الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

أمريكا تواجه الصين بـ150 مليون دولار لقادة «آسيان».. وعشاء في البيت الأبيض

أمريكا تواجه الصين بـ150 مليون دولار لقادة «آسيان».. وعشاء في البيت الأبيض

قادة آسيان في صورة تذكارية مع بايدن. (أ ب)

تستضيف واشنطن على مدار يومَين قادة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، حيث استقبلهم الرئيس الأمريكي جو بايدن في حفل عشاء بالبيت الأبيض، الخميس، تعهد خلاله بإنفاق 150 مليون دولار على بنيتهم التحتية وأمنهم واستعدادهم لمواجهة الأوبئة والجهود التي تهدف إلى مواجهة نفوذ الصين، على أن تبدأ مباحثاتهم الرسمية، الجمعة، في مقر وزارة الخارجية الأمريكية.

وقالت مصادر إندونيسية رفيعة المستوى، طالبة عدم الإفصاح عن هويتها، إن هناك اتفاقاً تجارياً متوقعاً بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول جنوب شرق آسيا، النمور الصاعدة، مشيراً إلى الاقتصاد المتنامي لجاكرتا، التي ترغب في تحقيق المزيد من النمو الاقتصادي، في أعقاب جائحة فيروس كورونا وما تسببت فيه من تراجع الاقتصاد على مستوى العالم.

شريكا آسيان

وأكدت المصادر في تصريحات خاصة أن إندونيسيا ليس لديها رغبة فى الاستغناء عن الصين، باعتبارها الأقوى فى المنطقة، لكن فى الوقت نفسه، ترى دائماً أن الولايات المتحدة والصين كشريكين في حوار آسيان لهما دور مهم في الحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة جنوب شرق آسيا، من خلال التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

ولفتت المصادر إلى أنه على الصعيد الثنائي بين واشنطن وجاكرتا، هناك التزام دائم من قبل إندونيسيا بتعزيز التعاون مع البلدَين على جميع المستويات والمنصات، بما في ذلك من خلال آليات آسيان.

وحول مزاعم أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد استقطاب دول جنوب شرق آسيا لصالحها، قالت المصادر، إن الولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ركزت اهتمامها على منطقة المحيطَين الهندي والهادئ، وهذا يعني أن الأمر ليس بجديد على إدارة بايدن.

وتابعت أن منظور دول الآسيان يتركز في أنه «لا يمكننا الاعتماد فقط على قوة رئيسية واحدة مثل الصين للحفاظ على سلامة واستقرار الأمن الدولي والإقليمي للدول، لذلك يجب إشراك جميع شركاء الحوار، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين».

بكين تترقب

على الجانب الآخر، قالت مصادر صينية رفضت الإفصاح عن هويتها إن بكين تترقب ما تسفر عنه القمة المنعقدة بين قادة الولايات المتحدة ودول جنوب شرق آسيا، «ويجب ألا يكون لها تأثير سلبي على الصين، بمعنى أن يكون لها دور إيجابي فى تعزيز السلام والتنمية لتلك الدول، بدلاً من بث التفرقة». وأوضحت المصادر، في تصريحات خاصة، أنها تتفق مع ما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أنه «يمكن للولايات المتحدة أن تدفع دول المنطقة إلى اختيار ستار التعاون واللعب بالنار في القضايا التي تنطوي على المصالح الجوهرية للصين».

ويستضيف بايدن القادة الآسيويين لتأكيد التزام واشنطن بهذه المنطقة في مواجهة الطموحات الصينية المتزايدة، وفي محاولة لإظهار تركيز إدارته على منطقة المحيطَين الهندي والهادئ والتحدي طويل الأجل الذي تمثله الصين على الرغم من أزمة أوكرانيا.



وتضم رابطة آسيان الاقتصادية، التي تأسست في أغسطس 1976، عشر دول هي أندونيسيا، ماليزيا، الفلبين، سنغافورة، تايلاند، بروناي، ميانمار، كمبوديا، لاوس، وفيتنام.

