2021-12-24
في هذا العصر، لا يمكن أن نتصور الحياة دون الهاتف المحمول، ذلك الجهاز الذي تحول إلي رفيق دائم للجميع، يمكن من خلاله إجراء المكالمات والتراسل والتواصل، بالإضافة إلي إنجاز الكثير من الأعمال من خلال الأجهزة الذكية، ومع ذلك، فإن هذا الابتكار الذي غير وجه الحياة لم يكن قديما قدم العديد من الابتكارات الأخرى، حيث يحتفل العالم هذا العام بمرور ربع قرن فقط علي ظهور الموبايل الذكي وتحوله إلي جهاز لا يمكن الاستغناء عنه.
ويمكن العودة بالفكرة نفسها إلي زمن قديم، وبالتحديد إلي عام 1908، عندما صدرت براءة اختراع في هذا العام بالولايات المتحدة لهاتف لا سلكى، ولكن الفكرة لم تتحقق وظهرت منها بعض النماذج المبكرة في الأربعينيات عندما طورت شركة AT&T الأمريكية للاتصالات خلايا اتصال لمحطة ثابتة، ولم تكن تلك الأجهزة المبكرة هواتف محمولة حقا، ولكنها كانت عبارة عن أجهزة راديو ثنائية الاتجاه تسمح لبعض الأشخاص مثل سائقي سيارات الأجرة وخدمات الطوارئ بالتواصل.
وتطورت الفكرة لاحقا، فبدلا من الاعتماد علي محطات بخلايا منفصلة، يتم تمرير الإشارة فيها من خلية لأخري، تضمنت شبكات الموبايل المبكرة محطة قاعدية قوية تغطي مساحة كبيرة، وهو الأمر الذى جعل شركة موتورولا تنتج للمرة الأولي في التاريخ أول هاتف يمكن حمله باليد وذلك عام 1973، ومع ذلك ظلت الفكرة محدودة للغاية ولم تصل لنطاق الجمهور العريض.
في الثمانينيات، أطلقت موتورولا هاتف DynaTac والذي يمكن اعتباره هاتفا محمولا بحق، وذلك علي الرغم من وزنه الذي يقارب 1 كيلو جرام، وحجمه الضخم بطول 30 سم وسمك 9 سم، ولكنه كان ثورة في المجال بوقت محادثة يصل إلي 30 دقيقة، وكان ثمنه يقارب 7300 دولار أمريكي بأسعار هذه الأيام.
وبعد خمس سنوات كاملة، أطلقت موتورولا إصدارها الجديد من الجهاز والذي حمل رقم 9800x والذي تميز بغطاء علي الأرقام لمنع الضغط عليها بالخطأ، وكان أصغر حجما من سابقه، ووزنه أخف بمقدار النصف، مع قدرة علي تخزين 30 رقما مختلفا وبسعر أقل من سابقه.
وعلي الرغم من هيمنة شركة موتورولا علي هذا المشهد في تلك الأيام المبكرة، إلا أن التاريخ الحقيقي للهاتف المحمول خاصة الأنواع الذكية منه يبدأ مع دخول شركة "نوكيا" الفنلندية إلي السباق منذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي، لتطلق جهاز Nokia 1011 عام 1993، والذي يعتبر أول هاتف علي الإطلاق يعمل علي شبكات GSM الهاتفية التي تستخدم الشبكات الرقمية بدلا من التناظرية، وسمح هذا الجهاز للمرة الأولي بتبادل الرسائل النصية القصيرة، وقدم الشاشة المزدوجة وتخزين 99 رقما، بينما كان سعره ما يوازي 2700 دولار أمريكي حاليا.
في عام 1996، صنعت نوكيا التاريخ مرة أخري، أولا بتقديم هاتف 8110 الذي أصبح شائعا بطريقة غير مسبوقة، حيث كان خفيف الوزن لا يتجاوز 145 جراما فقط، ويقل طوله عن 6 بوصات، وكان بداية مجموعة متنوعة من الموديلات الناجحة التي قدمتها الشركة الفنلندية علي مدار السنوات التالية.
أما الجزء الأهم في هذا العام، فكان تقديم نوكيا أول موبايل ذكي في التاريخ، والذي حمل اسم "نوكيا 9000 كومينيكتور" والذي ظهر في شهر أغسطس من ذلك العام، وتم الترويج لهذا الموديل الذي بلغ وزنه 400 جراما وكان الأول الذي يستطيع الاتصال بشبكة الإنترنت باعتباره مكتب في حجم الجيب، وكان يستهدف بالأساس قطاع رجال الأعمال، وبلغ سعره عند إطلاقه نحو 2300 دولار بأسعار هذه الأيام.
