الاحد - 22 ديسمبر 2024
الاحد - 22 ديسمبر 2024

زيلينسكي: مصير دونباس سيتحدد في سيفيرودونيتسك

زيلينسكي: مصير دونباس سيتحدد في سيفيرودونيتسك

أصعب المعارك تدور رحاها الآن في سيفيرودونيتسك. (جيتي)

يخوض الجنود الأوكرانيون في سيفيرودونيتسك واحدة من «أصعب المعارك» منذ بداية الصراع مع القوات الروسية التي باتت تسيطر على جزء كبير من هذه المدينة الاستراتيجية، والتي ستحدد «مصير» منطقة دونباس بأكملها، على حد قول الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

قال زيلينسكي في تسجيل فيديو نشر مساء الأربعاء: «ندافع عن مواقعنا ونلحق خسائر فادحة بالعدو»، مؤكداً أنها «معركة شاقة جداً وصعبة جداً وقد تكون واحدة من أصعب المعارك في هذه الحرب».

بالنسبة لروسيا، يشكل الاستيلاء على هذه المدينة نقطة حاسمة من أجل السيطرة على كل حوض دونباس الشاسع الغني بمناجم الفحم، والذي يسيطر على جزء منه منذ 2014 الانفصاليون الموالون لروسيا.

وقال زيلينسكي إن «مصير دونباس يتحدد هناك في كثير من الجوانب».

قبل ساعات قليلة، أكد حاكم منطقة لوهانسك سيرغي غايداي أن قوات موسكو «تسيطر على جزء كبير من سيفيرودونيتسك». وقال إن «المنطقة الصناعية ما زالت لنا ولا وجود للروس فيها»، موضحاً أن «المعارك لا تدور إلا في الشوارع داخل المدينة».

وفي وقت سابق الأربعاء، اعترف غايداي بأن القوات الأوكرانية قد تضطر للانسحاب من سيفيرودونيتسك، وبدا الأسبوع الماضي أن سيفيرودونيتسك على وشك السقوط بأيدي الجيش الروسي، لكن القوات الأوكرانية شنت هجوماً مضاداً وتمكنت من الصمود على الرغم من التفوق العددي للجيش الروسي، لكن يبدو أن القوات الروسية تتقدم حالياً.

غير أن الوضع أكثر تعقيداً في أجزاء أخرى من دونباس، فقد صرح غايداي أن مدينة ليسيتشانسك المجاورة يسيطر عليها الجيش الأوكراني بالكامل، حيث تتعرض لقصف «قوي وفوضوي»، واتهم القوات الروسية باستهداف المستشفيات ومراكز توزيع المساعدات الإنسانية «عمداً». وتابع قوله إن القوات الروسية «تطلق (قذائف) من العيار الثقيل والدمار هائل».

وفي مدينة باخموت، دمرت مدرسة بالكامل في قصف الأربعاء، وتتناثر كتب محترقة بين الأنقاض كما ذكر صحفيون من وكالة فرانس برس، لكن لم يتم الإعلان عن سقوط قتلى أو جرحى.

ولم تحرز القوات الروسية سوى تقدم بطيء حتى الآن، ما دفع المحللين الغربيين إلى القول إن العملية العسكرية التي بدأت في 24 فبراير تحولت إلى حرب استنزاف، مع حالات تقدم محدودة ثمنها دمار هائل وخسائر فادحة.

وفي مواجهة ضغط القوات الروسية، يؤكد الأوكرانيون أنهم بحاجة ماسة إلى أسلحة أقوى، وقد أعلنت واشنطن ولندن تسليم أنظمة قاذفات صواريخ متعددة يصل مداها إلى ثمانين كم، وهو أكبر قليلاً من الأنظمة الروسية، لكن من غير الواضح متى سيتمكن الأوكرانيون من البدء في استخدامها، وحتى الآن اكتفى الغرب بتسليم أسلحة مداها أقل.

100 يوم

وبعد أكثر من 100 يوم على بدء العملية، تتفاقم تداعيات الحرب في العالم في قطاعات المال والغذاء والطاقة، حيث طالت 1.6 مليار شخص، كما صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء.

وقال غوتيريش إن «تأثير الحرب على الأمن الغذائي والطاقة والتمويل منهجي وخطير ومتسارع»، محذراً من أنه «بالنسبة للناس في جميع أنحاء العالم تهدد الحرب بإطلاق موجة غير مسبوقة من الجوع والبؤس مسببة فوضى اجتماعية واقتصادية». وتابع أن «هناك طريقة واحدة فقط لوقف هذه العاصفة التي تختمر: الغزو الروسي لأوكرانيا يجب أن يتوقف».

وأدى حصار الأسطول الروسي للبحر الأسود للموانئ الأوكرانية -بدءاً من أوديسا الميناء الرئيسي للبلاد- إلى شل صادرات الحبوب، لا سيما القمح الذي كانت أوكرانيا قبل الحرب في طريقها لأن تصبح ثالث أكبر دولة مصدرة له في العالم، وأولى الدول المتضررة هي بلدان أفريقيا والشرق الأوسط التي تخشى أزمات غذائية خطيرة.

وقال الرئيس الأوكراني إن حوالي 20 أو 25 مليون طن عالقة حالياً وقد ترتفع هذه الكمية ثلاثة أضعاف «بحلول الخريف» لتصل إلى 75 مليون طن، وتتهم موسكو الغرب بأنه سبب هذا النقص نظراً للعقوبات التي فرضت على روسيا.

وأثر ارتفاع الأسعار على روسيا بشدة إذ ارتفع التضخم إلى أعلى مستوى منذ 20 عاماً، لكنه بدأ يتراجع في مايو إذ بلغ 17.1% على أساس سنوي، حسب أرقام رسمية.

اقرأ أيضاً.. غزل متبادل وشراكة واتفاقيات.. ماذا وراء التقارب التركي-الفنزويلي؟

من جهة أخرى، قال معهد التمويل الدولي (آي إف إف) إن العقوبات المفروضة على موسكو تقضي حالياً على 15 عاماً من التقدم الاقتصادي الروسي وثلاثة عقود من التكامل مع الغرب، ويتوقع المعهد انكماش الاقتصاد الروسي بنسبة 15% هذا العام و3% أخرى في 2023.

ودفعت الحرب نحو 6.5 مليون أوكراني إلى الفرار من بلدهم وتسببت في مقتل الآلاف، وتفيد آخر حصيلة نشرتها الأمم المتحدة بأن عدد القتلى المدنيين بلغ 4200، مشيرة إلى أن الأرقام الفعلية «أعلى بكثير»، إلى جانب آلاف الجنود وإن كان طرفا النزاع لا يعلنان عن خسائرهما إلا نادراً.