بينما يتصاعد التوتر على بقاع عديدة من أنحاء العالم، خاصة في منطقة آسيا، أعلنت الصين أنها استخدمت أحدث طائراتها المقاتلة الشبحية، (J-20)، والتي يطلق عليها «التنين الجبار»، للقيام بدوريات في منطقتي بحر الصين الجنوبي، وبحر الصين الشرقي، حيث يدور خلاف بين بكين والعديد من الدول المطلة عليها، حول السيطرة على البحرين. وذكر تقرير نشرته شبكة (CNN) الإخبارية الأمريكية، أن صحيفة غلوبال تايمز الحكومية الصينية، نقلت عن خبراء عسكريين قولهم إن نشر المقاتلة الجديدة يهدف إلى «حماية أفضل لأمن المجال الجوي الصيني والمصالح البحرية».. وقال المتحدث باسم الشركة الحكومية الصينية المصنعة للمقاتلة، رن يوكون: «كان ذلك تدريباً روتينياً للطائرة، لبدء تسيير الدوريات الآن، بعد أن تم تجهيزها بمحركات صينية».
قدرات ضخمة للتنين الجبار
وتتميز المقاتلة الجديدة من طراز (J-20) الصينية المعدلة، بأن طائرة واحدة منها، قادرة على تعطيل أنظمة الدفاع الجوي المضادة، كما تم تجهيز الطائرة بمحركات صينية بدلاً من المحركات الروسية، التي كانت مزودة بها، عند بدء تصميم الطائرة، عند تدشينها عام 2017، وقام المهندسون الصينيون بتغيير المحرك الروسي (AL-31F) واستبداله بمحركين صينيين من طراز (WS-10C).. ويثار جدل كبير حول السيطرة على مناطق شاسعة من بحر الصين الجنوبي، وقامت الصين ببناء العديد من المنشآت العسكرية وتحويل الجزر إلى قواعد عسكرية ومهابط للطائرات، في ما أطلق عليه «عسكرة الجزر»، وتقول الصين إن لها السيادة على أجزاء شاسعة من بحر الصين الجنوبي، وهو ما ترفضه دول عديدة. أما في بحر الصين الشرقي، فيثار خلاف بين بكين وبين طوكيو، حول جزر سينكاكو التي تسيطر عليها اليابان، والمعروفة أيضاً باسم جزر دياويو، والتي تطالب بها الصين، وكررت الولايات المتحدة وعدها بالدفاع عن الجزر اليابانية، خلال في السنوات الأخيرة، في حالة حدوث عدوان خارجي.
تنافس أمريكي صيني
وتنتمي المقاتلة الصينية (J-20) الشبحية المطورة، إلى الجيل الخامس من المقاتلات، لتكون في نفس فئة مقاتلات (F-35) الشبحية الأمريكية، كما أن مقاتلة «التنين الجبار»، تحتوي على أسلحة طاقة موجهة، وتقنيات للإنذار المبكر، والتحكم في الطائرات المسيرة.. وجاء الإعلان عن خطوة قيام المقاتلة الجديدة بأعمال الدورية، بعد أسابيع قليلة من إعلان قائد القوات الجوية الأمريكية في المحيط الهادئ، الجنرال الأمريكي كينيث ويلسباخ أن مقاتلات (F-35) الأمريكية ومقاتلات (J-20) الصينية، اقتربت من بعضهما البعض فوق بحر الصين الشرقي. ونقل التقرير عن خبراء تأكيدهم أن نشر الصين أحدث مقاتلاتها من طراز (J-20) أمر له دلالات واضحة؛ حيث يشير إلى زيادة ثقة بكين في قدراتها العسكرية، كما أنه يعطي رسالة تحذير من الصين إلى الدول الأخرى.
ومن جهته، قال الزميل الزائر في معهد جريفيث آسيا في أستراليا، بيتر لايتون: "مع وجود نحو 200 طائرة من طراز (J-20) في الخدمة حالياً، فإن القوات الجوية الصينية أصبح لديها أسطول من المقاتلات الشبحية المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية«. وأضاف:»رسالة الصين من وراء نشر الطائرات إلى العالم تقول إن أي طائرة عسكرية أجنبية، تدخل إلى المجال الجوي، الذي تطالب به بكين، في بحري الصين، الشرقي والجنوب، يمكن أن تعترضها طائرات (J-20)". وتابع: خطوة نشر «التنين الجبار» أمر له خطورته، لأنها تتميز بقدرتها على الطيران لمسافات طويلة، مما يعني أن بمقدورها أن تقوم بدوريات في البحر، أو البقاء لفترة أطول في مناطق مثل بحر الصين الشرقي.
ويمكن أن يقوم سرب صغير من المقاتلات الجديدة بدوريات لمسافات كبيرة في سماء بحر الصين الجنوبي، كما أنه بمقدورها الهبوط في إحدى الجزر التي تم إنشاء مهابط للطائرات بها، لإعادة التزود بالوقود، ثم الطيران مجدداً واستئناف المهام، أو العودة إلى الأراضي الصينية، وبالتالي يمكن لتلك الطائرات أن تحلق فوق حاملات الطائرات الأمريكية والمجموعات المصاحبة لها من السفن الحربية الأمريكية، التي تبحر في بحر الصين الجنوبي. وأشار لايتون إلى أن خطوة التعديل الجديد في الطائرة، باستبدال المحرك الروسي، بمحركين صينيين، تظهر استقلال الصين المتزايد في مجال الصناعات العسكرية، كما أنها تعطي إشارة إلى أن الطائرات الصينية الصنع، أصبحت تتفوق حالياً على روسيا. واستطرد:«طائرات (J-20) أصبحت مزودة بمحركات صينية مزدوجة أفضل من مثيلتها الروسية السابقة، مما يجعل اللجوء إلى هذا النوع من المقاتلات في أعمال الدورية خياراً أفضل بكثير».
إقرأ أيضاً..الاتحاد الأوروبي يتهم مرشحة الرئاسة الفرنسية باختلاس أموال عامة
ترقب أمريكي
واعتبرت شبكة (CNN) أن المقاتلة الصينية (J-20) تعتبر نظيراً مكافئاً للمقاتلة الأمريكية (F-22) التي تعتبر الطائرة المقاتلة الشبح الأولى في العالم، وكذلك مقاتلة (F-35) الشبحية.وقلل المسؤولون الأمريكيون منذ فترة طويلة من شأن مقاتلات (J-20)، مقارنة بالمقاتلات الأمريكية الشبحية، إلّا أن قائد القوات الجوية الأمريكية في المحيط الهادئ، الجنرال الأمريكي كينيث ويلسباخ، قال الشهر الماضي، في مؤتمر معهد ميتشل لدراسات الفضاء إن طائرات (J-20) تركت انطباعاً قوياً عندما واجهت طائرات (F-35) الأمريكية في بحر الصين الشرقي، وأضاف: «نحن معجبون بالقيادة والسيطرة في طائرات (J-20)، ولاحظنا الطيران الاحترافي للطيارين الصينيين». وقال لايتون إن الولايات المتحدة واليابان ودولاً أخرى ستعمل على جمع بيانات استخبارات إلكترونية عن أي مقاتلة من طراز (J-20) خلال أعمال الدورية، على أمل جمع المزيد من المعلومات حول خصائصها في التخفي، وغيرها من المعلومات الخاصة بطريقة عملها ونقل المعلومات بها.