الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

يائير لابيد.. من نجم تلفزيوني إلى مهندس ائتلافٍ يوشك على إقصاء نتنياهو

اكتسب يائير لابيد، النجم التلفزيوني السابق، مصداقية بعد عشر سنوات على دخوله معترك السياسة، وبات قاب قوسين من إقصاء رئيس الوزراء الإسرائيلي المخضرم بنيامين نتنياهو من الحكم، بعد أن نجح في جمع أحزاب من كل التيارات في حكومة واحدة.

حين اعتزل الصحفي السابق العمل التلفزيوني في 2012 لتأسيس حزبه «يش عتيد» (هناك مستقبل)، اتهمه منتقدوه باستغلال شعبيته كمقدّم برامج ناجح لجذب الطبقة الوسطى.

وبعد حوالي عشر سنوات، بلغ لابيد منعطفاً أساسياً في مسيرته السياسية، وبات على وشك إنجاز المهمة التي وضعها لنفسه: طرد بنيامين نتنياهو المتهم بالفساد، والذي أمضى أطول فترة في رئاسة الوزراء في تاريخ إسرائيل، من السلطة.

وكان الرئيس رؤوفين ريفلين كلفه تشكيل حكومة إثر إخفاق نتنياهو في هذه المهمة. وحلّ حزبه الوسطي في المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية التي جرت في 23 مارس، وراء الليكود بزعامة نتنياهو، وحصد 17 مقعداً نيابياً.

ووقّع في الثاني من يونيو اتفاقاً على تشكيل ائتلافه الحكومي، بالتحالف مع 3 أحزاب يمينية، بينها حزب «يمينا» القومي المتطرف، وحزبان يساريان، واثنان من الوسط، وحزب عربي.

وفي حال منح الائتلاف الجديد الثقة في الجلسة المقررة في الكنيست اليوم الأحد، ينص الاتفاق على أن يتولى رئيس حزب «يمينا» نفتالي بينيت رئاسة الحكومة في مرحلة أولى، ثم يأتي دور لابيد في 2023.

ويسجّل له نجاحه في إقناع حزب عربي لدخول الائتلاف بعد أعمال العنف الأخيرة التي وقعت في الداخل الإسرائيلي بين يهود وعرب، بالتزامن مع التصعيد بين حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة والجيش الإسرائيلي.

وفي الفترة الأولى، سيكون لابيد وزيراً للخارجية.

وخاض لابيد الانتخابات التشريعية السابقة في مارس 2020 ضمن الائتلاف الوسطي «أزرق أبيض» بزعامة الجنرال بيني غانتس، غير أنه انسحب منه بعد إبرام غانتس اتفاقاً مع حكومة نتنياهو. وتراجعت شعبية غانتس بعد ذلك، فيما أصبح لابيد زعيم المعارضة.

ووصف حكومة الوحدة بين نتنياهو وغانتس التي لم تدم طويلاً بأنها «ائتلاف سخيف»، وتوقع انهيارها، وهذا ما حصل فعلاً.

وقال لابيد لوكالة «فرانس برس» قبل بضعة أشهر: «قلت (لغانتس) +سبق وعملت مع نتنياهو... لن يدعك تمسك بعجلة القيادة+». وتابع زعيم المعارضة الذي تولى وزارة المالية في إحدى حكومات نتنياهو بين 2013 و2014: «قال لي غانتس +إننا نثق به، لقد تغيّر+. فأجبته +الرجل عمره 71 عاماً، لن يتغيّر+. وللأسف، كنت على حق».

وفي بيان مشترك مع حليفه بينيت، قال لابيد، الجمعة: «يستحق الجمهور الإسرائيلي حكومة فاعلة ومسؤولة تضع مصلحة الدولة على رأس أجندتها». وأكد أن «جميع الشركاء في هذه الحكومة ملتزمون... بشعب إسرائيل».

ولد لابيد في نوفمبر 1963 في تل أبيب حيث تتركز شعبيته. وكان كاتب عمود في إحدى الصحف، ونشر عشرات الكتب، وكان مقدماً تلفزيونياً في القناة الثانية وهو الدور الذي عزز نجوميته. كما كان والده تومي لابيد صحفياً قبل أن يصبح وزيراً للعدل. أما والدته شولاميت، فهي كاتبة روايات بوليسية شهيرة في إسرائيل أصدرت سلسلة تحقيقات بطلتها صحفية.

وبدأ يائير لابيد العمل في صحيفة «معاريف»، ثم انتقل إلى صحيفة «يديعوت أحرونوت» الأوسع انتشاراً بين الصحف الإسرائيلية، وبات اسمه معروفاً في إسرائيل.

وكان يمارس الملاكمة كهاوٍ ويتدرب على الفنون القتالية. كما كتب روايات بوليسية ومسلسلات تلفزيونية، وألّف وأدى أغنيات، ولعب حتى أدواراً في أفلام.

لكن التلفزيون هو الذي سمح له بفرض نفسه، واستقطب برنامجه التلفزيوني الحواري في سنوات الألفين جمهوراً ضخماً.

وتمكّن لابيد، الذي يقدّم نفسه على أنه وطني وليبرالي وعلماني، من رص صفوف الوسط، فيما يتعرض لانتقادات في أوساط اليهود المتشددين. وقال مراراً إنه لا يسعى إلى المنصب، بل يريد التحالف مع أحزاب أخرى بهدف إزاحة «الملك نتنياهو» عن عرشه.

وواصل الدعوة إلى «إزالة الحواجز التي تقسّم المجتمع الإسرائيلي» من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية «مستقرة». وتمكن من جمع الأصوات النيابية اللازمة (61) لتشكيل ائتلاف حكومي من شأنه إزاحة نتنياهو عن منصبه، بعد 12 عاماً في السلطة بدون انقطاع.

ومن أجل ذلك، اضطر إلى توقيع اتفاقات منفصلة مع الأحزاب السبعة المنضوية في هذا الائتلاف الهجين، الذي نشط نتنياهو خلال الأيام الماضية لزعزعته وفشل.

وستتركز الأنظار بعد تصويت الكنيست على مدى قدرة الحكومة التي هندسها لابيد على الصمود والبقاء قبل أن تظهر التوترات الأيديولوجية.