يسعى الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو، الذي يحكم تشاد بلا منازع منذ 30 عاماً، إلى الفوز بولاية سادسة في انتخابات تجرى غداً الأحد، ينافسه خلالها 6 مرشحين غير معروفين، بعدما أزاح - بعنف - في بعض الأحيان، الشخصيات النادرة التي كان يمكن أن تهدده في المعارضة المنقسمة.
وفي شوارع العاصمة نجامينا حيث فرضت إجراءات أمنية مشددة جداً، لا يبدو السكان مهتمين باقتراع نتائجه «محسومة سلفاً» ويحاولون بصعوبة تأمين لقمة عيشهم ويعانون من انقطاع في المياه والكهرباء يصل لأيام.
وستعلن النتائج المؤقتة للاقتراع في 25 أبريل والنهائية في 15 مايو.
ومنذ أشهر، يمنع النظام بشكل منهجي «المسيرات السلمية للتناوب»، التي تحاول أقوى أحزاب المعارضة تنظيمها كل سبت. وقامت شرطة مكافحة الشغب بتفريق أي بوادر تجمع بالقوة. ولم تجذب هذه التجمعات أكثر من بضع عشرات الأشخاص.
ووصفت منظمة «هيومن رايتس ووتش» غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان هذا الاستخدام للقوة بأنه «قمع قاس».
وظلت شوارع نجامينا هادئة السبت، بينما قامت شرطة مكافحة الشغب بدوريات في المدينة في شاحنات صغيرة وكبيرة تعلوها خراطيم مياه، ومدرعات خفيفة.
ويتمركز جنود الحرس الجمهوري، القوات الخاصة التي تحمي النظام بكثافة في المواقع الحساسة، بينما ينتشر شرطيون وعسكريون بالقرب من مقار الأحزاب التي تدعو إلى مقاطعة الانتخابات والتظاهر ضد الرئيس.
وركز المارشال ديبي في حملته خصوصاً على «السلام والأمن»، اللذين يؤكد أنه مهندسهما في بلده، وكذلك في منطقة مضطربة. فتشاد التي لا تملك أي منفذ على البحر والمحاطة بليبيا والسودان وجمهورية أفريقيا الوسطى والكاميرون ونيجيريا والنيجر، مساهم رئيسي في مكافحة الإرهابيين في منطقة الساحل، عبر نشر قوات مدربة في مالي وأحيانا نيجيريا.
ونسبة المشاركة واحدة من النقاط القليلة المجهولة في هذه الانتخابات. وخلال آخر تجمع انتخابي له يوم الجمعة، حث رئيس الدولة أنصاره على «التصويت بكثافة».
ودُعي نحو 7,3 مليون من أصل 15 مليون ناخب إلى التصويت. وصوتت قوات الأمن والشرطة والجيش أمس السبت.
قبل شهرين فقط، اتحد 15 حزباً معارضاً على أمل الفوز في الانتخابات عبر تقديم مرشح واحد لكنها أخفقت. فقد أبطلت المحكمة العليا ترشيحات 7 من المتنافسين الـ16. ثم انسحب 3 مرشحين بينهم صالح كبزابو، الخصم «التاريخي» لديبي، للاحتجاج على العنف، ودعوا إلى مقاطعة الاقتراع. لكن المحكمة أبقت أسماءهم على بطاقات الاقتراع التي باتت تضم 10 مرشحين.
ويتحدى الرئيس 6 مرشحين هم فيليكس نيالبي رومادومنغار، وألبرت باهيمي باداكيه، وتيوفيل يومبومبي مادجيتولوم، وبالتازار العادوم جرما، وبريس مبايمون غيندمباي، وأول امرأة تترشح في تاريخ تشاد ليدي بيسيمدا.
وقال الخبير السياسي إيفاريست نغارليم تولدي، من جامعة نجامينا، إن ديبي «عرف كيف يتلاعب بالجميع... هو الذي يحرك كل الخيوط».
وانتقد جان برنار باداري، المتحدث باسم حركة الإنقاذ الوطني، التي يقودها ديبي، وتتمتع بنفوذ كبير، المرشحين الذين انسحبوا ويدعون إلى مقاطعة الاقتراع، وبينهم كيبزابو. وقال «من الذي يمنعهم من الترشح؟ لا أحد». وأضاف أن «اللعبة مفتوحة لكنهم قادة الحزب بلا ناشطين».
وتلخص كيلما ماناتوما، الباحثة التشادية في العلوم السياسية في جامعة باريس نانتير، أن ديبي «سيفوز بالتأكيد... في غياب المرشحين التاريخيين وبالموارد الكبيرة التي حشدها».
ولخص دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته الوضع قائلاً إن «الأمر الوحيد المهم في نظر ديبي هو الفوز من الدورة الأولى بمشاركة كبيرة، حتى لا يعترض أحد على كونه انتُخب بشكل سيئ».