بعد 6 أشهر عادت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، للظهور إعلامياً لأول مرة بعد تركها منصبها، وذلك في ندوة بالعاصمة برلين، الثلاثاء، حاورها خلالها الصحفي الشهير بمجلة «دير شبيغل» الألمانية ألكسندر أوسانغ، وبثتها القناة الألمانية فونيكيس في برنامجها «من أمام المكان». حيث وصفت العديد من الصحف الألمانية هذا الظهور للمستشارة البالغة من العمر 67 عاماً، والتي أدارت البلاد لمدة 16 عاماً، بأنها أرادت إيصال رسالة، حيث بدت منفتحة للغاية وتتمتع بروح الدعابة، وأنه على الرغم من أن مصير ألمانيا لم يعد في يديها، إلا أنها تبدو بعيدة كل البعد عن التقاعد، وأنها ليست سوى خارج نطاق «المنصب» ولكنها تتابع و تحلل كل شيء.
وكانت ميركل قد حضرت لتقديم سلسلة بعنوان «فما هي بلادي؟» لتناقش 3 من خطاباتها التاريخية؛ الأولى في الكنيست عام 2008، والثاني: في أغسطس 2015، عندما قالت الجملة الشهيرة «يمكننا القيام بذلك» بعد فترة وجيزة من استقبال اللاجئين السوريين، والأخير في 3 أكتوبر من العام الماضي، حيث كانت لا تزال في منصبها رسمياً، ولكن بعد الانتخابات الفيدرالية.
وأدانت ميركل في حوارها الصراع في أوكرانيا ووصفته بأنه «خطأ فادح» من جانب روسيا. وتابعت«الغزو الروسي انتهاك موضوعي لجميع اللوائح بموجب القانون الدولي، وهناك مأساة كبيرة في هذا ويتساءل المرء ما إذا كان يمكن منع ذلك».
وبعد أن سرد الصحفي أوسانغ بعض أوجه التشابه بينها و بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أن كلاهما يتحدث الروسية والألمانية ونشأ في ظل الشيوعية، قالت ميركل «هناك أيضا اختلافات»، بوتين يعتقد أن الديمقراطية خطأ، وأنا أعتقد أنها صحيحة، فالديمقراطية بكل أخطائها تعتبر النظام الأكثر إنسانية.
وأضافت أنها لم تشارك بوتين قط في تقييمه بأن الغرب كان دوما يذل روسيا، لكنها بالطبع عرفت كيف كان يفكر. وأشارت إلى أن بوتين أبلغها بالفعل خلال زيارتها إلى سوتشي عام 2007 أن انهيار الاتحاد السوفييتي كان بالنسبة له «أسوأ شيء حدث في القرن العشرين».
ودعت ميركل إلى زيادة الردع العسكري ضد روسيا. قائلة «إنها اللغة الوحيدة التي يفهمها بوتين». ورداً على سؤال حول ما إذا كان هناك نوع من السذاجة في التعامل مع بوتين، رفضت ميركل ذلك وقالت «كراهية بوتين، وعداوته، على المرء أن يقول صراحة إنها تتعارض مع النموذج الديمقراطي الغربي». وقالت «أنت تعلم أن بوتين يريد تدمير أوروبا. إنه يريد تدمير الاتحاد الأوروبي لأنه يعتبره مقدمة لحلف شمال الأطلسي».
واعترفت ميركل بأن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014 كان من الممكن التعامل معه بقسوة أكبر. وقالت «مع ذلك، لا يمكن للمرء أن يقول إنه لم يتم فعل أي شيء في ذلك الوقت. كان هناك استبعاد لروسيا من مجموعة الدول الصناعية الكبرى (G8) وقرار الناتو بأن كل دولة يجب أن تنفق 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، لا لم أكن ساذجة في التعامل مع روسيا».ودافعت ميركل أيضاً عن معارضتها في عام 2008 لتوسيع الناتو باتجاه الشرق ليشمل أوكرانيا وجورجيا. وقالت «إذا كان الناتو قد أعطى البلدين إمكانية الانضمام في ذلك الوقت، لكان بإمكان الرئيس الروسي أن يكون قد تسبب في ضرر هائل في أوكرانيا».
وأكدت أن دعمها لاتفاقيات مينسك كان لرغبتها في إعطاء أوكرانيا قدرا كبيرا من الوقت، أي 7 سنوات، لتتطور إلى ما هي عليه اليوم.
اقرأ أيضاً.. «لمنع التبذير».. إسبانيا تقر قانوناً يكافح هدر الطعام في المطاعم
وعبرت عن تقديرها العالي للحكومة الأوكرانية، وإعجابها بشكل خاص بالرئيس الأوكراني. وقالت «الشجاعة والعاطفة اللذان يقاتل بهما الأوكرانيون من أجل بلدهم مثيران للإعجاب، وكذلك الرئيس فولوديمير زيلينسكي، لدرجة أنه لا يمكن للمرء إلا أن ينظر إليهم باحترام كبير».
ورداً على سؤال حول مدى قدرتها على المساعدة في منع التصعيد مع روسيا، أضافت «لا يجب أن ألوم نفسي لأنني لم أحاول بما فيه الكفاية، لحسن الحظ، لقد حاولت بما فيه الكفاية. إنه لأمر محزن للغاية أنني لم أنجح».