شهدت الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، التي تجرى الأحد، في الأراضي الفرنسية الواقعة في أوروبا، أو ما يعرف بـ«فرنسا المتروبوليتان»، إقبالاً ضعيفاً على التصويت عند منتصف النهار، أقل من ذلك المسجل في الوقت نفسه في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية لعام 2017، وأقل أيضاً من نسبة المشاركة عند منتصف النهار في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي أجريت في 10 أبريل الماضي.
انطلق التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية بــ«فرنسا المتروبوليتان»، صباح الأحد (12 يونيو)، بعد انتهاء الحملة الانتخابية الخاصة بهذه الانتخابات الجمعة 10 يونيو الجاري.
6293 مرشحاً و577 مقعداً
ويشارك في هذه الانتخابات التشريعية الفرنسية 6293 مرشحاً، يتنافسون حول 577 مقعداً في الجمعية الوطنية (البرلمان)، في حين يبلغ عدد الفرنسيين المسجلين في اللوائح الانتخابية 48,7 مليون، وسط منافسة قوية بين مجموعة من التيارات والأحزاب السياسية الفرنسية، أقواها، بحسب استطلاعات الآراء، تيار الأغلبية الرئاسية «معاً»، الذي يضم حزب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، متبوعاً بتيار اليسار المسمى «الاتحاد الشعبي والإيكولوجي والاجتماعي الجديد»، الذي يتقدمه زعيم حزب «فرنسا الأبية»، جون لوك ميلنشون.
وقبل بدء التصويت برسم الجولة الأولى في الأراضي الفرنسية الواقعة في أوروبا، انطلق التصويت السبت (11 يونيو) في مجموعة من المقاطعات والأقاليم الفرنسية ما وراء البحار، وهي سان بيير وميكلون الواقعة بالقرب من الساحل الشرقي لكندا، وغويانا الواقعة على الساحل الشمالي لأمريكا الشمالية، وجزر الأنتيل الفرنسية في الكاريبي، التي تشمل غوادلوب، ومارتينيك، وسان بارتيليمي وسان مارتن، وذلك بسبب فرق التوقيت بين فرنسا وأقاليمها ومقاطعاتها ما وراء البحار، في حين تصوت بقية المقاطعات والأقاليم الفرنسية ما وراء البحار، وهي واليس وفوتونا في جنوب المحيط الهادئ، وكاليدونيا الجديدة في جنوب غرب المحيط الهادئ، ولا ريونيون ومايوت الواقعتان في المحيط الهندي، في الجولة الأولى الأحد (12 يونيو)، شأنها شأن أراضي فرنسا المتروبوليتان.
تصويت كبار المسؤولين والسياسيين
وشهدت مكاتب التصويت أيضاً، منذ الصباح، تصويت كبار المسؤولين، وزعماء التيارات والأحزاب السياسية الفرنسية، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي صوت رفقة زوجته، بريجيت ماكرون، منتصف نهار الأحد، في لوتوكي الواقعة في إقليم با دو كاليه.
وصوتت رئيسة الوزراء الفرنسية، إليزابيث بورن، في الـ11 صباحاً (بتوقيت فرنسا) في فار بإقليم كالفادوس، حيث تترشح باسم تيار الأغلبية الرئاسية «معاً».
وصوت وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، وهو مرشح عن الدائرة العاشرة في الشمال، في توركوينج صباح الأحد. وكان دارمانان نائباً عن هذه الدائرة ما بين عامي 2012 و2016 تحت راية حزب «الاتحاد من أجل الحركة الشعبية».
ومن جانبه، صوت زعيم تحالف اليسار المسمى «الاتحاد الشعبي والإيكولوجي والاجتماعي الجديد»، وزعيم حزب «فرنسا الأبية» الموجود في التحالف، جون لوك ميلنشون، صباح الأحد، في مرسيليا.
ومن جهتها، صوتت زعيمة حزب «التجمع الوطني»، اليمينية المتطرفة، مارين لوبان، صباح الأحد، في هينان بومان، التي تبعد عن باريس بنحو 200 كلم شمالاً.
مشاركة ضعيفة عند منتصف النهار
بلغت نسبة المشاركة 18,43%، بحسب ما نقله الموقع الإلكتروني الإخباري لصحيفة «لوفيجارو» الفرنسية نقلاً عن وزارة الداخلية الفرنسية، موضحاً أن تلك النسبة أقل بـ0,8 نقطة مقارنة مع الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية لعام 2017، التي بلغت فيها نسبة المشاركة عند منتصف النهار 19,24%، وأقل أيضاً من نسبة المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي أجريت في 10 أبريل الماضي، وسجلت عند منتصف النهار نسبة مشاركة بلغت 25,48%.
وفي المقابل، أوضح الموقع الإلكتروني الإخباري لصحيفة «لوفيجارو» الفرنسية أن نسبة المشاركة عند منتصف النهار في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، التي تجرى الأحد، في الأراضي الفرنسية الواقعة في أوروبا، تظل أعلى من تلك التي سجلت في الوقت نفسه في انتخابات المناطق والأقاليم، التي أجريت في صيف 2021، والتي بلغت 12,22% فقط. باريس ضمن الأقل تصويتاً
وأورد الموقع الإلكتروني الإخباري لصحيفة «لوفيجارو» الفرنسية أن المقاطعات التي شهدت أضعف نسبة إقبال على التصويت عند منتصف النهار هي سين سان دوني بـ9,85%، وقال دو مارن بـ12,12%، وباريس بـ12,26%.
وفي المقابل، سجلت أعلى نسب الإقبال على التصويت عند منتصف النهار، بحسب «لوفيجارو»، في لوت بـ 27,8%، وكانتال بـ26,35%، وجورا بـ25,69%.