اتخذت اليابان مجموعة من المواقف المتباينة تجاه روسيا، على خلفية الأزمة الأوكرانية، فمن جهة اتبعت طوكيو خطوات الولايات المتحدة الأمريكية، وباقي الحلفاء في أوروبا، وفرضت عقوبات ضد موسكو، ومن جهة أخرى، استمرت في استيراد واردات الطاقة الروسية، كما أن اليابان لم تسحب شركاتها من المشروعات في جزيرة سخالين التي تخضع للسيادة الروسية، بعكس الشركات الغربية.وأوضحت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية أن رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، زار الهند، واستقبله نظيره الهندي ناريندرا مودي، في نيودلهي، في خطوة تهدف طوكيو من ورائها إلى دفع الهند إلى تعديل سياستها تجاه الأزمة الأوكرانية، بعد موقفها المحايد، إلى تبني المواقف الغربية، وإدانة الحرب الروسية في أوكرانيا.
إقرأ أيضاً..الصين تحول 3 جزر في البحر الجنوبي إلى قواعد عسكرية
وأكدت أن رئيس الوزراء الياباني، قدم حافزاً كبيراً في صورة استثمار ياباني يصل إلى 42 مليار دولار، على مدى 5 سنوات مقبلة، إلا أن هذه «الرشوة» ـ حسب وصف الصحيفة ـ لم تؤدِ إلى إقناع الهند بتغيير سياستها وإدانة الحرب الروسية في أوكرانيا. فقد صدر البيان المشترك للدولتين، بعد لقاء رئيسي الوزراء، ولم يتضمن أي إدانة لموسكو، واقتصر على الحديث عن «ضرورة وقف إطلاق النار»، دون أي ذكر لروسيا بشكل مباشر.
سياسات معادية لموسكو
وأوضحت الصحيفة أن طوكيو تشارك في حملة الضغط السياسي والاقتصادي على موسكو، فقد فرضت اليابان عقوبات على «الأوليغارشية» الروسية، كما جمدت أصول البنوك الروسية، وألغت الوضع التجاري للدولة الأكثر تفضيلاً لروسيا.
ونقلت الصحيفة عن رئيس مركز الدراسات اليابانية، في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فاليري كستانوف، قوله «اليابان كانت تأخذ زمام المبادرة من الأمريكيين دون قيد أو شرط، ولا تختلف سياسة اليابان عن أعضاء مجموعة السبع، كما أن طوكيو فرضت عقوبات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، وهناك محاولات لتأليب الشعب الياباني ضد روسيا».
وأضاف «إلا أن اليابان لها مواقف أخرى، فلم تقدم - مثل الدول الغربية - على إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، واكتفت طوكيو بإرسال مجموعة من المعدات الدفاعية، مثل الخوذات والدروع الواقية من الرصاص، ومن المتوقع أن يلقي الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي كلمة أمام البرلمان الياباني».
تعقيد العلاقات الروسية - اليابانية
وتابع قائلاً «مواقف اليابان ضد روسيا، يبدو أنها تأتي بسبب شعورها بخيبة الأمل بسبب فشل محادثات معاهدة السلام بينها وبين روسيا، فقد توقفت محادثات السلام، بعدما كان رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، يتطلع إلى تحقيق تقدم في مسار السلام، والحصول على الجزر التي تطالب اليابان بإعادتها إليها من روسيا، لكن ذلك لم ينجح».
وتواجه العلاقات اليابانية الروسية، مشكلة كبيرة، تتمثل في ضم موسكو لجزر الكوريل الجنوبية، والتي كانت تخضع للسيادة اليابانية، قبل الحرب العالمية الثانية، ولم تعترف اليابان بضم موسكو للجزيرة، ولم يتم توقيع اتفاق سلام بين الجانبين، بعد الحرب العالمية الثانية، وتصر طوكيو على المطالبة بإعادة الجزيرة إلى سيادتها، أما موسكو فتصر على أن ضم الجزر إلى روسيا تم وفق نتائج الحرب العالمية الثانية.
إقرأ أيضاً.. بوتين: روسيا لن تقبل سوى الدفع بالروبل لقاء شحنات الغاز إلى أوروبا
وأردف «رئيس الوزراء الياباني الحالي كيشيدا، قد توصل إلى بعض الاستنتاجات، فمن الواضح أن المدن اليابانية تقطع علاقات المدن الشقيقة مع المدن الروسية، بينما يحافظ على استمرار واردات الطاقة من روسيا، ومن جهة أخرى، فإن طوكيو - على عكس الشركات الغربية - لم تسحب الشركات اليابانية، من المشروعات التي تعمل بها في جزيرة سخالين الخاضعة للسيادة الروسية، وفي القطب الشمالي».