القيود غير المشروعة على التجارة أثّرت على 2500 من أنواع البضائع
40 % من الاتحاد الأوروبي ما زال يعتمد إمدادات روسيا من الغاز
توقف المفاوضات
حتى الآن، تمّ تحرير معظم ٲراضي دونباس التي تبلغ 15% من ٲراضي ٲوكرانيا، وعلى سبيل المثال في الوقت الراهن يتم ٳقامة الحياة السلمية في المدن الكُبرى؛ مثل خيرسون وميليتوبول، وكذلك تم ٳعادة انضمام مدينة ماريوبول، التي كانت تحت الاحتلال لمدة 8 سنوات، وفي جمهورية دونيتسك الشعبية، دافع هناك طويلاً النازيون الٲوكرانيون الذين استخدموا شعارات النازية، وارتكبوا العديد من جرائم الحرب ضد السكان المدنيين، ولكنهم استسلموا أخيراً. حيث يعمل العسكريون الروس بعناية كُبرى، وباستخدام الأسلحة عالية الدقة من ٲجل إنقاذ حياة المواطنين والبنية التحتية الاجتماعية، نحن نفضّل عدم ٳجراء العمليات العسكرية في المناطق المٲهولة بالسكان، ولكن يتعيّن علينا القيام بذلك بسبب ٲنشطة القوميين الٲوكرانيين الذين يخلقون مواقعهم القتالية خصيصاً داخل المناطق السكنية، اختباءً وراء المدنيين، لذلك تنظم قواتنا كثيراً من الممرات الإنسانية، وتعلن عن وضع الصمت، الٲمر الذي يسمح للسكان المدنيين بمغادرة المناطق الخطرة، هذا ويتم تٲخير هجومنا، ولكن تقوم روسيا بذلك بوعي. وفيما يتعلق بموعد انتهاء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أؤكد أنها ستنتهي عند الوصول إلى الأهداف المحددة من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في بدايتها، وهما: التجريد من السلاح، وٳزالة الأيديولوجية النازية في ٲوكرانيا، ووقف العدوان ضد دونباس الذي يستمر منذ عام 2014، وضمان ٲمن روسيا القومي، ومن بين المهام الرئيسية لنا ضمان حقوق الملايين العديدة من السكان الروس، بما في ذلك منح ٳمكانية استخدام اللغة الروسية في التعليم وفضاء المعلومات والحياة العادية، وكان كل ذلك ممنوعاً خلال السنوات الٲخيرة بسبب ٲنشطة نظام كييف القومي.
لماذا توقفت محاولات ٳجراء المفاوضات بين روسيا وٲوكرانيا بعد ٲن عُقدت عدة جولاتها منها؟
توقفت المفاوضات لأن كييف ترفض ٳجراءها، والسبب في ذلك هو ٲن ٲوكرانيا ليست مستقلة فيما يخصُّ اتخاذ القرارات، فالولايات المتحدة وبريطانيا هما اللذان يحركان ٲنشطة وقرارات السلطات الٲوكرانية، يطيع نظام كييف ٲوامر معلميه الغربيين ويستمر في التضحية بحياة المواطنين الٲوكرانيين، ويبذل نظام كييف قصارى جهده للحصول على دعم الدعاية الغربية، ومن ٲجل ذلك يرحّب بقتل ٲكبر عدد ممكن من المدنيين، فيما أن كلّاً من واشنطن ولندن وحلفائهما في الناتو مهتمين باستكمال المواجهة، ولديهم الاستعداد للحرب مع روسيا إلى حد التضحية بآخر أوكراني في أوكرانيا.
كيف تتعامل روسيا مع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، بما في ذلك في مجال تصدير الغاز؟
روسيا معتادة على العيش في ظل العقوبات، فهناك قيود مختلفة ضد بلادنا منذ ٲكثر من 100 عام، ولكن الآن نرى الحرب الاقتصادية واسعة النطاق، فعندما فرض الغرب القيود العادية، نسوا أن الاقتصاد العالمي الحديث يتشابك ويتداخل مع العديد من السلاسل اللوجستية والمالية التي تضم الكثير من المشاركين، وفي محاولة عزل روسيا، وجّه الغرب ضربة قاسية للنظام الاقتصادي العالمي، شعرت بعواقبها العديد من الدول بالفعل، ومن بينها زيادة ٲسعار المواد الغذائية والوقود، ويواجه الأمريكيون والٲوروبيون ارتفاعاً حاداً في ٲسعار الطاقة ومستوى التضخم العالي غير المسبوق، وكذلك ارتفاع معدلات البطالة.
تداعيات إقليمية
تأثير إيجابي، حيث تمّ تعزيز المشاعر الوطنية للجزء الأساسي من سكان روسيا وكذلك تم توحيدها، خاصة أن الجميع يفهم أن العملية العسكرية هي الخطوة القسرية التي تهدف إلى حماية أمن الدولة الخاص، والمواطنون الروسيون ممتنون للجنود الذين يدافعون عن مصالح الوطن ببطولة، وهذه ليست المحاولة الأولى لكسر شعبنا من قبل الغرب، ولكن مثل هذه المحاولات – على سبيل المثال أنشطة البولنديين في القرن الـ17 والسويديين في القرن الـ18 والتحالفات الٲوروبية العامة بقيادة نابليون في القرن الـ19 وبقيادة هتلر في القرن 20 – انتهت بشكل سيء بالنسبة للذين قاموا بها.
