«السيدات الحقيقيات لا يرتدين حقائب مقلدة»، هكذا روجت الجمارك الفرنسيّة لإحدى حملاتها المناهضة للبضائع المقلدة للماركات العالمية ودور الأزياء الشهيرة في فرنسا. تلك الحملة وإن كانت قديمة بعض الشيء لكنها تلفت الانتباه إلى الاهتمام الفرنسي بالمصانع والحياة التجارية لديها، وهي التي ترتكز على الفخامة والنخبوية، حيث نجد في شوارع الشانزليزيه وقرى التخفيضات الخاصة هناك، كيف تصطف بوتيكات الأزياء العالمية لتقدم منتجاتها؟ والتي يعمل فيها آلاف الموظفين الفرنسيين المتخصصين بدءاً من التصنيع وانتهاءً بالمبيعات، جميعهم مهددون اليوم مع وجود أزمات اقتصادية في العالم أجمع، ومع خطر التقليد الصيني والآسيوي.
في البحرين نستذكر طبعاً في ثلاثينيات القرن الماضي، حين دخل اللؤلؤ الياباني أو كما نعرفه باللؤلؤ الصناعي، ليقصم ظهر أهم حرفة في البلاد وهي صيد اللؤلؤ، التي كان يعتاش منها غالبية السكان، الموزعين في مهام تتراوح من الغواص وحتى الطواش. وبرغم تلك الأزمة لكن البحرينيين مَنَ الله عليهم فيما بعد بالنفط، الذي حول مسار البلد ونمط الحياة المعيشية فيها إلى اليابسة بدلاً من البحر. أعود إلى التقليد! وأتساءل بماذا يشعر النساء والرجال على حد سواء، وهم يرتدون ماركات مقلدة؟ فلا أنت اشتريت الماركة من دار أزيائها الحقيقية ولا أنت (كشخت) بشكل لائق. وأعتقد من وجهة نظري بأن ما يحدث من طفرة في التهافت على شراء الماركات يعود إلى الانفتاح التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعية، التي تجعل فاشينيستات ونجوم معينيين يحصلون على تلك الماركات بالمجان فيروجون لها ليتهافت الناس على شرائها.
a.almarzooq@alroeya.com