عبدالله الجعيد

رمسة

استكمالاً لرمسة الأحد الماضي، على إثر الحملة التي شنها آلاف الكويتيين على موقع تويتر، على ما بات يعرف في المواقع الاجتماعية بـظاهرة «الفاشينستات»، وتساءلت، ما الذي حرّض المغردين لشن حملتهم تلك؟ في الواقع، كل شيء حينما يخالف الأصول، ويشط عن غاياته وأهدافه، ويتم «تطبيعه» أو «تسويقه» عنوة، وبأساليب تتعارض مع القيم التي نشأ عليها المجتمع، وباتت تنهش في مفاصله وتؤثر سلباً في سلوكيات الأفراد، وتدفع بهم لمجاراة تلك الفئات فيما يسوقونه من أفكار وتقليعات قد لا تتوافق مع ذائقتهم العامة أو مخرجاتهم الاقتصادية، والأهم، أنها تلغي خياراتهم الشخصية، وتجعلهم أسرى لأمزجة وفكر تلك الفئة المتربحة. فأغلبية «الفاشينستات» الخليجيات، لا يتمتعن بثقافة متخصصة في مجال التسويق أو تصميم الأزياء أو صناعة الأقمشة أو العناية بالبشرة والتجميل، فكلهن إما مذيعات أو ممثلات أو «انستغراميات»؛ بدأن تجارتهن مع انفتاح تلك المنصات الافتراضية. تأثير تلك الفئات، لربما ليس على الفئة التي لا تزال تحتفظ بسماتها الشخصية ولا يتعدى تأثيرها عليها سوى بمنحها الفرجة المجانية عليهن، بينما هنالك فئة مراهقة، عديمة الشخصية يسهل إقناعها بكل ما تسوق له الفاشينستات وإن كان لا يتوافق مع مقاييسهن أو أمزجتهن أو مستوياتهن المعيشية. فالكثير من المراهقات يحرصن على تجريب ما تعرضه الفاشينستات بحذافيره، بإعتباره «ضرورة» ومن شروط الأناقة، فتجد الكثير من المهووسات بهن «يستمتن» كيفما تأتّى لهن، لتوفير ما تسوقه الفاشينستات من أزياء وماكياج وإكسسوارات والكثير مما يعرضنه و«ينصحن» به متابعيهن، بأساليب إعلانية بعضها يتنافى مع الأصول والأعراف الاجتماعية في مجتمعاتنا الخليجية، ولا يرتقي لأدنى مستويات الذوقيات والآداب العامة لمجتمعاتنا، وإن قلت إن بعضهن أصبحن «وصمة» أخلاقية أكثر منهن «أيقونات» تجارية، لطموحهن الجارف لتسويق أنفسهن كفاشينستات عالميات وليس على النطاق الخليجي فقط، ولربما كان هذا من المسوغات التي دفعت المجتمع الكويتي إلى إطلاق حملته التويترية عليهن. هنالك مثل يقول «كل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده»، نحن لسنا ضد التجارة الإلكترونية، فإن رُفعت الحواجز والقيود الافتراضية علينا كشعوب محافظة، ألا نتناسى واجباتنا تجاه مجتمعنا، ولا يفقدنا بريق المال قيمنا الأخلاقية. f.lami@alroeya.com

أخبار ذات صلة