وهذه هي أول مرة يجتمع فيها زعماء آسيان، التحالف الذي تشكل في أحلك أيام الحرب الباردة، كمجموعة في البيت الأبيض، وكان الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما آخر زعيم أمريكي استضافهم في كاليفورنيا عام 2016.

مبادرة بلينكن

وقال مستشار الرئيس الأمريكي الرئيسي للشؤون الآسيوية كيرت كامبل إن الولايات المتحدة تعتزم مناقشة مجالات التعاون مع إندونيسيا وتايلاند وسنغافورة وماليزيا والفلبين وفيتنام وكمبوديا ولاوس وبروناي، مثل مكافحة كوفيد-19، مضيفا أنه يتوقع «اهتماماً كبيراً» من بعض هذه الدول بـ«الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطَين الهندي والهادئ» (إيندو باسيفيك إيكونوميك فريموورك)، أحدث مبادرة تجارية أمريكية أعلن عنها في نهاية 2021 وزير الخارجية أنتوني بلينكين خلال زيارة إلى جاكرتا.

وذكر سفير اليابان لدى واشنطن كوجي توميتا، في مناسبة أخرى أنه يتوقع إطلاق «الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطَين الهندي والهادئ» رسمياً في الأسبوع التالي خلال زيارة طال انتظارها لجو بايدن إلى طوكيو وسيول.

وكان أوباما قد اقترح إبرام معاهدة للتجارة الحرة عبر المحيط الهادئ وصفت حينذاك بأنها أداة رئيسية للولايات المتحدة لتكون في خط المواجهة في هذه المنطقة التي كان قد أعلنها أولوية أيضاً، لكن خلفه الجمهوري دونالد ترامب، بميوله السيادية، أهمل هذا الاتفاق، معتبراً أنه غير مناسب للعمال الأمريكيين.

وأوضح بايدن، نائب الرئيس في عهد أوباما، أنه ليس في عجلة من أمره لإحياء اتفاقات كبرى للتجارة الحرة، بما يتوافق مع رأي أكثر ميلاً إلى الحمائية. وأكد كامبل أن الرئيس بايدن لا ينوي إطلاق «حرب باردة جديدة» في آسيا، مشدداً على أن أي تفاهمات تجارية محتملة يجب أن تلبي «احتياجات» سكان المنطقة.

وتعد الصين أكبر شريك تجاري لدول جنوب شرق آسيا منذ أكثر من عقد، رغم الخلافات الكبيرة على الأراضي بين بكين وعدد من أعضاء الرابطة مثل فيتنام والفلبين.

ضغوط أمريكية

وتأتي قمة واشنطن أيضاً بينما تمارس الولايات المتحدة منذ أكثر من عام ضغوطاً على ميانمار بعد الانقلاب العسكري الذي وقع فيها في فبراير 2021، وجرى استبعاد مشاركة ميانمار بسبب الانقلاب، حيث لم تتم دعوة القائد العام للقوات المسلحة الجنرال مين أونغ هيلين، بسبب عدم الاستقرار السياسي في بلاده.

وعقدت القمة قبل زيارة بايدن إلى كوريا الجنوبية واليابان المقررة في الفترة من 20 إلى 24 مايو الجاري، والتي تتضمن خطة للقاء زعماء أستراليا والهند واليابان، الذين يشاركون الولايات المتحدة مخاوفها بشأن طموحات الصين في توسيع نفوذها في المنطقة والعالم.

اقرأ أيضاً.. احتجاز الوسيط الأوروبي للملف النووي في مطار فرانكفورت دون إيضاح

وهناك توقعات بوضع «الشراكة الاستراتيجية» الحالية بين الولايات المتحدة والآسيان من خلال إضافة كلمة تجعلها شراكة استراتيجية «شاملة»، بما يجعلها تتماشى مع وصف علاقات الآسيان مع أستراليا والصين.

وسبق أن قال الرئيس الإندونيسي جوكو فيدودو، إن قادة آسيان سيركزون على مناقشة القضايا الأمنية في منطقة المحيطَين الهندي والهادئ وإقامة شراكة من شأنها أن تسهم في السلام والاستقرار والازدهار.