الاثنين - 25 نوفمبر 2024
الاثنين - 25 نوفمبر 2024

محادثات توسيع الاتحاد الأوروبي.. هل أصبح الحصاد مستحقاً؟

محادثات توسيع الاتحاد الأوروبي.. هل أصبح الحصاد مستحقاً؟

ألمانيا جادة في دمج دول غرب البلقان في الاتحاد الأوروبي.

عاد الحديث بقوة مرة أخرى عن توسيع الاتحاد الأوروبي بانضمام دول جديدة له، وخاصة بعد جولة المستشار الألماني أولاف شولتس، في دول غرب البلقان، حيث دعا، السبت، إلى البدء الفوري لمفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مع هذه الدول وعلى رأسها مقدونيا الشمالية، وأشار إلى أنه يجب أن تبدأ الآن مفاوضات الانضمام التي تم التعهد بها بشدة قبل عامين.

مساعي ألمانيا

وقال بعد محادثات مع رئيس وزراء مقدونيا الشمالية، ديميتار كوفاشيفسكي، في مدينة سكوبي، إن ألمانيا ستسعى بقوة من أجل تحقيق ذلك قريباً، وأكد مجدداً أن ألمانيا جادة في دمج دول غرب البلقان في الاتحاد الأوروبي، وأن هناك التزاماً من الاتحاد بشكل خاص تجاه مقدونيا الشمالية، التي استوفت جميع المتطلبات لبدء مفاوضات الانضمام.

ومنذ ما يقرب من 20 عاماً، تم منح الدول الست في غرب البلقان إمكانية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وقالت شولتس: «بصفتنا الاتحاد الأوروبي، علينا أيضاً التزام بتنفيذ وتحقيق مصداقية وعودنا». وأوضح رئيس وزراء مقدونيا الشمالية، من جهته، أن بلاده تأمل أن تؤكد قمة الاتحاد الأوروبي القادمة في 23 و24 يونيو الجاري، بدء مفاوضات الانضمام. وقال: «نتوقع خطوة نستحقها، لقد بذلت مقدونيا الشمالية جهوداً كبيرة وأصلحت الإدارة والقضاء، وإن زيارة المستشارة الألماني هي إشارة قوية على أن برلين تدرك أننا نلبي معايير بدء مفاوضات الانضمام».

وأقر شولتس بأن مواطني الدولة والحكومة «عملوا بجد» لتمهيد الطريق أمام مفاوضات الانضمام، والآن يجب أن يكون الحصاد مستحقاً لهذه الجهود. وشجع شولتس البلاد على الاستمرار في مسار الإصلاح الذي سلكته، وفي الوقت نفسه، أقر بأن مقدونيا الشمالية تدعم بشكل كامل مواقف الاتحاد الأوروبي والعقوبات ضد روسيا، وهذا دليل آخر على مدى ثبات مقدونيا الشمالية تجاه القيم الأوروبية واستعدادها للدفاع عنها.

مباحثات خالدة

وأكد تقرير لصحيفة «تاغس شبيغل» الألمانية أن المحادثات، وخاصة لانضمام مقدونيا الشمالية، تعتبر خالدة، فقد تم الحديث عنها أول مرة منذ 17 عاماً سنة 2005، ولم يتحقق شيء حتى الآن، وهناك بلغاريا التي تقف ضد حدوث ذلك بسبب الخلاف حول التأريخ وحقوق الأقلية البلغارية في مقدونيا الشمالية.

وتساءل التقرير: هل ضغط المستشار الألماني برحلته لدول غرب البلقان ومحاولته ضم 6 دول في جنوب شرق أوروبا كمواجهة للحرب الروسية في أوكرانيا، سيتحقق في المستقبل القريب، أم أن الأمر بحاجة لأهداف واقعية وليس إلى مزيد من المحادثات؟

وأكد التقرير أن عبارة شولتس التي قال فيها إن صربيا ومقدونيا الشمالية «تنتميان إلينا»، ربما ستفتح الطريق في القمة المقبلة أمام خطوات جادة وواقعية، وأنه ربما هناك اقتراب من حدوث ذلك إذا تحقق ما تحدث عنه كوفاسيفسكي بأن وزارتي خارجية مقدونيا الشمالية وبلغاريا في عملية حوار لإزالة العقبات التي تحول دون بدء محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وقال: «إذا تم التوصل إلى حل مقبول للطرفين، فسيتم تسجيل ذلك في وثيقة مشتركة».

