ذكر موقع «ذا جابانيز تايمز» (The Japanese Times) في مقالة نشرها حديثاً أن مجموعة من الباحثين في اليابان أجرت تجارب باستخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي لتخفيف اعتماد مزارعي الفاكهة على العمالة النادرة ومساعدة المزارعين الكبار في السن، علماً أن التجارب بدأت في محافظة تشيبا التي تعدّ من مناطق إنتاج الإجاص الرئيسية، ومحافظة ياماناشي التي تعدّ منطقة إنتاج العنب الرئيسية.
وذكرت شركة الاستشارات اليابانية (NTT Data) المشرفة على التجارب أنه يوجد «عربة شحن روبوتية» تسير مع العمال تلقائياً في أثناء قطاف الإجاص وتنقل الثمار إلى مكانها المحدد، حيث تلتقط الكاميرات المدمجة صور الثمار المقطوفة مسبقاً وأوراق الأشجار المحيطة، ومن ثم يحلل الذكاء الاصطناعي البيانات ليقدم معلومات عن أفضل وقت للقطاف حسب درجة نمو الثمار. وأشار أحد الخبراء إلى إمكانية أداء الذكاء الاصطناعي لمهام يدوية معقدة كالتلقيح وتعبئة الثمار في المستقبل، نظراً لوتيرة تطوره السريعة.
وأشار أحد المزارعين إلى صعوبة مكافحة الأمراض والتنبؤ بنمو المحاصيل بسبب تغيرات الطقس الناتجة عن الاحتباس الحراري. لذلك قدم الفريق تطبيقاً لمعرفة كيفية مكافحة الفطريات الضارة التي تهاجم أوراق وثمار وسيقان أشجار الإجاص عن طريق مستشعرات مثبتة في حقول الإجاص تجمع بيانات الأرصاد الجوية، مثل درجات الحرارة وهطول الأمطار، وتوصي بكمية المبيدات اللازمة لدرء المرض.
ويذكر أنه في عام 2019 طور فريق بحثي من جامعة ياماناشي جهازاً يمكنه إجراء ما يسمى «تخفيف الثمار»، حيث تُزال بعض عناقيد العنب لتوفير مساحة أكبر لنمو العناقيد المتبقية، حيث يقدّر الذكاء الاصطناعي عدد الثمار في كل عنقود ويحدد العناقيد التي يجب إزالتها من خلال نظارات واقية يرتديها المزارعون مزودة بكاميرات صغيرة. ويعمل الفريق حالياً على تحسين وضوح الرؤية في النظارات ودقتها لطرحها في السوق قريباً.
وتأمل الحكومة المحلية بأن تسهم الزراعة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على مستوى الإنتاج، فعلى سبيل المثال، ما زال الطلب المحلي على الإجاص ثابتاً حالياً، ومن المتوقع توسع السوق مع زيادة الصادرات إلى جنوب شرق آسيا ومناطق أخرى، علماً أن شينوسوكي كوسابا، من معهد علوم أشجار الفاكهة والشاي التابع للمنظمة الوطنية للزراعة والبحوث الغذائية في محافظة إيباراكي، يؤكد ضرورة مراعاة خفض التكاليف وسهولة الاستخدام لتحقيق التطبيق العملي المناسب للتقنيات الجديدة.