خبراء: روسيا تحاول تجنب تفاقم العلاقات مع تركيا الداعمة لأذربيجان
يبدو أن الحرب الروسية في أوكرانيا، لن تكون الحرب الوحيدة التي تشتعل في العالم، حيث عادت أجواء التوتر من جديد، إلى إقليم ناغورنو قره باخ، ما بين كل من أذربيجان وأرمينيا، لتنذر باحتمال اندلاع الحرب بينهما مجدداً، خاصة في ظل انشغال روسيا، بالحرب في أوكرانيا.
التوتر في ناغورنو قره باخ
ونقلت صحيفة فيدوموستي الروسية، الاثنين، عن وزارة الدفاع الروسية، قولها في بيان لها «بين 24 و15 مارس، انتهكت القوات المسلحة لأذربيجان الاتفاق الثلاثي بين قادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا عبر دخولها المنطقة التي تقع ضمن مسؤولية الكتيبة الروسية لحفظ السلام في ناغورنو قره باخ، وأقامت القوات الأذربيجانية نقطة مراقبة ونفذت أربع ضربات بطائرات مسيرة من طراز بيرقدار (طائرة مسيرة حصلت عليها أذربيجان من تركيا) قرب بلدية فروخ»، في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار الثلاثي بين أذربيجان وأرمينيا وروسيا، الموقع في نوفمبر عام2020.
وأضافت وزارة الدفاع الروسية أن «القيادة الروسية لكتيبة حفظ السلام تتخذ الإجراءات للتعامل مع الوضع، وقد تم توجيه دعوة إلى الجانب الأذربيجاني لسحب القوات». وأعلنت وزارة الخارجية الأرمينية، أن قوات أذربيجانية دخلت، الخميس، قرية باروخ الخاضعة لسيطرة قوات حفظ السلام الروسية، معتبرة أن هذه الخطوة تشكل «خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار».
الارتباط بالحرب في أوكرانيا
ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن التصعيد الجديد في ناغورنو قره باخ، مرتبط بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. فقد قال الخبير بمعهد القوقاز في يريفان في أرمينيا، ألكسندر إسكندريان إن المنطقة المحيطة بقرية باروخ، والتي شهدت التحركات الأذربيجانية، هي منطقة مهمة، ويمكن استخدامها للسيطرة وإطلاق النار عبر السهل الضعيف الذي تسيطر عليه جمهورية ناغورنو قره باخ، غير المعترف بها. وأضاف إسكندريان «من الواضح أن سلوك أذربيجان مرتبط بالوضع في أوكرانيا، والعملية الروسية هناك، وهذا قرار استراتيجي اتخذته أذربيجان، التي تبحث إلى أي مدى يمكن أن تذهب، وما المكاسب التي قد تحصل عليها في هذا الظرف، وخاصة أن روسيا تشكل عائقاً أمام طموحات أذربيجان». وتابع «لا يزال شن هجمات مباشرة على القوات الروسية أمراً غير ضروري، ومع ذلك، يمكن استخدام أذربيجان، للأنشطة العسكرية ضد الأرمن، في إقليم ناغورنو قره باخ لاختبار حدود ما يمكن تحقيقه من حيث رد الفعل الروسي».
بينما نقلت الصحيفة عن كبير الباحثين وزميل معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، إيفان سافارشوك، قوله «أذربيجان كانت لديها خطط، حتى قبل الصراع الأخير عام 2020، وخاصة في أعقابه، لتحريك الوضع على الأرض، بشكل تدريجي، وبقدر الإمكان لصالحها، لذا فإنها تطرق الحديد وهو ساخن». ويرى سفرانشوك أنه في الوضع الحالي، لا تحتاج روسيا إلى تفاقم العلاقات مع تركيا، التي تدعم أذربيجان، كما أن روسيا قد لا تكون مستعدة لتحمل مخاطر جدية، بشأن أرمينيا، في ظل الظروف الحالية، وبالتالي فقد اختارت أذربيجان اللحظة المناسبة لاستغلالها بمهارة».
روسيا وحفظ السلام في ناغورنو قره باخ
ونشرت روسيا نحو 2000 جندي لحفظ السلام في إقليم ناغورنو قره باخ، بعد وقف إطلاق النار، ما أعاد تأكيد دورها الأمني ونفوذها في منطقة مضطربة كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتي السابق، حيث يزداد أيضاً نفوذ تركيا بفضل تحالفها الوثيق مع أذربيجان. وفي عام 2020، خاضت أرمينيا وأذربيجان حرباً في المنطقة المتنازع عليها، أسفرت عن سقوط أكثر من 6500 قتيل، وبموجب بنود وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة روسية، تخلّت أرمينيا عن مساحات من الأراضي لصالح أذربيجان، ونشرت روسيا قوات حفظ سلام.