وكان رئيس الوزراء البلغاري كيريل بيتكوف، قد صرح، السبت، في صوفيا عقب محادثاته مع المستشار شولتس، بأنه يتعين على الاتحاد الأوروبي ضمان إدراج البلغار الذين يعيشون في مقدونيا الشمالية في الدستور حتى يتم احترام حقوقهم.

عقبات كبيرة

وهناك عقبات أيضاً في صربيا والتي دعاها شولتس إلى الاعتراف بكوسوفو كدولة، وإلَّا فإن عضوية الاتحاد الأوروبي لا يمكن تصورها؛ الأمر الذي أغضب رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش، وقال بعد لقائه مع شولتس في بلغراد: «نحن لا نرد بهذه الطريقة للضغط على شخص ما يهددنا ومن ثم علينا القيام بشيء ما».

وتعد كوسوفو دولة مستقلة منذ عام 2008، لكن صربيا تعتبر أراضيها دولتها الخاصة، وتريد الدولة الصغيرة التقدم هذا العام للحصول على وضع مرشح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهو الوضع الذي تتمتع به صربيا منذ عام 2012. ومع ذلك، فإن 5 أعضاء في الاتحاد الأوروبي «إسبانيا واليونان ورومانيا وسلوفاكيا وقبرص» لا تعترف بكوسوفو.

وأكد التقرير أنه على الرغم من العقبات، فقد ظهر شولتس متفائلاً بشأن توسع الاتحاد الأوروبي في البلقان، وقال إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يرسل إشارة مفادها أن احتمال الانضمام مطلوب بشكل جدي وله «فرصة واقعية».

وتعد أوكرانيا أيضاً على قائمة الانضمام العاجل إلى الاتحاد الأوروبي، وهناك أيضاً ألبانيا والجبل الأسود من بين البلدان المرشحة في المنطقة، وهناك المحادثات مع تركيا المرشحة منذ عام 1999، والمتوقفة منذ سنوات.

وأبرمت جميع دول غرب البلقان الست اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي، لكن عملية التقارب ظلت راكدة لسنوات، وتشكو العديد من دول الاتحاد الأوروبي من عدم إحراز تقدم في الإصلاحات داخل الدول المعنية وكذلك في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرنسا والدنمارك وهولندا. وتخشى فرنسا أيضاً أن تصبح هيئات الاتحاد الأوروبي غير قادرة على العمل بشكل متزايد، وتريد إصلاحها قبل المزيد من التوسع.

انقسام الاتحاد الأوروبي

ويوجد الآن إجماع في الاتحاد الأوروبي على أن الانضمام الصريح إلى الاتحاد الأوروبي، كما يصوره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، غير وارد، ويعتقد الخبراء أن عقداً على الأقل سيمر بين ترشيح أوكرانيا والعضوية الكاملة.

ومع ذلك، لا تزال القضية تُقسم الاتحاد الأوروبي ما بين ألمانيا، إلى جانب دول مثل فرنسا وهولندا، (المتحفظِة بشأن وضع المرشح لكييف)، ودول أخرى مثل بولندا تضغط بقوة من أجل ذلك.

وتطرق التقرير إلى أن هناك ضغطاً إضافياً على دول الاتحاد البالغ عددها 27 دولة لاتخاذ قرار لأن بروكسل تتوقع أن توصي مفوضية الاتحاد الأوروبي بمنح وضع المرشح لأوكرانيا قبل القمة في نهاية يونيو، وتدرس سلطات بروكسل حالياً طلب الحكومة لعضوية الاتحاد الأوروبي في كييف.

اقرأ أيضاً.. انتخابات فرنسا.. نتائج متقاربة بين ماكرون واليسار في الدورة الأُولى

من ناحية أخرى، يشوب موقف شولتس في ما يتعلق بأوكرانيا بالتحديد بعض الغموض بشأن السؤال المحدد عمّا إذا كان ينبغي أن تحصل أوكرانيا على الوضع المطلوب أم لا، وأشار مؤخراً إلى أنه يجب أيضاً النظر في مسائل الديمقراطية وسيادة القانون.

وقال رئيس لجنة أوروبا في البوندستاغ، أنطون هوفريتر، لصحيفة «تاغس شبيغل» إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقاتل أيضاً ضد الاندماج الأوروبي لأوكرانيا في حربه العدوانية. وقال هوفرتر: «إنكار وضع مرشح أوكرانيا الآن لن يكون أقل من نجاح لبوتين»، وقال ألكسندر جراف لامبسدورف زعيم المجموعة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر: «أوكرانيا تستحق آفاق الانضمام».