بدأت السبت عملية التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية، عند جزء من الفرنسيين المقيمين في الخارج، وفي عدد من المقاطعات والأقاليم الفرنسية ما وراء البحار، قبل أن يبدأ الأحد (19 يونيو) في الأراضي الفرنسية الواقعة في أوروبا، أو ما يعرف بـ«فرنسا المتروبوليتان»، وكذلك في بقية المقاطعات والأقاليم الفرنسية ما وراء البحار.
وتشهد الانتخابات منافسة قوية بين تيار الأغلبية الرئاسية «معاً»، الذي يضم حزب الرئيس إيمانويل ماكرون، وتيار اليسار المُسمَّى «الاتحاد الشعبي والإيكولوجي والاجتماعي الجديد»، الذي يتزعمه زعيم حزب «فرنسا الأبية»، جون لوك ميلنشون.
وانتهت الجولة الأُولى التي جرت الأحد (12 يونيو)، بتصدر تيار الأغلبية الرئاسية المُسمَّى «معاً»، بفارق طفيف، عن أبرز منافسيه، وهو تيار اليسار، بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية الفرنسية.
ونظراً لفرق التوقيت بين فرنسا وأقاليمها ومقاطعاتها ما وراء البحار، بدأ التصويت السبت في 12 ظهراً (8 صباحاً بتوقيت فرنسا) في سان بيير وميكلون الواقعة بالقرب من الساحل الشرقي لكندا، وفي الـ1 ظهراً (الـ9 بتوقيت فرنسا) تم افتتاح مراكز الاقتراع في غويانا الواقعة على الساحل الشمالي لأمريكا الشمالية، ثم في الساعة الثانية بعد الظهر (الـ10 بتوقيت فرنسا) في جزر الأنتيل الفرنسية في الكاريبي، التي تشمل غوادلوب، ومارتينيك، وسان بارتيليمي وسان مارتن.
كما سيصوّت بعض الفرنسيين الذين يعيشون في الخارج، وخاصة في أمريكا الشمالية، من الساعة الـ2 بعد الظهر، وكذلك في أمريكا الجنوبية.
وفي المقاطعات والأقاليم الفرنسية ما وراء البحار الواقعة في المحيط الهادئ، سيصوّت الناخبون الأحد، ولكن بسبب فرق التوقيت، سيشرعون في الذهاب إلى صناديق الاقتراع مساء السبت، إذ ستفتح مراكز الاقتراع في بولينيزيا، وواليس، وفوتونا، في الساعة 10 مساءً، وبعد ذلك سيحلُّ دور نوميا الواقعة في جنوب غرب المحيط الهادئ في الساعة 11 مساءً (8 صباحاً الأحد بالتوقيت المحلي لفرنسا).
وفي المحيط الهندي، حيث الفارق الزمني أقل، سيصوّت الناخبون يوم الأحد، إذ ستفتح مراكز الاقتراع في ريونيون في الساعة الـ6 صباحاً بتوقيت باريس، تليها في الساعة 7 صباحاً تلك الموجودة في مايوت، وتقع ريونيون ومايوت، وهما ضمن المقاطعات والأقاليم الفرنسية ما وراء البحار، في المحيط الهندي.
وتتكون الجمهورية الفرنسية، في الوقت الحالي، من 577 دائرة انتخابية، بعدما تمت إضافة 11 دائرة انتخابية في عام 2012؛ تمثِّل كل الفرنسيين الذين يعيشون في الخارج.
وتُعدُّ نتائج هذه الانتخابات مهمة جداً بالنسبة للرئيس ماكرون، وتوصف بأنها بمثابة «الجولة الثالثة» للانتخابات الرئاسية، التي أُجريت في أبريل المنصرم.
ويرغب تيار اليسار في حال حصوله على أغلبية المقاعد في الجمعية الوطنية (البرلمان)، في جعل زعيم حزب «فرنسا الأبية»، جون لوك ميلنشون، رئيساً للوزراء، بدلاً من رئيسة الوزراء الجديدة، إليزابيث بورن، التي عينها ماكرون مؤخراً، وهو ما سيربك حسابات ماكرون، وسيجبره على قبول ما يُسمى بـ«المساكنة السياسية»، التي تشهدها فرنسا عندما يكون رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء من تيارين سياسيين مختلفين.