استمرت نوكيا في ريادتها هذا القطاع للعديد من السنوات، حيث قدمت عام 1999 هاتف "نوكيا 7710" والذي كان الأول من نوعه المزود ببروتوكولات التطبيقات اللاسلكية WAP والذي يحتوي تطبيقات تسمح باستخدام الإنترنت عبر الهاتف المحمول، وعلي الرغم من أن هذا التطبيق كان عبارة عن نسخة نصية مختصرة مما تعرضه الإنترنت، إلا أنه في حقيقة الأمر كان ثورة حقيقية في مجال الاتصالات، وفتح الباب أمام الجميع لإنتاج مجموعة من الهواتف التي تجمع في عملها بين بين الهاتف والفاكس وأجهزة النداء الآلي.
في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأت هيمنة نوكيا في التراجع حيث انضمت شركات مثل "إريكسون" و"سوني" "وإل جي" و"سامسونج" إلي السباق وساهمت في تطور الهواتف المحمولة وظهرت الشاشات القابلة للطي، والشاشات المزدوجة، وغيرها، مع تطور التكنولوجيا، كما بدأت الشاشات الملونة في الظهور وكذلك الكاميرات المدمجة، وهى العناصر التي جعلت أجهزة الموبايل أكثر الأجهزة المطلوبة من قطاعات المستهلكين.
ولكن المثير للدهشة، أن ثورة الموبايل الذكي جاءت علي يد شركة لم تعرف قبلها بتصميم أجهزة الهواتف، حدث ذلك عام 2007 علي يد شركة أبل التي اشتهرت بأجهزة الكمبيوتر وأنظمة التشغيل، والتي قدمت جهاز "آيفون" الذي لم يتوقف عن النجاح منذ ظهوره للمرة الأولي، مع قفزات هائلة في الإمكانيات والقدرات بشكل شبه سنوي. لم يكن "آيفون" هو أول هاتف ذكي، ولكنه كان الأول الذي يقدم واجهة سهلة الاستخدام بشكل كبير، كما أنه استخدم تقنيات الجيل الثالث للاتصالات والتي كانت متاحة منذ عام 2001.
في العقد الثاني من هذا القرن، تطورت تكنولوجيا الهاتف المحمول بسرعة أكبر من أي وقت مضي، وظهرت شركات واختفت أخري تبعا لتقلبات السياسة والاقتصاد، وخلال تلك الفترة سيطرة بشكل كبير شركات أبل وسامسونج وهواوي علي المشهد، وفي الوقت الحالي يستخدم الهاتف المحمول الذكي في كل شيء تقريبا من الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، إلي دفع الفواتير واختيار مطعم لتناول الطعام فيه، وواكب هذا الاستخدام ارتفاع هائل في إنتاج واستهلاك تطبيقات الهاتف التي تغطي كل المجالات تقريبا.
علي سبيل المثال، يمكن أن نذكر تطبيق "إنستجرام" الذي تم إطلاقه عام 2010، ونما بشكل كبير علي مدار العقد لدرجة دفعت "فيسبوك" إلي شراءه ليصبح ثاني أكثر التطبيقات المجانية تنزيلا في عام 2018، مع ما يقرب من مليار مستخدم كل شهر.
ومع زيادة تطبيقات مشاركة الصور، حدثت طفرة هائلة في جودة كاميرات الهواتف المحمولة، لدرجة أنها أصبحت أهم معايير التقييم لدي المستهلكين قبل الشراء، وتمت إضافة المزيد من العدسات للكاميرات الخلفية وتحسين البصريات، وأصبحت مميزات مثل التثبيت البصري للصورة والزوم البصري وأداء الإضاءة المنخفضة والتصوير عالي الدقة من العناصر المعتادة في هذه الأجهزة.
وضمن احتفاء العالم بمرور ربع قرن علي ظهور الهاتف المتحرك الذكي، أطلق أحد عشاق التكنولوجيا متحفا افتراضيا يستهدف اظهار واستعراض تطور هذه التكنولوجيا علي مدار السنوات، بالإضافة إلي محاولة الاحتفاظ بمختلف الموديلات التي أصدرتها الشركات المختلفة حتي لا تنساها الأجيال الجديدة، ويضم المتحف حاليا أكثر من 2000 نموذج مختلف من نماذج الموبايل علي مدار السنوات.
