الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

بسبب تايوان..تصاعد حرب الصادرات بين الصين وليتوانيا

بعدما أقدمت ليتوانيا على فتح تمثيل دبلوماسي لتايوان في عاصمتها فيلنيوس، نوفمبر الماضي، تواجه حاليا موجة غضب شديدة وردود فعل قاسية من الصين، التي تعتبر أن تايوان أرضا صينية، بينما تراقب العديد من الدول الأوروبية ردود فعل الصين، قبل الإقدام على نفس خطوة ليتوانيا.

ردود فعل صينية قوية

وكانت تايوان قد أعلنت أنها فتحت رسميا مكتب تمثيل في ليتوانيا تحت اسم «تايوان»، بعدما كان باسم عاصمتها تايبيه، وأوضحت وزارة الخارجية التايوانية أن «مكتب التمثيل التايواني في ليتوانيا يبدأ نشاطاته رسميًا في فيلنيوس (عاصمة ليتوانيا) في 18 نوفمبر 2021»، بعدما كان يطلق على هذه البعثات اسم «مكتب تمثيل تايبيه».



وتعترف رسميا 15 دولة فقط بتايوان، لكن الأخيرة تحتفظ بمكاتب تمثيلية موازية للسفارات مع دول عديدة، كما أن العديد من الدول لديها ترتيبات مماثلة في العاصمة التايوانية تايبيه.


وردت الصين التي تؤكد عزمها ضم تايوان وإعادتها إلى الأراضي الصينية، بتخفيض علاقاتها الدبلوماسية مع ليتوانيا، إلى مستوى «القائم بالأعمال»، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الصينية، واستدعت بكين سفيرها من ليتوانيا، وأمرت سفير ليتوانيا بمغادرة بكين، كما أعلنت الصين قطع العلاقات التجارية معها، وأعلنت في 25 نوفمبر، وقف إصدار التأشيرات إليها.

وفرضت الصين أيضا حظرا على ليتوانيا، وقاطعت جميع صادراتها، وكذلك أي منتجات من الاتحاد الأوروبي، تستخدم مكونات مصنوعة في ليتوانيا.

وتوترت العلاقات بين البلدين قبل افتتاح المكتب، ففي أغسطس، أوقفت بكين الموافقة على تصاريح جديدة لصادرات ليتوانيا من المواد الغذائية إلى الصين، كما أوقفت خدمة قطار الشحن المباشر إلى ليتوانيا، وفي نوفمبر، بدأت الصين في الضغط على الشركات في الاتحاد الأوروبي للتوقف عن استخدام المكونات القادمة من ليتوانيا.

وأعلن نائب وزير خارجية ليتوانيا، مانتاس أدوميناس، في ديسمبر الماضي أن الصين كانت «ترسل رسائل إلى الشركات متعددة الجنسيات، مفادها أنه إذا استخدمت قطع الغيار والإمدادات من ليتوانيا، فلن يُسمح لها بعد الآن بدخول منتجاتها إلى السوق الصينية، أو الحصول على الإمدادات من هناك».

كما قال وزير الاقتصاد والابتكار في ليتوانيا، أوشرين أرمونايتو إن بلاده ترى الشركات وهي تلغي العقود مع مقدمي الخدمات من بلاده بسبب ضغوط من بكين".

دعم اقتصادي

وفي محاولة للتخفيف من الأضرار التي أصابت ليتوانيا بسبب تلك الخطوة، تعهدت تايوان بتقديم مليار دولار إلى ليتوانيا، للمساعدة في تمويل المشروعات المشتركة في 6 قطاعات، في خطوة تعد بمثابة دعم اقتصادي، لمواجهة غضب الصين.

وجاءت تلك الخطوة، بعد أيام من إعلان تايوان في 5 يناير الجاري، عزمها استثمار 200 مليون دولار في الصناعات في ليتوانيا، ويهدف الاستثمار المشترك البالغ 1.2 مليار دولار، إلى مواجهة الضغط الصيني المتزايد على ليتوانيا.

وفي مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين، تلك الاستثمارات بأنها «محاولات سلطات تايوان لتوسيع مساحة أنشطة استقلالها بـ»دبلوماسية الدولار".

وقال الأستاذ المشارك في معهد الدراسات العليا للدراسات الأوروبية في جامعة تامكانغ في تايوان تشانغ فو تشانغ «لم يعتقد أي منا أن حجم التجارة بين ليتوانيا والصين كان بهذه الضخامة، لذلك توصلنا إلى أن الصين لن تستخدم عقوبات اقتصادية ضدها.. لكننا كنا مخطئين».

الاقتداء بحذو ليتوانيا

جاء تحرك ليتوانيا في الوقت الذي تستكشف فيه حكومات عديدة، إقامة علاقات موسعة مع تايوان.

وفي ذلك السياق، قال كبير محللي الدفاع في مؤسسة راند تيموثي هيث «هذا التطور مذهل حقًا.. إنها المرة الأولى التي تعبر فيها دولة أوروبية عن اعترافها الرسمي بتايوان منذ عقود، إنه تطور كبير جدا، ومن المفهوم أن الصين غاضبة جدًا من هذا التغيير».

وأضاف «أعتقد أن الصين قلقة للغاية من أن ليتوانيا تشكل سابقة، وأن المزيد من الدول في أوروبا يمكن أن تحذو حذوها، والعديد من البلدان تتخذ حاليا موقف»انتظر لترى«حول إذا ما كانت ترغب في النظر في المسار الذي سلكته ليتوانيا».

وأردف قائلا «أعتقد أن الاتحاد الأوروبي، على المدى القريب، يدرك أهمية العلاقات التجارية مع الصين، والبلدان الأوروبية الكبرى، مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا، ليست في عجلة من أمرها لزعزعة استقرار علاقتها التجارية مع الصين».