أعلنت منظمة «سيف ذي تشيلدرن» (إنقاذ الطفل)، الخميس، أن معدلات سوء التغذية ارتفعت مؤخراً بشكل كبير في شرق وجنوب إثيوبيا بسبب الجفاف، ويعاني أكثر من 185 ألف طفل من أشد أشكال نقص التغذية.
وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان إن «أكثر من مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة في مناطق صومالي وأوروميا، والأمم والقوميات والشعوب الجنوبية، وفي الجنوب الغربي».
وتغطي هذه المناطق الربع الجنوبي الشرقي بأكمله وجزءاً كبيراً من الربع الجنوبي الغربي من البلاد، وهي ثاني أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في أفريقيا، ويبلغ عدد سكانها 120 مليون نسمة.
وقفز معدل سوء التغذية في إقليم صومالي بنسبة 64% في عام واحد، منها 43% بين يناير وأبريل 2022 فقط، وفقاً لمنظمة إنقاذ الطفل. وهذا الإقليم من أكثر المناطق تضرراً من الجفاف الذي يجتاح القرن الأفريقي حيث لم تهطل الأمطار منذ أكثر من 18 شهراً.
وتؤكد المنظمة أن خلال هذه الفترة، تم تسجيل أكثر من 50 ألف حالة من سوء التغذية الحاد والقاسي، وهو أخطر أشكاله وأكثره تسبباً بالوفيات عند الأطفال، ويتطلب علاجاً طارئاً لتجنب الموت.
وفي هذه المنطقة، تحذر «سيف ذي تشيلدرن» من أن معظم التجمعات الرعوية البدوية في منطقة «دوا» الإدارية «على شفا مجاعة»، وتنقل عن العائلات تأكيدها أن «العديد من الأطفال لا يتلقون سوى وجبة واحدة في اليوم».
وتتوقع «إنقاذ الطفل» أن «تزداد حدة سوء التغذية في الأشهر المقبلة» بعد أن نفقت المواشي، علماً بأن غالبية السكان في المناطق المتضررة، رعاة.
ومنذ نحو عامين، اجتاحت «أطول موجة جفاف في التاريخ الحديث» القرن الأفريقي وهددت جزءاً من سكانه بالمجاعة، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدة الإنسانية «أوشا».
وشهدت أجزاء كبيرة من إثيوبيا وكينيا والصومال للتو رابع موسم أمطار لم تسجل فيه هطولات، علماً بأن هناك موسمين في السنة. وأكد مكتب الأمم المتحدة أن موسم الأمطار الأخير، بين مارس ومايو، هو «الأكثر جفافاً على الإطلاق».
ويؤثر الجفاف على نحو 8,1 مليون شخص في إثيوبيا التي تعاني من نزاع، بالإضافة إلى الظروف المناخية، لا سيما في الشمال.
اقرأ أيضاً.. لنقص المياه.. فندق 5 نجوم في زيمبابوي يوفر لزبائنه الماء الساخن في «دلو»
وفي المجموع «في جميع أنحاء البلاد، هناك 30 مليون شخص، أي ربع السكان، بينهم 12 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية»، حسب تقديرات «إنقاذ الطفل».
ويوضح مدير المنظمة في إثيوبيا كزافييه جوبير أن «الأطفال، وخصوصاً الصغار، هم الأكثر تضرراً من الأزمة المدمِّرة ومتعددة الأوجه في إثيوبيا».