ويقول بن وود مؤسس المتحف: "قمت بجمع أجهزة الهواتف علي مدار 25 عاما، وعلي مدي السنوات الماضية، أصبح الهاتف المحمول جزءا من نسيج المجتمع، وأصبح تنوع التصميمات من الهواتف المبكرة إلي أحدث الموديلات أمرا يستحق التوثيق والمشاهدة".
يمكن زيارة المتحف هنا: https://www.mobilephonemuseum.com
ويمكن العودة بالفكرة نفسها إلي زمن قديم، وبالتحديد إلي عام 1908، عندما صدرت براءة اختراع في هذا العام بالولايات المتحدة لهاتف لا سلكى، ولكن الفكرة لم تتحقق وظهرت منها بعض النماذج المبكرة في الأربعينيات عندما طورت شركة AT&T الأمريكية للاتصالات خلايا اتصال لمحطة ثابتة، ولم تكن تلك الأجهزة المبكرة هواتف محمولة حقا، ولكنها كانت عبارة عن أجهزة راديو ثنائية الاتجاه تسمح لبعض الأشخاص مثل سائقي سيارات الأجرة وخدمات الطوارئ بالتواصل.
وتطورت الفكرة لاحقا، فبدلا من الاعتماد علي محطات بخلايا منفصلة، يتم تمرير الإشارة فيها من خلية لأخري، تضمنت شبكات الموبايل المبكرة محطة قاعدية قوية تغطي مساحة كبيرة، وهو الأمر الذى جعل شركة موتورولا تنتج للمرة الأولي في التاريخ أول هاتف يمكن حمله باليد وذلك عام 1973، ومع ذلك ظلت الفكرة محدودة للغاية ولم تصل لنطاق الجمهور العريض.
في الثمانينيات، أطلقت موتورولا هاتف DynaTac والذي يمكن اعتباره هاتفا محمولا بحق، وذلك علي الرغم من وزنه الذي يقارب 1 كيلو جرام، وحجمه الضخم بطول 30 سم وسمك 9 سم، ولكنه كان ثورة في المجال بوقت محادثة يصل إلي 30 دقيقة، وكان ثمنه يقارب 7300 دولار أمريكي بأسعار هذه الأيام.
وبعد خمس سنوات كاملة، أطلقت موتورولا إصدارها الجديد من الجهاز والذي حمل رقم 9800x والذي تميز بغطاء علي الأرقام لمنع الضغط عليها بالخطأ، وكان أصغر حجما من سابقه، ووزنه أخف بمقدار النصف، مع قدرة علي تخزين 30 رقما مختلفا وبسعر أقل من سابقه.
وعلي الرغم من هيمنة شركة موتورولا علي هذا المشهد في تلك الأيام المبكرة، إلا أن التاريخ الحقيقي للهاتف المحمول خاصة الأنواع الذكية منه يبدأ مع دخول شركة "نوكيا" الفنلندية إلي السباق منذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي، لتطلق جهاز Nokia 1011 عام 1993، والذي يعتبر أول هاتف علي الإطلاق يعمل علي شبكات GSM الهاتفية التي تستخدم الشبكات الرقمية بدلا من التناظرية، وسمح هذا الجهاز للمرة الأولي بتبادل الرسائل النصية القصيرة، وقدم الشاشة المزدوجة وتخزين 99 رقما، بينما كان سعره ما يوازي 2700 دولار أمريكي حاليا.
في عام 1996، صنعت نوكيا التاريخ مرة أخري، أولا بتقديم هاتف 8110 الذي أصبح شائعا بطريقة غير مسبوقة، حيث كان خفيف الوزن لا يتجاوز 145 جراما فقط، ويقل طوله عن 6 بوصات، وكان بداية مجموعة متنوعة من الموديلات الناجحة التي قدمتها الشركة الفنلندية علي مدار السنوات التالية.
أما الجزء الأهم في هذا العام، فكان تقديم نوكيا أول موبايل ذكي في التاريخ، والذي حمل اسم "نوكيا 9000 كومينيكتور" والذي ظهر في شهر أغسطس من ذلك العام، وتم الترويج لهذا الموديل الذي بلغ وزنه 400 جراما وكان الأول الذي يستطيع الاتصال بشبكة الإنترنت باعتباره مكتب في حجم الجيب، وكان يستهدف بالأساس قطاع رجال الأعمال، وبلغ سعره عند إطلاقه نحو 2300 دولار بأسعار هذه الأيام.
