وقعت شركة الطاقة الحكومية في أنغولا، «زون أنغول»، إعلان نوايا مع الشركتَين الألمانيتَين «جاوف للهندسة» و«كونجونكتا»، لبناء مصنع للهيدروجين الأخضر في أنغولا، في خطوة تهدف ألمانيا من خلالها إلى الابتعاد عن مصادر الطاقة الروسية، وكذلك الابتعاد عن الوقود الأحفوري.
استيراد الهيدروجين الأخضر
وأكد تقرير لموقع «هاندلسبلات» الألماني، أن الحكومة الفيدرالية الألمانية، ظلت تبحث منذ سنوات، في جميع أنحاء العالم، عن شركاء لاستيراد الهيدروجين الأخضر، وأن المشروع الجديد مع أنغولا سيبدأ العمل والتسليم عام 2024.
وقال العضو المنتدب لشركة «كونجوكتا»، ورئيس رابطة الأعمال الألمانية - الأفريقية، شتيفان ليبينغ: «سيتم في البداية إنتاج 280 ألف طن من الأمونيا الخضراء للتصدير» (تعد الأمونيا الخضراء حاملة طاقة سائلة يمكن استخدامها لنقل الهيدروجين الأخضر لمسافات طويلة).
وأضاف ليبينغ: «المشروع الجديد قد يكون الأول من نوعه في أفريقيا، وربما حتى أول مشروع في العالم من هذا النوع للطاقات المتجددة».
ألمانيا تسعى لاستيراد الهيدروجين الأخضر للابتعاد عن الوقود الأحفوري
ومن جانبه أكد المدير الإداري لشركة «جاوف للهندسة»، شتيفان تافاريس بولو، أن الإنتاج السريع بعد بناء المصنع في ميناء «بارا دو داندي» في أنغولا سيكون ممكناً، لأن الكهرباء ستتولد من محطة الطاقة الكهرومائية وستكون المياه والبنية التحتية متوفرة.
كما أعلن رئيس الشركة الأفريقية «زون أنغول»، سابستيو مارتينز، أن شركته ستنتج الهيدروجين الآن بالإضافة إلى إنتاج النفط والغاز، مشيراً إلى أن أنغولا هي بالفعل ثاني أكبر منتج للنفط في أفريقيا.
وأشار التقرير إلى أن الحكومة الألمانية تبحث حالياً عن شركاء في جميع أنحاء العالم لاستيراد الهيدروجين الأخضر، والذي يهدف إلى استبدال الوقود الأحفوري مثل النفط والغاز، وأنه توجد بالفعل شراكات عديدة أخرى في مجال الطاقة بين ألمانيا وأنغولا.
الاستقلال عن الطاقة الروسية
وأشار تقرير لموقع «إن تي في» الألماني إلى أنه في إطار بحث ألمانيا عن الاستقلال عن الطاقة الروسية، فإنها تبحث عن الهيدروجين الأخضر الذي يعرف باسم الذهب في أنغولا، وأنها ليست مستعدة فقط للاستفادة من احتياطياتها من الغاز لتوسيع صادراتها، بل ستبني شركة ستمكّن من نقل الهيدروجين الأخضر.
وقال وزير الموارد المعدنية والنفط والغاز الأنغولي، ديامانتينو بيدرو دي أزيفيدو أن بلاده لن تتمكن سريعاً من تزويد ألمانيا والاتحاد الأوروبي بالطاقة لتكون بديلاً للنفط الروسي، رغم المحاولات.
ورداً على سؤال حول إذا كان بإمكان أنغولا توسيع قدراتها بسرعة، قال: «الأمر سيستغرق بعض الوقت، وإنتاج النفط ليس بهذه المرونة، لكن كلما زاد استثمار الشركات الأوروبية، زادت القدرة على الإنتاج في المستقبل».
ولفت إلى أنه سيتم استخدام الثروة الطبيعية للبلاد في إطار مناقشة حماية المناخ، قائلاً: «نعتقد أن النفط والغاز سيظلان يلعبان دوراً في مزيج الطاقة لبضع سنوات، ونرى احتياجات أوروبا، وأنغولا مستعدة لتقديم المزيد، وأصبحت الاستثمارات في هذا المجال أسهل من خلال قانون الغاز الجديد»، كما أعلن أيضاً تشكيل منتدى للاهتمام بتطوير احتياطات الغاز.