جاليات
ابتكر: ابتدع الشيء غير مسبوق إليه. لقد وهبنا الله العقل وقدراته العظيمة غير المحدودة، لكن كثيرين منا لا يستخدمونها، أو يتجاهلونها، أو لا يلقون بالاً لها، لظرف، أو عذر. فالمبتكر، أو المبدع شخص يرى في الأشياء والمواقف ما لا يلفت نظر الآخرين، فهو يرى أشياء غير عادية في الأمور التي قد تبدو عادية عند غيره.
ليس للمبتكر حواس أكثر عدداً من الحواس التي لدى الآخرين، وليس لديه حواس يخفيها، لأنه لايمتلك إلّا الحواس الخمس التي يمتلكها كل البشر.
ويبحث المبتكر عن أفكاره الابتكارية، ويتدرّب عليها في البيئة المحيطة به مباشرة، وبصفة خاصة الطبيعة، لأنها المخزن الطبيعي لكل عناصر الخلق والابتكار، فكل أولئك المخترعين الذين سجّل التاريخ أسماءهم قدّموا ابتكاراتهم لراحة الإنسان، واستثمروا الموارد الطبيعية، وقدّموا مئات الاختراعات التي تحوّلت إلى جزء أساسي من حياة الإنسان.
والشخص الذي ليس لديه خبرة طويلة بالأشياء المألوفة تكون لديه فرصة أكبر لتقديم أداء مبتكر، وليس ذلك في غالب الأمر عن علم وخبرة، ولكنه نتيجة لعدم معرفته بالأداء السابق، أو المعتاد، ولذلك فهو يمارس أداء غير مرتبط بنظريات وآراء الماضي، ويكون متحرّراً منها، ولاتمارس عليه أي قيود تعرقل تفكيره.
وعندما يعلم المبتكرون بخبرات الماضي، عليهم أن يتعلّموا منها، ولا يتّبعون الأساليب المستخدمة سابقاً نفسها. إن نظرة عميقة يلقيها المبتكر على الموقف، أو الموضوع يمكن أن توحي له بخيال، أو أداء لفكرة جديدة، بل ربما يكون هناك شيء تتجاهله غالبية الناس مصدراً لفكرة جديدة لديه. أمّا عندما يعجز عن الحصول على نتائج متميزة فإنه يسعى إلى تحديد سبب الفشل الذي قد يكون أحد أسباب النجاح. ولا يركّز على إلقاء اللوم على المحيطين به. كاتب وقاص