وأوضح ماكرون قبل مغادرته فرنسا أن الهدف من زيارته هو «دعم جنودنا (...) الذين تم حشدهم في إطار حلف شمال الأطلسي لحماية حدودنا شرق الاتحاد الأوروبي وتجنب اتساع رقعة الحرب».
وتعد الجولة الأولى لماكرون إلى جنوب شرق أوروبا منذ بداية الحراك الروسي الأوكراني.
وبحسب وسائل إعلام ألمانية ستكون زيارته لأوكرانيا المنتظرة في وقت لاحق من هذا الأسبوع برفقة المستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي. وهي معلومات لم تؤكدها الرئاسة الفرنسية موضحة أنه «لا شيء مقرر» في هذه المرحلة.
وصل ماكرون برفقة وزيري الخارجية كاترين كولونا والدفاع سيباستيان لوكورنو في الثامنة مساء إلى قاعدة ميخائيل كوغالشينيرو بالقرب من كونستانتا، الميناء الروماني الكبير المطل على البحر الأسود، والتي أصبحت استراتيجية أكثر منذ بدء الحرب.
وبعد أن استقبله رئيس الوزراء الروماني نيكولاي تشيوكا وعدد من كبار المسؤولين الرومانيين سيلتقي الرئيس الفرنسي قوات مهمة «النسر» التي أطلقت في إطار تعزيزات قوات حلف شمال الأطلسي «لموقفه الرادع والدفاعي على الجناح الشرقي لأوروبا».
فرنسا، العضو في هذه العملية تنشر 500 عسكري بينهم 350 من القوات البرية من مختلف الوحدات يشكلون «كتيبة رأس الحربة» مع 300 جندي بلجيكي سيحل محلهم هولنديون في الأشهر المقبلة.
وسيصل صباح الأربعاء إلى القاعدة الرئيس الروماني كلاوس يوهانس، وسيوجه ماكرون «رسالة واضحة جداً عن التزامنا تجاه الحلفاء ضمن حلف الأطلسي والشركاء الأوروبيين» بحسب الرئاسة الفرنسية التي تشدد على «الاستثمار الكبير جداً» الذي يمثله هذا الالتزام. سيما أن فرنسا نشرت مؤخراً هناك نظام دفاع أرض-جو من الجيل الجديد.
وبعد ظهر الأربعاء سيلتقي ماكرون في كيتشييناو رئيسة مولدافيا مايا ساندو التي طور معها «علاقة ثقة» بعدما استقبلها ثلاث مرات في باريس منذ فبراير 2021.
وهو أول رئيس فرنسي يزور هذا البلد منذ جاك شيراك عام 1998، وسيعبر ماكرون مع كاترين كولونا عن «الدعم بأوضح طريقة ممكنة» لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي تأثرت بشكل خاص بالأحداث في أوكرانيا، والتي لها حدود مشتركة معها.
ولهذه الغاية، تساعد فرنسا مادياً ومالياً مولدافيا التي تظهر «تضامناً استثنائياً» في استقبال لاجئين أوكرانيين حيث توجه إليها أكثر من 480 ألف شخص ولا يزال هناك 80 ألفاً فيها.
مولدافيا التي تعد 2,6 مليون نسمة وهي إحدى أفقر دول أوروبا قدمت في 3 مارس طلباً للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي على غرار أوكرانيا وجورجيا. وهو ما ستبت فيه المفوضية الأوروبية بحلول نهاية الأسبوع قبل أن يبحث خلال القمة الأوروبية في 23 و24 يونيو في بروكسل.