السبت - 21 ديسمبر 2024
السبت - 21 ديسمبر 2024

منظمة خطيرة في السبعينيات والثمانينيات.. الإفراج عن فوساكو مؤسسة «الجيش الأحمر»

منظمة خطيرة في السبعينيات والثمانينيات.. الإفراج عن فوساكو مؤسسة «الجيش الأحمر»

فوساكو شيغينوبو، مؤسسة منظمة «الجيش الأحمر» - صورة من (epa).

غادرت فوساكو شيغينوبو، مؤسسة منظمة «الجيش الأحمر» الياباني، والبالغة 76 عاماً سجنها في طوكيو، السبت، بعد قضاء عقوبة بالسجن لمدة 20 عاماً لإدانتها باقتحام السفارة الفرنسية في هولندا عام 1974، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء.

وخرجت شيغينوبو من سجنها في طوكيو واستقلت سيارة سوداء مع ابنتها ماي بينما حمل العديد من مناصريها لافتة كتب عليها «نحن نحب فوساكو».

وقالت شيغينوبو للصحفيين بعد إطلاق سراحها «أعتذر عن الإزعاج الذي تسبب فيه اعتقالي لكثير من الناس.. مضى نصف قرن، لكننا ألحقنا الضرر بأشخاص أبرياء لا نعرفهم عبر إعطاء الأولوية لمعركتنا، مثل احتجاز الرهائن».

عمليات الجيش الأحمر

وذاع صيت شيغينوبو خلال فترة السبعينيات والثمانينيات، عندما شنت جماعتها اليسارية المتطرفة هجمات مسلحة في جميع أنحاء العالم دعماً للقضية الفلسطينية، قبل أن تعلن حل المنظمة رسمياً عام 2001 أثناء وجودها في السجن.

وسعت تلك المنظمة إلى إحداث ثورة عالمية اشتراكية من خلال أعمال إرهابية متعددة بارزة.

كانت المنظمة مسؤولة عن هجوم عام 1972 في مطار اللد (مطار بن غوريون حالياً) في تل أبيب في إسرائيل، والذي قتل فيه أكثر من عشرين شخصاً وجرح أكثر من 70.

كما اقتحم الجيش الأحمر الياباني سفارتَي السويد والولايات المتحدة في كوالالمبور عام 1975 قبل أن يطالب بالإفراج عن الأعضاء المحتجزين والسجناء في اليابان.. بعد ذلك بعامين، اختطف أعضاء طائرة تابعة للخطوط الجوية اليابانية بالقرب من الهند.

كما تم ربط أعضاء الجيش الأحمر، بهجوم بقذائف الهاون عام 1986 على السفارة اليابانية في جاكرتا وتفجير سيارة مفخخة عام 1988 لنادي عسكري أمريكي في نابولي بإيطاليا، ما أسفر عن مقتل خمسة.

وفي رسالة إلى مراسل صحيفة «اليابان تايمز» عام 2017، اعترفت شيغينوبو «مجموعتي فشلت في تحقيق أهدافها.. آمالنا لم تتحقق وكانت نهايتها قبيحة».

التركيز على العلاج

عام 2008 تم تشخيص إصابة شيغينوبو بسرطان القولون والأمعاء حيث خضعت لعدة عمليات، وبعد خروجها من السجن، قالت إنها ستركز أولاً على علاجها، موضحة أنها لن تكون قادرة على «المساهمة في المجتمع» بالنظر إلى حالتها الصحية الضعيفة، وأضافت «أريد أن أستمر في التفكير (في الماضي الذي عشته) وأن أعيش أكثر وأكثر بفضول».

حياة شيغينوبو

ألقي القبض على شيغينوبو، وكانت عاملة سابقة في شركة لتصنيع صلصة الصويا، قبل أن تتبنى مواقف متشددة عام 2000 في اليابان، وعاشت شيغينوبو في حالة فرار في الشرق الأوسط لنحو 30 عاماً قبل أن تظهر في اليابان.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي أشادت ابنتها ماي المولودة عام 1973 لأب ينتمي إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بإطلاق سراحها.

وتمسكت شيغينوبو ببراءتها في قضية اقتحام ثلاثة من مقاتلي الجيش الأحمر السفارة الفرنسية في هولندا واحتجاز السفير و10 موظفين آخرين رهائن لمدة 100 ساعة، وأنهت فرنسا المواجهة بالإفراج عن مقاتل من الجيش الأحمر كانت تعتقله، حيث غادر الأخير جوا مع محتجزي الرهائن على متن طائرة متجهة إلى سوريا.

ولم تشارك شيغينوبو في الهجوم شخصياً، لكن المحكمة قالت إنها نسقت العملية مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وُلدت شيغينوبو لأسرة فقيرة في طوكيو في حقبة ما بعد الحرب، وكانت ابنة ضابط شارك في الحرب العالمية الثانية وعمل بقالاً بعد هزيمة اليابان.

بدأت رحلتها مع التطرف في الشرق الأوسط عن طريق الصدفة عندما مرت وهي في العشرين باعتصام في إحدى جامعات طوكيو.

وشهدت اليابان حينها تحركات طلابية في الجامعات في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي للاحتجاج على حرب فيتنام وخطط الحكومة اليابانية للسماح للجيش الأمريكي بالبقاء في البلاد.

وسرعان ما انخرطت شيغينوبو في الحركة اليسارية وقررت مغادرة اليابان وهي في سن الخامسة والعشرين.