زاوية: 7x*1
إن حالة اليقظة الذهنية الدائمة التي يعيشها المثقفون تستهلك قدراً كبيراً من الطاقة، ومهماً حاولوا فرض حالة الاسترخاء على حاسة الانتباه التي لا تفرّق بين ليلٍ ونهار، فالنتائج تكون دوماً محدودة.
المثقف مُحاصر بالسيناريوهات من كل الجهات، والتي تنبثق لديه من ميزة دقة الملاحظة والتعمّق في بواطن الأمور وجوهرها، وهذا بالتأكيد أمر خارج عن سيطرته تماماً. ومن أكبر التحديات التي يواجهها المثقف شحّ المحرّضات على التفكير وبواعث الإلهام، هنا يتسلّل له الضجر وتنبت في فنائه شجيرات الشكوى والتذمّر، وتجده منزوياً أكثر من العادة وقليل الكلام، وحتى في الأمور الحيوية يميل لوضعها كلها في سلة واحدة توكيداً لتشابهها مع بعضها البعض. من النادر جداً أن يتحدّث المثقف عن معاناته، لكن توصيف هذه الحالة يبدو جَليّاً لزملائه، فالعيش بدون مناطق متوهّجة في العقل ضربٌ من الجنون بالنسبة له.
مخارج الحلول في هذه المعضلة ذات طبيعة واحدة، التغيير، تغيير البيئة المحيطة واكتشاف الجديد، وهذا يجعل السفر لبلدان وأماكن ومعالم وعجائب جديدة على رأس الحلول الناجعة، التي تكون بمثابة جهاز إنعاش للدم والعقل والروح، الفكرة بالنسبة للمثقفين ليست في السياحة والاستجمام، بل في تذوّق معاني وأفكار جديدة من خلال الحضارات والتاريخ والقصص الخالدة للشعوب. حيث هذا النوع من التجديد بمثابة الغذاء الفكري الضروري للحفاظ على صحة العقل والفكر.
s.alzarei@alroeya.com