الاحد - 24 نوفمبر 2024
الاحد - 24 نوفمبر 2024

بعد 36 عاماً.. التاريخ المظلم للعنصرية بجنوب أفريقيا يعيد نفسه

بعد 36 عاماً.. التاريخ المظلم للعنصرية بجنوب أفريقيا يعيد نفسه

الشرطة والجيش اعادوا فرض الامن في فينيكس بعد اشتباكات راح ضحيتها المئات.(رويترز)

36 عاماً فصلت بين أعمال الشغب العرقية الشائنة في عام 1949 وتلك التي وقعت في عام 1985 في جنوب أفريقيا، عندما قتل الأشخاص المنحدرون من أصل أفريقي وجنوب آسيوي – بعضهم البعض في ظل نظام الفصل العنصري.

في الشهر الماضي، بعد 36 عاماً أخرى من أعمال الشغب الأخيرة، اشتعلت مدينة فينيكس والمدن المحيطة بها مرة أخرى لتعيد التذكير بالماضي المشين للعنف العنصري في الدولة الأفريقية.

واندلعت أعمال الشغب بسبب سجن الرئيس السابق جاكوب زوما، وسرعان ما انزلقت إلى عمليات نهب واسعة النطاق لمراكز التسوق ومحال البيع بالتجزئة في جميع أنحاء كوازولو ناتال وامتدت إلى جوتنج، التي تعد من المقاطعات الأكثر اكتظاظاً بالسكان في جنوب أفريقيا. وقتل أكثر من 300 شخص في أعمال الشغب التي استمرت أسبوعاً وتم إنهاؤها بنشر 25 ألف جندي.

ووسط نوبة من النهب والحرق العمد والاشتباكات، كان من بين القتلى 36 شخصاً من البلدات السوداء الفقيرة والضواحي الهندية الأكثر تطوراً التي كانت تتعايش بسلام، رغم عدم المساواة. وقال قائد شرطة البلاد هذا الأسبوع إن معظم القتلى من السود، ومعظم القتلة المشتبه بهم من الهنود، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.





كيف انهار التعايش

المقابلات مع ما يقرب من 20 شخصاً - بما في ذلك الضحايا وأفراد أسرهم وقادة المجتمع والسياسيين وأصحاب الأعمال وغيرهم - كانت مليئة بالذهول وعدم التصديق. فبعد عقود من العمل في بناء التعايش السلمي. تساءل الجميع عن نفس الشيء: كيف انهار كل ذلك فجأة؟

كان الجواب، كما يعتقد معظمهم، متجذراً في فشل جنوب أفريقيا في معالجة الانقسامات التي أحدثها نظام الفصل العنصري. ربما تكون الدولة قد أطلقت على نفسها اسم أمة قوس قزح في إشارة للتنوع، لكن الجدران المرتفعة للدخل والفرص لا تزال تفصل بين طبقاتها.

بعد ما يقرب من شهر من اندلاع أعمال العنف، تقدمت شرطة جنوب أفريقيا بصورة أوضح لما حدث.

في 12 يوليو، قبل أيام من أمر الرئيس سيريل رامافوزا بنشر آلاف جنود الاحتياط في المنطقة، بدأ سكان فينيكس في إقامة نقاط تفتيش، وفقاً لما ذكره بيكي سيلي، مسؤول الشرطة الأعلى في البلاد.

وقال سيلي في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي "بدأت المشاكل عندما بدأت مجموعات من العرقية الهندية في عمل نقاط تفتيش، وبدؤوا في التنميط العرقي للأشخاص، ومنعهم من دخول الضاحية"، مضيفاً أنهم حددوا "الأفارقة بشكل رئيسي" كهدف لهم.

لم يشرح سيلي سبب وجود قلة قليلة من رجال الشرطة للتدخل، لمنع الانزلاق نحو العنف بهذا الشكل.

مذبحة مروعة

سرعان ما تصاعدت التوترات، وجلب الأشخاص من كلا الجانبين الأسلحة إلى نقاط التفتيش. تم إطلاق النار، وانتشر الناس ووقع تبادل الاتهامات في جميع أنحاء فينيكس والمستوطنات المجاورة.

قال سيلي "ذُبح الناس بسكاكين الأدغال. أضرمت النيران في المركبات".

وقال سيهل زيكالالا، رئيس حكومة كوازولو ناتال، المقاطعة التي تقع فيها فينيكس، في نفس المؤتمر الصحفي: "نحن قلقون بشأن اندلاع التوتر العنصري المحتمل في المستقبل"، واصفاً أحداث 12 يوليو بأنها "مجزرة".

وإجمالاً، قُتل 30 شخصاً بالرصاص. اثنان احترقا حتى الموت. طعن أحدهم ودهس الآخر بشاحنة. وتوفي اثنان آخران متأثرين بجروح جراء الاعتداءات. وكان جميع القتلى من السود باستثناء ثلاثة.

العدالة بدون كفالة

وبينما تجري إجراءات المحاكمة ضد العشرات من الجناة المزعومين في أعمال العنف في فينيكس. خارج قاعة المحكمة الأسبوع الماضي، فصلت الشرطة والجنود حشوداً كبيرة من المتظاهرين. كانت تهتف "لا كفالة، لا كفالة".



وقال فوكاني ندلوفو، أمين صندوق المقاطعة لحزب المناضلين من أجل الحرية الاقتصادية المعارض، الذي يدعم رؤية راديكالية للعدالة العرقية تقوم على إعادة توزيع الأراضي من أولئك الذين استفادوا من الفصل العنصري إلى الأغلبية السوداء. "نريد أن نتأكد من أن القتلة لن يتم الإفراج عنهم بكفالة".