رغم أن الكثيرين نسوا فيروس كورونا، بعد أن بدأت الحياة تعود لطبيعتها، إلا أن هناك فئة لن تنساه أبداً وهم ما يطلق عليهم «أصحاب مرض كوفيد الطويل» أو «لونج كوفيد» وهي ظاهرة تقلق بقوة النظم الصحية والاجتماعية في دول مثل ألمانيا والنمسا.
تحدث تقرير لمجلة «دير شبيغل» الألمانية عن أن مرضَى كوفيد الطويل يواجهون خطر الصعوبات الاجتماعية لأن نظام الضمان الاجتماعي الألماني غير مجهز لهذه الحالات، وأن أمان المصابين في خطر، لأن المرض يصعب فرص البحث عن مساعدة أو إعانات من صاحب العمل.
جهود ألمانية
وتحاول ألمانيا معالجة ذلك عبر إنشاء شبكة إلكترونية مؤخراً تضم متخصصين لمساعدة من لديهم هذا المرض وكيفية حصولهم على المشورة وأماكن مراكز إعادة التأهيل التي يتم علاج المزيد من الأشخاص من تداعيات مرض كوفيد بها، وكيفية تقديم طلبات إعانات مالية وخاصة.
10 آلاف حالة مصابة
وقال رئيس هيئة التأمين الألماني للمعاشات التقاعدية، جوندولا روسباخ، إنه في النصف الأول من عام 2021، كان لدينا 4000 حالة إصابة بمرض «لونج كوفيد»، ووفقاً للتوقعات الأولية، نفترض أنه كان هناك 10 آلاف حالة على مدار العام.
وأكد تقرير «لموقع دير شتاندرد» النمساوي أن هناك البعض الذين يعانون بعد إصابتهم بالفيروس من عواقب مستمرة لشهور، منها التعب أو مشاكل في التنفس أو اضطرابات في الذاكرة، وأنه حتى الآن، لا يُعرف الكثير عن أسباب هذه الآثار الطويلة للفيروس.
وفي النمسا قدم أكثر من ألفَي شخص مصاب طلباتٍ للحصول على مساعدات، كما أكدت شركات التأمين الصحي أنها تعاني من كُلف باهظة.
أعراض المرض
وأشار التقرير إلى أنه يختلف مستوى المعاناة، لأن الأعراض عديدة وتختلف بشكل كبير من حالة إلى أخرى، حيث يشعر البعض بإحساس دائم بالضغط في صدورهم، بينما يعاني البعض الآخر من الإرهاق الشديد لدرجة أن الحياة اليومية العادية لم تعد ممكنة. والأنشطة العادية مثل صعود السلالم أو تنظيف أسنانهم تعني أن عليهم الراحة لأيام.
اقرأ أيضاً.. الوسيط الأمريكي يجري لقاءات تقنية في لبنان
وتحدث التقرير عن صعوبة الشفاء، حيث يسبب المرض مجموعة واسعة من الأعراض، مؤكداً أن هناك مبادرات مثل جمعية «لونج كوفيد النمسا» والتي تؤكد أنه على الرغم من أن المزيد من المستشفيات قد فتحت أجنحة خاصة للمرضى، إلا أن هناك اندفاعاً كبيراً لدرجة أن المرضى يضطرون إلى الانتظار ستة أشهر أو حتى لفترة أطول للحصول على موعد.
قصور حكومي
وقال التقرير إن الجمعية تقدم للمتضررين منصة للتبادل وجمع المعلومات. وانتقد عدم تدارك الحكومة احتياج هؤلاء للمال. وأكد أنه عادة ما يتم إحالة أي شخص بالمرض أولاً إلى طاقم متخصص، لكن المعرفة غالباً ما تكون مفقودة، لأن الموظفين بالكاد يعرفون القليل من المعلومات ولم يتلقوا تدريباً إضافياً كافياً.
وقال إن «الحياة لا تنتظر المتضررين، ولا الضمان الاجتماعي، غالباً ما يكون المرضى، خاصة في الحالات الشديدة، غير قادرين على العمل بسبب إجهادهم. ويجب على أولئك الذين كانوا في إجازة مرضية لفترة أطول تقديم طلب للحصول على مزايا إعادة التأهيل - وإلا فهناك خطر ألا يتم دفع استحقاقات المرض بعد عام. ويتم فحص هذه الطلبات من قبل خبراء من تأمين التقاعد».
وأكد رئيس جمعية الأمراض المزمنة، يورغن هولزينغر، بالتقرير، أن هناك نحو 70% من جميع الطلبات يتم رفضها. ويجب أن يذهب الضحايا إلى المحكمة. وتحدث التقرير عن أن المرضى ليسوا فقط يعانون من نقص في الإمدادات أو المعلومات، بل يتعرضون أيضاً للفقر في الكفاح من أجل الأمن المالي.