وداد أبوشقرا

العلاقة بين المرأة والرجل شديدة التعقيد، هي محفوفة بعدد من الاختناقات والكثير من الكآبة وأيضاً الكثير من الحب، لا يوجد هناك خط متوازن حينما يقع الرجل في حب امرأة، والعكس كذلك، لا بد أن يكون هناك طرف أقوى من الطرف الآخر، لماذا؟ ما السبب؟ بالنسبة لي لا أعرف كيف أصف الحب بشكل جيد؟ لأنك من المستحيل أن تجد شخصين أحبا بعضهما البعض بالقوة نفسها وبالمقدار نفسه. العلاقة الزوجية مختلفة تماماً، يمكننا أن نقول إن المرأة تسيطر على الرجل بنسبة تصل إلى 70 في المئة، هذه حقيقة وواقع لا يمكن الشك فيه، المرأة حينما تصبح شريكاً، فهذا يعني أنها تملك كامل الحياة، وليس نصفها أو ربعها، والدليل حينما تسافر الزوجة، ويضطر الرجل إلى رعاية أطفاله، فهو لا يستطيع أن يفعل ذلك بمفرده، دعك من الأفلام الأجنبية التي تجد فيها الرجل يرعى طفله، بعد طلاقه من زوجته أو وفاتها، الأفلام السينمائية أحياناً تخلق حالة من اللاشيء، لأنها تريد أن تثبت العكس، لكن الواقع يقول غير ذلك، فلهذا، يضطر الرجل إلى استئجار عاملة منزلية لرعاية الأطفال حتى تأتي الأم. أما حينما يقرر الرجل السفر ولو حتى عاماً بأكمله، فلا شيء يمكن أن ينقص في البيت، الأمور تسير بشكل دقيق معظم الأحيان. لدى المرأة القدرة الخارقة على أن تدير دولة، فما بالك بأن تدير منزلاً، مثل هذه الأمور تبدو لها في غاية السهولة والبساطة. في حالة الحب لا بد أن نعترف بأن هناك اختلالاً جلياً وبيناً بين المرأة والرجل، المرأة تغرق في الحب بسرعة شديدة، الذنب ليس ذنبها، وهذا هو سر تكوينها، أنها مخلوق عجيب للغاية، عالم من الأسرار والأكسسوارات والخلايا الذهنية والعصبية، وإلا كيف لامرأة أن تغار لأن هناك امرأة أخرى قد ارتدت فستانها ذاته في الحفل ذاته؟ في مرحلة الزواج يبدأ الرجل في التطلع إلى المرأة بنظرة أخرى، يشاهدها عن قرب، يرى كيف تعيش تفاصيل حياتها، لا أعرف لماذا تذكرت «نيلي كريم» حينما قامت بدور «ذات» في المسلسل الشهير والذي لقى نجاحاً جماهيرياً عربياً، في هذه اللحظة يشعر الرجل ببعض الخزي والعار، لكنه لا يعترف بأن المرأة هي من تقود حياته وحياة أبنائها وحتى حياة أحفادها. متخصصة علم اجتماع وإعلام s.matar@alroeya.com

أخبار ذات صلة