الموظفون يهرولون إلى منازلهم تاركين مكاتبهم الحكومية والشوارع بدت خالية، نساء يبكين، رعب يسيطر على المدينة وترقب في كل مكان.. كان ذلك هو المشهد المسيطر على العاصمة الأفغانية كابول مع ساعات الصباح الأولى من اليوم مع أنباء دخول مقاتلي طالبان المدينة.
يروي المواطن الأفغاني «سيد» أحد سكان كابول، مشهد المدينة لصحيفة الغارديان قائلاً: «الناس خائفون.. هم خائفون على عائلاتهم وزوجاتهم وبناتهم بشكل خاص. يشعر قلة من سكان كابول الذين تربطهم صلات بطالبان بالسعادة. لكن الغالبية خائفة حقاً».
الخوف في كل مكان
«هذا الصباح كنت بالخارج في المدينة. رأيت نساء يبكين على جانب الطريق. كان الناس يركضون، وكان الجميع يحاول العثور على سيارة للوصول إلى المنزل. لم تكن هناك سيارات أجرة. في السابق، كانت كلفة الرحلة دولارين. الآن ارتفعت الأسعار خمس مرات وسيارات الأجرة لا تأخذ أحداً».
ويضيف: «سمعت إطلاق نار قبل ساعات قليلة. الآن المدينة هادئة جداً. الجميع محاصرون في منازلهم، والمتاجر والبنوك التي كانت مشغولة في وقت سابق مغلقة في الغالب. كان من المقرر أن يخضع أطفال المدارس للامتحانات اليوم. لكن ذلك لم يحدث».
وصلت طالبان هذا الصباح إلى ضواحي كابول. القليل منهم موجودون بالفعل في الداخل، يتحدثون إلى الناس، بدون أسلحة في الوقت الحالي.
ويقال إنهم استولوا على سجن بول شرخي، الأكبر في أفغانستان، وأطلقوا سراح جميع السجناء. يرفرف علم طالبان في بعض مناطق كابول بما في ذلك حديقة بابور، وهي منطقة تاريخية دفن فيها الإمبراطور المغولي بابور.
ويتابع سيد قائلاً: «سمعت أن سبعة مقاتلين حاصروا مركز الشرطة في المنطقة. لقد طلبوا من الشرطة التخلي عن أسلحتهم. أنا متشكك في ادعاء طالبان أنه لن يتضرر أحد. نحن نعلم ماذا سيحدث بعد ذلك. سيبدؤون في البحث عن (خونة)- أي شخص خدم في الجيش الأفغاني، أو عمل مع قوات الناتو والأمريكيين». ارتباك وغموض
كما سيستهدفون منازل رجال الأعمال الأثرياء في كابول، ويسألونهم عن كيفية كسب أموالهم، وكيف تمكنوا من بناء عقار من أربعة أو خمسة طوابق.
الوضع بالنسبة لعامة الأفغان مروع. في الأسبوع الماضي، كان سعر علبة الدقيق 1700 أفغاني (العملة المحلية) أي نحو 25 دولاراً أمريكياً. اليوم وصل السعر إلى 2500 أفغاني.
يقول البعض إن الرئيس الأفغاني أشرف غني غادر المدينة بالفعل. يقول آخرون إنه لا يزال هنا ويخطط للاستقالة الساعة مساءً اليوم، ومن المقرر أن تتحرك طالبان وتتولى المهمة بعد ذلك. لا نعرف أي من هذه المعلومات صحيح. ننتظر لنرى ما سيحدث.
نحن في وضع سيئ. ليس لديّ مال ولدي أربعة أطفال. ليس لدي أي أموال للهرب، والحدود مغلقة الآن، وطالبان سيطرت على مزار الشريف وجلال آباد. قد أحاول البقاء مع والد زوجتي لبضعة أيام. ولكن ماذا بعد ذلك؟