ما هو تأثير الأزمة الروسية الأوكرانية على منطقة الشرق الأوسط والدول العربية في نظركم؟
من المحتمل أن الأزمة الاقتصادية العالمية، بما في ذلك أزمة الغذاء، ستحدث بالفعل، ومع ذلك، فإن السبب الحقيقي وراءها ليس عمليتنا العسكرية الخاصة في أوكرانيا، لكن العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة المفروضة على روسيا التي قطعت علاقات وروابط الإنتاج واللوجستيات المعتادة، وأثرت القيود غير المشروعة على التجارة في أكثر من 2500 من أنواع البضائع. ومن المنطقي أن محاولات حصر أحد أكبر الاقتصادات على هذا الكوكب تؤثّر سلباً على الدول الأُخرى، ما يؤدي حتماً إلى زيادة معدلات التضخم في العالم وتقويض أهداف التنمية المستدامة، فروسيا تنتج ما يكفي من المنتجات الزراعية لإطعام العديد من البلدان وتموين البضائع الغذائية إليها، ومع ذلك، حاول الغرب عمداً تعطيل وقطع سلاسل التوريد وآليات التسويات التجارية المتبادلة، بما في ذلك عن طريق فصل بنوكنا عن نظام SWIFT وإجبار مالكي السفن على رفض نقل البضائع الروسية، ومثل هذه العمليات تضرّ بنا، ولكنها تضرّ أكثر بمن ينتظر هذه البضائع الغذائية.
أعلنت بعض الشركات الأجنبية إغلاق فروعها في روسيا.. ماذا يعني ذلك؟
بالنسبة لروسيا هذا يعني شيئاً واحداً فقط، ألا وهو فتح آفاق اقتصادية جديدة لتغيير الشركاء الاقتصاديين والتجاريين وفرصة لتطوير الأعمال المحلية، كما يُقال «عندما يغلق باب للسعادة يفتح آخر»، ويعتبر رجال الأعمال الروس الوضع الحالي فرصة لتطوير أعمالهم، حيث تم الآن إخلاء المحلات التجارية التي احتلتها شركات الشبكات الغربية خلال سنوات كثيرة، وتقوم الشركات الروسية، وكذلك رجال الأعمال من البلدان الأُخرى بالسيطرة على الفراغات الاقتصادية في مجال الأغذية والصناعات الخفيفة والتجارة، وهكذا يتم تقليل اعتمادنا على اقتصادات الغرب، ويصبح اقتصادنا أقوى، في الوقت نفسه، فإن العديد من الشركات الغربية بدأت -بعد أن أدركت حجم خسائر خروجها من السوق الروسي والمقدرة بمليارات الدولارات- في المفاوضات بشأن العودة إلى روسيا في أقرب وقت ممكن، على سبيل المثال، تحت أسماء مختلفة.
إجراءات الرد على الناتو
إذا انضمت فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي فسوف تنضم جيوشهما تلقائياً إلى قوات الناتو، ويعني ذلك أن قدرة كتلة الحلف المعادي لنا ستزداد، وفي الحالة الفنلندية ستكون قواتها على الحدود الروسية مباشرة، ونظراً لأن هلسنكي وستوكهولم تسعيان إلى تشكيل تهديد لنا فسيتعيّن علينا بطبيعة الحال اتخاذ تدابير وقائية، لكن هذا ليس خيارنا، يجب أن يدرك قادة هذين البلدين أنهما لا يتسببان فقط في إلحاق ضرر جسيم بالعلاقات مع روسيا، ولكن أيضاً يقوضان أمنهما القومي، أما عن إمكانية استخدام الأسلحة النووية، فنحن مستعدون لأي تصعيد إذا حاول الناتو مهاجمتنا، ومع ذلك، فإننا لن نبدأ مثل هذه المواجهة التي يمكن تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة.
إقرأ أيضاً..«روسيا تهديد رئيسي».. استراتيجية جديدة للناتو للتكيف في عالم أكثر خطورة
ما هو موقف روسيا من شنّ الولايات المتحدة حرباً غير مباشرة معكم؟
رغبة الولايات المتحدة في القتال معنا «حتى آخر أوكراني» حقيقة واضحة وتثبتها بشكل واضح حجم إمدادات الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا، حيث بلغ حجم التوريدات منذ 24 فبراير حتى الآن نحو 4 مليارات دولار، فيما بلغت منذ 2014 وحتى الآن نحو 6.6 مليار دولار، وتلقت إدارة جو بايدن في مايو الماضي موافقة من الكونغرس على شحنات جديدة للمساعدات العسكرية بقيمة 40 مليار دولار، وعلاوة على ذلك، تم تحديد تسميتها قبل بدء العملية الروسية، وهو دليل آخر على أن الغرب كان يجهز نظام كييف لفترة طويلة لهجوم جديد واسع النطاق على دونباس، ولحرب ضد روسيا، وقمنا فقط بإجراء وقائي لحماية سكان الجمهوريتين اللتين انفصلتا عن أوكرانيا بعد الانقلاب القومي هناك في عام 2014، وكذلك لإزالة التهديد لأمننا القومي. ومن المعتاد في كييف تفسير المساعدة العسكرية الغربية على أنها دليل ورمز تضامن، وفي الواقع، هي فقط وسيلة لتحقيق أهداف الغرب لا علاقة لها بمصالح الشعب الأوكراني الذي أصبح بيدقاً في لعبة لاعبها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب ضد روسيا، علاوة على ذلك، يدفع الأوكرانيون ثمن الأسلحة التي يتلقونها عن طريق إرسال الحبوب والموارد الوطنية الأخرى إلى الغرب بأسعار بخسة.