طغت السياسة على دورة الألعاب الشتوية في بكين، المقرر افتتاحها، الجمعة، حيث تطرق الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في كلمة افتراضية له، الخميس، إلى أن العالم يشهد تشابكاً بين التغيرات الدولية وجائحة كوفيد-19، واللتين لم تشهد البشرية مثليهما منذ قرن من الزمان، ويدخل مرحلة جديدة من الاضطرابات والتغيرات، حيث تواجه البشرية تحديات متعددة، موضحاً أن اللجنة الأولمبية الدولية دفعت الرياضات الأولمبية إلى الأمام بشجاعة ولعبت دوراً مهماً وفريداً في دعم العالم للتغلب على الصعوبات من خلال التضامن والتعاون.
وأكد شي، وفقا لما نقلت وكالة الأنباء الصينية«شينخوا»، أن أولمبياد بكين الشتوي سيُفتتح الجمعة، حيث ستتجه أنظار العالم إلى بلاده التي تقف على أتم استعداد لهذا الحدث، حيث ستبذل قُصارى جهدها لتقديم حدث أولمبي سلس وآمن ورائع للعالم، وتجسيد الشعار الأولمبي «أسرع، أعلى، أقوى- معاً» على أرض الواقع.
من جانبه قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فى مقال، كتبه لوكالة الأنباء الصينية «شينخوا»، ونشرته الخميس، إنه والرئيس الصيني، شي جين بينغ، سيناقشان بشكل مستفيض القضايا الرئيسة على جداول الأعمال الثنائية والإقليمية والعالمية، فضلا عن تطوير العلاقات التجارية باهتمام خاص.
وأضاف هناك كل الفرص المتاحة لتحقيق ذلك، لما تتمتع به الدولتان من موارد مالية وصناعية وتكنولوجية وبشرية كبيرة تسمح بحل قضايا التنمية على المدى الطويل بنجاح، كما يمكنهما تحقيق نمو اقتصادي مطرد وتحسين رفاهية مواطني البلدين وتعزيز القدرات التنافسية والوقوف معا في وجه المخاطر والتحديات الراهنة.
وأشار إلى أنه في نهاية عام 2021، ارتفع حجم التبادل التجاري أكثر من الثلث متجاوزا الرقم القياسي 140 مليار دولار أمريكي، وأضاف إننا نسير قدما على الطريق الصحيح باتجاه هدفنا المتمثل في زيادة حجم التجارة إلى 200 مليار دولار أمريكي سنويا.،ويتم تنفيذ عدد من المبادرات الهامة في قطاعات الاستثمار والصناعة التحويلية والصناعة والزراعة، وأضاف بأن محفظة اللجنة الروسية- الصينية الحكومية الدولية للتعاون الاستثماري، تشمل 65 مشروعا تزيد قيمتها على 120 مليار دولار أمريكي، كما أن الأمر يتعلق بالتعاون في مجالات مثل التعدين ومعالجة المعادن وإنشاء البنية التحتية والزراعة.
وتابع: نواصل العمل على توسيع التسويات بالعملتين الوطنيتين وإنشاء آليات لمواجهة التأثير السلبي للعقوبات الأحادية الجانب. ويأتي كمعلم رئيس في هذا العمل توقيع اتفاقية بين حكومتي روسيا والصين بشأن المدفوعات والتسويات في عام 2019.
وأكد أن هناك خططا لتنفيذ عدد من المشاريع المشتركة واسعة النطاق، و من بين هذه المشاريع بناء أربع وحدات جديدة للطاقة أطلقت العام الماضي في محطات الطاقة النووية الصينية بمشاركة شركة «روساتوم» الحكومية الروسية للطاقة النووية، مضيفا أن كل هذا يعزز بشكل كبير أمن الطاقة في الصين ومنطقة آسيا ككل.
وأشار إلى مجموعة من الفرص في تطوير الشراكات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطب واستكشاف الفضاء، بما في ذلك استخدام أنظمة الملاحة الوطنية ومشروع محطة أبحاث القمر الدولية. وقد أعطى عام الابتكار العلمي والتكنولوجي الروسي-الصيني 2020-2021 دفعة قوية لتعزيز العلاقات الثنائية.
واختتم مقاله، أنه للأسف زادت في الآونة الأخيرة محاولات عدد من الدول تسييس الرياضة لخدمة مصالحها الأنانية، معتبرا ذلك خطأ أساسي يتعارض مع روح ومبادئ الميثاق الأولمبي، إذ تكمن قوة وعظمة الرياضة في توحيد الناس ومنحها لحظات الانتصار والاعتزاز الوطني، فضلا عن الاستمتاع بالمنافسات العادلة والنزيهة والقوية، وتتفق في هذه الرؤية معظم الدول المشاركة في الحركة الأولمبية الدولية.