السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

«حملة إجلاء واسعة».. احتدام المعارك في إثيوبيا وسط تقدم تيغراي نحو العاصمة

«حملة إجلاء واسعة».. احتدام المعارك في إثيوبيا وسط تقدم  تيغراي نحو العاصمة

قوات التيغراي تقترب من السيطرة على«دبرسينا» شمالي أثيوبيا. ( أرشيفية)

يكتنف الغموض مستقبل الأوضاع العسكرية في إثيوبيا، بعدما تحدثت الأنباء الواردة منها، إلى أن قوات تحرير شعب تيغراي، قد اقتربت من السيطرة على مدينة «دبرسينا» الاستراتيجية الواقعة في شمال البلاد، الثلاثاء، وفي خطوة ذات مغزى، دعت فرنسا رعاياها إلى مغادرة إثيوبيا على الفور، كما ستقوم الأمم المتحدة بإجلاء جميع أفراد عائلات الموظفين الدوليين منها.

شكوك أمريكية

وعلى صعيد متصل، وصف المبعوث الأمريكي جيفري فيلتمان، بعد زيارته إثيوبيا، التطورات العسكرية في إثيوبيا بأنها «مثيرة للقلق».

وقال فيلتمان «يحاول كل طرف تحقيق أهدافه بالقوة العسكرية، ويعتقد أنه على وشك الفوز».

وأضاف أن قوات تيغراي يجب أن توقف تقدمها باتجاه العاصمة، محذراً من أن مطالبهم قد تزداد مع اقترابهم، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي أبلغه بأنه واثق من قدرته على دفع قوات تيغراي للعودة إلى منطقتهم الأصلية في شمال البلاد، إلا أن فيلتمان استطرد قائلاً «أشك في هذه الثقة».

تقدم قوات تحرير تيغراي

وأشارت الأنباء إلى أن احتدام المعارك بين جبهة تحرير تيغراي، وبين القوات الحكومية، كما أن المعارك تقترب من العاصمة أديس أبابا، وسط أنباء عن اقتراب قوات تيغراي من السيطرة على مدينة دبر برهان، الواقعة على بعد 130 كم من العاصمة الإثيوبية.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، قد أعلن أنه سيتوجه، الثلاثاء، إلى الجبهة لقيادة جنوده، الذين يقاتلون قوات جبهة تحرير شعب تيغراي.

وجاءت خطوة رئيس الوزراء الإثيوبي، في حين أكدت جبهة تحرير تيغراي مواصلة تقدمها باتجاه أديس أبابا، مشيرة إلى أنّها سيطرت على بلدة شيوا روبت، الواقعة على بعد حوالي 220 كيلومتراً من العاصمة.

وكانت الحكومة الإثيوبية قد أعلنت في 2 نوفمبر الجاري حالة الطوارئ، لمدة 6 أشهر في سائر أنحاء البلاد، ودعت سكان أديس أبابا لتنظيم صفوفهم، والاستعداد للدفاع عن مدينتهم، في ظل تزايد المخاوف من تقدم مقاتلي جبهة تحرير تيغراي وحلفائهم نحو العاصمة، في حين تؤكد السلطات الإثيوبية أن ما تعلنه جبهة تحرير تيغراي من تقدم عسكري وتهديد لأديس أبابا، هو أمر مبالغ فيه.

ويشهد شمال إثيوبيا معارك منذ نوفمبر 2020 عندما أرسل رئيس الوزراء آبي أحمد، الجنود إلى إقليم تيغراي، وفي أعقاب معارك طاحنة أعلن آبي النصر في 28 نوفمبر، لكنّ مقاتلي الجبهة استعادوا السيطرة على القسم الأكبر من تيغراي في يونيو الماضي، قبل أن يتقدموا نحو منطقتَي عفر وأمهرة المجاورتين.

إجلاء رعايا فرنسا والموظفين الدوليين

حيث أصدرت السفارة الفرنسية في أديس أبابا، رسالة إلكترونية أرسلتها للرعايا الفرنسيين، قائلة فيها «ندعو جميع الرعايا الفرنسيين رسمياً لمغادرة البلد في أقرب وقت».

كما ستقوم الأمم المتحدة بإجلاء جميع أفراد عائلات الموظفين الدوليين من إثيوبيا، حسبما جاء في وثيقة رسمية، نشرت أبرز تفاصيلها وكالة الأنباء الفرنسية، اليوم الثلاثاء، وتأتي تلك الخطوة بالتزامن مع إعلان قوات تيغراي، أنهم يواصلون تقدمهم نحو العاصمة أديس أبابا.

وطلبت تعليمات أمنية داخلية في منظمة الأمم المتحدة «تنظيم عملية الإجلاء، والحرص على أن يغادر جميع أفراد عائلات الموظفين الدوليين ممن يحق لهم ذلك، إثيوبيا في موعد أقصاه 25 نوفمبر 2021».

وكانت دول أخرى من بينها أمريكا وبريطانيا، قد وجهت تحذيرات مماثلة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وسحبت في نفس الوقت موظفين غير أساسيين.

كما حثت ألمانيا رعاياها، اليوم الثلاثاء، على مغادرة إثيوبيا على أول رحلات تجارية متاحة.