفل العربي.
وما إن تمر سنوات الإعداد والتأهيل في تلك المراكز حتى تأتي مرحلة أخرى يصبح فيها للطفل والناشئ صوت وحق في التعبير عن نفسه عبر برلمان الأطفال ثم مجالس الشورى لينقل تطلعات أبناء جيله إلى المسؤولين لتؤخذ بعين الاعتبار والتنفيذ، ويشارك في صنع القرار.
وتسرد فصول أخرى في مراكز الناشئة والفتيات لتتكون الشخصية القيادية فيها وتعزز الأهداف المرسومة، ولا شك في أن مقالاً واحداً لا يكفي لحصر جهود الشارقة في هذا المجال.
وحسبنا أن نبارك في هذا الإنجاز لكل من كرس جهداً في سبيل نهضة طفل جندت له الطاقات من مختلف المؤسسات ليكبر بشكل سليم، وسط أطفال في هذا العالم يرزحون تحت خط الفقر وأكبر طموحاتهم لقمة عيش ولعبة ووسادة، فحتى هؤلاء وصلت إليهم أيادي الشارقة الحانية لتقيهم برد الشتاء عبر قلوب دافئة وتضع بين أيديهم كتباً تضمن لهم حق التعليم والترفيه في آن واحد .. فرسالتها لا تتغير مهما تغير الإنسان والمكان .. والثقافة للجميع.
إعلامية
m.alraeesi@alroeya.com