استمرت نوكيا في ريادتها هذا القطاع للعديد من السنوات، حيث قدمت عام 1999 هاتف "نوكيا 7710" والذي كان الأول من نوعه المزود ببروتوكولات التطبيقات اللاسلكية WAP والذي يحتوي تطبيقات تسمح باستخدام الإنترنت عبر الهاتف المحمول، وعلي الرغم من أن هذا التطبيق كان عبارة عن نسخة نصية مختصرة مما تعرضه الإنترنت، إلا أنه في حقيقة الأمر كان ثورة حقيقية في مجال الاتصالات، وفتح الباب أمام الجميع لإنتاج مجموعة من الهواتف التي تجمع في عملها بين بين الهاتف والفاكس وأجهزة النداء الآلي.
في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأت هيمنة نوكيا في التراجع حيث انضمت شركات مثل "إريكسون" و"سوني" "وإل جي" و"سامسونج" إلي السباق وساهمت في تطور الهواتف المحمولة وظهرت الشاشات القابلة للطي، والشاشات المزدوجة، وغيرها، مع تطور التكنولوجيا، كما بدأت الشاشات الملونة في الظهور وكذلك الكاميرات المدمجة، وهى العناصر التي جعلت أجهزة الموبايل أكثر الأجهزة المطلوبة من قطاعات المستهلكين.
ولكن المثير للدهشة، أن ثورة الموبايل الذكي جاءت علي يد شركة لم تعرف قبلها بتصميم أجهزة الهواتف، حدث ذلك عام 2007 علي يد شركة أبل التي اشتهرت بأجهزة الكمبيوتر وأنظمة التشغيل، والتي قدمت جهاز "آيفون" الذي لم يتوقف عن النجاح منذ ظهوره للمرة الأولي، مع قفزات هائلة في الإمكانيات والقدرات بشكل شبه سنوي. لم يكن "آيفون" هو أول هاتف ذكي، ولكنه كان الأول الذي يقدم واجهة سهلة الاستخدام بشكل كبير، كما أنه استخدم تقنيات الجيل الثالث للاتصالات والتي كانت متاحة منذ عام 2001.
في العقد الثاني من هذا القرن، تطورت تكنولوجيا الهاتف المحمول بسرعة أكبر من أي وقت مضي، وظهرت شركات واختفت أخري تبعا لتقلبات السياسة والاقتصاد، وخلال تلك الفترة سيطرة بشكل كبير شركات أبل وسامسونج وهواوي علي المشهد، وفي الوقت الحالي يستخدم الهاتف المحمول الذكي في كل شيء تقريبا من الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، إلي دفع الفواتير واختيار مطعم لتناول الطعام فيه، وواكب هذا الاستخدام ارتفاع هائل في إنتاج واستهلاك تطبيقات الهاتف التي تغطي كل المجالات تقريبا.
علي سبيل المثال، يمكن أن نذكر تطبيق "إنستجرام" الذي تم إطلاقه عام 2010، ونما بشكل كبير علي مدار العقد لدرجة دفعت "فيسبوك" إلي شراءه ليصبح ثاني أكثر التطبيقات المجانية تنزيلا في عام 2018، مع ما يقرب من مليار مستخدم كل شهر.
ومع زيادة تطبيقات مشاركة الصور، حدثت طفرة هائلة في جودة كاميرات الهواتف المحمولة، لدرجة أنها أصبحت أهم معايير التقييم لدي المستهلكين قبل الشراء، وتمت إضافة المزيد من العدسات للكاميرات الخلفية وتحسين البصريات، وأصبحت مميزات مثل التثبيت البصري للصورة والزوم البصري وأداء الإضاءة المنخفضة والتصوير عالي الدقة من العناصر المعتادة في هذه الأجهزة.
وضمن احتفاء العالم بمرور ربع قرن علي ظهور الهاتف المتحرك الذكي، أطلق أحد عشاق التكنولوجيا متحفا افتراضيا يستهدف اظهار واستعراض تطور هذه التكنولوجيا علي مدار السنوات، بالإضافة إلي محاولة الاحتفاظ بمختلف الموديلات التي أصدرتها الشركات المختلفة حتي لا تنساها الأجيال الجديدة، ويضم المتحف حاليا أكثر من 2000 نموذج مختلف من نماذج الموبايل علي مدار السنوات.
ويقول بن وود مؤسس المتحف: "قمت بجمع أجهزة الهواتف علي مدار 25 عاما، وعلي مدي السنوات الماضية، أصبح الهاتف المحمول جزءا من نسيج المجتمع، وأصبح تنوع التصميمات من الهواتف المبكرة إلي أحدث الموديلات أمرا يستحق التوثيق والمشاهدة".
يمكن زيارة المتحف هنا: https://www.mobilephonemuseum.com