أعلنت إندونيسيا والولايات المتحدة الأمريكية، أن تدريبات «جارودا شيلد 2022» العسكرية المشتركة بينهما، والتي كانت تقتصر عادة عليهما فقط، ستنطلق في الفترة ما بين 1-14 أغسطس المقبل، وستتم بمشاركة 14 دولة، وتشهد أعمالها استخدام الذخيرة الحية، في وقت تشهد منطقة آسيا والمحيط الهادئ توترات متزايدة، ما بين الصين، وما بين واشنطن وحلفائها. وأوضحت إندونيسيا أن التدريبات العسكرية، التي تأتي في نسختها رقم 16، ستشارك فيها كل من بريطانيا وأستراليا واليابان وماليزيا وسنغافورة وكندا، وستتضمن تدريبات العمليات الخاصة، والطيران، وغيرهما.
ويأتي توسيع تلك التدريبات، بينما يسود التوتر في منطقة آسيا، كما أن توسعة التدريبات تشير إلى أن إندونيسيا اقتربت من الولايات المتحدة الأمريكية، أكثر من الصين، في التعاون العسكري. وكانت تدريبات جاروا شيلد، في نسختها من العام الماضي، قد شاركت بها فرقتان من الجيش الأمريكي، بعدد يصل إلى حوالي 1000 جندي، بالإضافة إلى القوات الإندونيسية، ووصفها الجيش الأمريكي، بأنها أكبر نسخة من المناورات الحربية حتى الآن. ولم تعلن إندونيسيا حتى الآن أعداد القوات المشاركة في تدريبات جارودا شيلد 2022، من الدول المشاركة، كما لم يعلن الجيش الأمريكي أو السفارة الأمريكية في جاكرتا، تفاصيلاً عن التدريبات.
التوتر في بحر الصين الجنوبي
وتقع إندونيسيا في جنوب بحر الصين الجنوبي، والذي يشهد توتراً متصاعداً، خلال السنوات الماضية، خاصة بعدما أقامت الصين منشآت عسكرية عديدة على الجزر المتنازع عليها هناك، وسط رفض من الولايات المتحدة وحلفائها، لهذه السيطرة الصينية. وفي شهر مارس الماضي، اتهمت صحيفة "Global Times" الصينية، رئيس القيادة الأمريكية للمحيطين الهندي والهادئ، الأدميرال الأمريكي جون أكويلينو، بمحاولة تكرار أزمة أوكرانيا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وحشد الحلفاء والشركاء ودول أخرى في المنطقة لمواجهة الصين، وجاء ذلك بعدما اصطحب القائد الأمريكي مجموعة من الصحفيين، في رحلة جوية، فوق بحر الصين الجنوبي، لتسليط الضوء على المنشآت العسكرية الصينية في الجزر المتنازع عليها. ونقل التقرير عن بعض المحللين قولهم إن إندونيسيا حاولت تجنب الانحياز إلى أي جانب، في النزاع بين أمريكا والصين، في بحر الصين الجنوبي، إلا أن تحركات الصين العام الماضي، بالقرب من جزر ناتونا، التي تقع في المنطقة الاقتصادية الخالصة لإندونيسيا، ومطالبة بكين أنها تقع ضمن ما تطلق عليه «خط النقاط التسع» للصين، الذي يعطيها الحق في السيطرة على كل جنوب بحر الصين تقريباً أثار رد فعل جاكرتا.
إقرأ أيضاً...65 % نسبة المشاركة بالجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية
تقارب مع أمريكا وتباعد مع الصين
وقال الكولونيل فريجا ويناس إنكيريوانغ، قائد منطقة شمال جاكرتا العسكرية، والمحاضر في جامعة الدفاع الإندونيسية «سلوك الصين الحالي يزيد من خطر نشوب صراع في المنطقة، حيث تعزز الدول وجودها العسكري، ومن ضمنها إندونيسيا والتي عززت قواتها حول جزر ناتونا». وأشار إنكيريوانغ إلى أن إندونيسيا والصين أجريتا تدريبات «سكين حاد» العسكرية المشتركة، لكن آخر نسخة منها كانت في عام 2014، مضيفاً أنه من الواضح الآن، أن إندونيسيا أقرب إلى الولايات المتحدة من الصين، فيما يتعلق بالتعاون العسكري.
دلالة توسعة التدريبات
كما اعتبر الزميل الباحث في مدرسة إس راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، كولين كوه، أن توسعة تدريبات جارودا شيلد العسكرية، بمثابة «أمر جدير بالملاحظة بشكل خاص، لأن إندونيسيا عادة ما تراعي الحذر بشأن الإشارة إلى الأمور الحساسة في قضايا بحر الصين الجنوبي، وعلاقاتها مع الولايات المتحدة والصين». وأضاف «من الواضح أن إندونيسيا ترغب في الدخول في توازن خارجي في بحر الصين الجنوبي، وتستخدم هذا لإبراز مكانتها وتأثيرها فيما يتعلق بالدبلوماسية الدفاعية متعددة الأطراف»، على حد وصفه.