الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

الصين تحول 3 جزر في البحر الجنوبي إلى قواعد عسكرية

الصين تحول 3 جزر في البحر الجنوبي إلى قواعد عسكرية

جزيرة «سوبي رييف» في بحر الصين الجنوبي. (epa)

بينما تتجه أنظار العالم إلى الحرب الروسية- الأوكرانية، فإن الصين تستغل تلك الأزمة العالمية، في العمل على إخراج الولايات المتحدة الأمريكية من منطقة شرق آسيا. وأوضحت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الروسية، في تقرير لها أن الصين أكملت عملية تحويل 3 جزر اصطناعية، تقع في بحر الصين الجنوبي، إلى قواعد عسكرية، تضم ترسانة من الأسلحة، مثل أنظمة الصواريخ المضادة للسفن، والصواريخ المضادة للطائرات، بالإضافة إلى معدات الليزر والتشويش، والطائرات المقاتلة، حسبما أعلن القائد الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، الأدميرال جون أكويلينو، موضحاً أن هذه الإجراءات «العدائية»، بحسب وصفه، تتناقض مع تأكيدات الرئيس الصيني شي جين بينغ السابقة، بأن بكين لن تحول الجزر الاصطناعية في المياه المتنازع عليها إلى قواعد عسكرية.

وأكد الأدميرال أكويلينو «الصين أنهت بناء ترسانات الصواريخ، وحظائر الطائرات، وأنظمة الرادار وغيرها من المنشآت العسكرية في جزر «ميستشيف رييف»، و«سوبي رييف»، و«فيري كروس ريف»، وليس من الواضح بعد إذا كانت ستواصل بناء البنية التحتية العسكرية في مناطق أخرى». ولفتت الصحيفة الروسية إلى أن الوضع في أوكرانيا يجبر وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون»، على نشر أسلحة في أوروبا، وخاصة في شرق أوروبا، ما يسهل على الصين تعزيز موقعها في البحار المحيطة بها، وخاصة بحر الصين الجنوبي.

إقرأ أيضاً..ماكرون يبحث «في سرية» إجراء انتخابات تشريعية مبكرة

احتمالات المواجهة

وتناولت الصحيفة احتمال حدوث مواجهة بين الصين، وبين الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة في منطقة بحر الصين الجنوبي، مشيرة إلى أن القائد الأمريكي كان يستقل طائرة، وسرعان ما طالبتها طائرات صينية، بمغادرة ما وصفته بـ«الأجواء الصينية»، لكن الطائرة الأمريكية تابعت رحلتها في مسارها، بدون أي تغيير، بشكل يكشف مدى احتمالات المواجهة بين الصين وأمريكا. ونقلت الصحيفة عن كبير الباحثين في المدرسة العليا للاقتصاد في روسيا، فاسيلي كاشين، قوله «الصين كثفت بالفعل من جهودها لزيادة قوتها العسكرية، وزاد حجم الإنفاق العسكري الصيني، على مسار موازي مع النمو الاقتصادي الصيني، وخلال الحرب الباردة، بلغت النفقات العسكرية 6% من الناتج المحلي الإجمالي، بينما كان الاقتصاد أصغر بكثير من حيث الحجم، والآن يبلغ حوالي 2% من الناتج المحلي الإجمالي».

وأضاف: «الأزمة الأوكرانية لها تأثير بالتأكيد على الصين، فمن المتوقع أن تحتفظ الولايات المتحدة بالكثير من قواتها في أوروبا، وستبقى مشغولة بأوروبا، ولن تكون مستعدة لاتخاذ أي إجراءات في آسيا، وهذا يحد من قدرة الولايات المتحدة على احتواء الصين».

إقرأ أيضاً..بايدن يتوجه إلى أوروبا بخطط لفرض مزيد من العقوبات على روسيا

مشكلة بحر الصين الجنوبي

وبالنسبة لبحر الصين الجنوبي، أكد كاشين على أن بكين لديها مزايا أفضل بالمقارنة بواشنطن، تتمثل في تمركز أكبر أساطيل الصين (3 أساطيل) في تلك المنطقة، كما أن الصين أقامت بنية تحتية عسكرية كبيرة في أرخبيل «سبراتلي»، ما يسمح لها بمراقبة حركة أي سفينة أو طائرة أمريكية في المنطقة. وتابع كاشين «بالإضافة إلى أنظمة الأسلحة القوية الفريدة، مثل الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، فإن كل تلك القوة العسكرية من الممكن أن تجعل اليد العليا في تلك المنطقة للصين». وحول خطر المواجهة ما بين الولايات المتحدة الأمريكية، وما بين الصين، قال الخبير الروسي «خطر المواجهة ليس كبيراً، لأن كلاً من بكين وواشنطن، لا ترغبان في وقوع تلك المواجهة». واعتبر كاشين أن المشكلة الأكبر في العلاقات الصينية- الأمريكية، ليست منطقة بحر الصين الجنوبي، بل إن تايوان هي التي تعد القضية الأكثر إثارة في العلاقات فيما بين بكين وواشنطن.