الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

المجر تراوغ الأوروبيين.. من هو المرشد الروحي لبوتين؟

المجر تراوغ الأوروبيين.. من هو المرشد الروحي لبوتين؟

(إي بي أيه)

بعد احتفاء قادة الاتحاد الأوروبي، في ختام قمة بروكسل، الثلاثاء، بالاتفاق على فرض حزمة عقوبات سادسة أرجأتها الانقسامات بين دول الاتحاد، عادت المجر، ذات العلاقات السياسية والاقتصادية الوثيقة بروسيا، الأربعاء، لتعرقل الجزء الأخطر من تلك الحزمة، وهو حظر 90% من واردات النفط الروسي.. ومعروف أنه لا يمكن فرض عقوبات أوروبية إلا بإقرار جميع دول الكتلة الأوربية الـ27.

أفاد دبلوماسيون بأنّ المجر عرقلت إقرار الاتفاق الذي توصّلت إليه القمة الأوروبية، بعدما تلكأت بودابست برفض إدراج رأس الكنيسة الروسية الأرثوذكسية البطريرك كيريل على القائمة الأوروبية السوداء.. فمن هو هذا الرجل الذي يصفه الإعلام الغربي بأنه «بابا بوتين»؟

أشارت صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية إلى أن اعتراضات رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، التي أبداها في بث إذاعي مباشر، أعاقت سن الإجراءات الأكثر صرامة ضد واردات النفط الروسية.. ونقلت عنه قوله: «لن نسمح بإدراج قادة الكنيسة في قائمة العقوبات»، معتبراً الحرية الدينية «قضية مقدسة».

لكنها لفتت إلى أنه رغم مطالبة رجال الدين الأرثوذكس في المجر من أوربان محاربة العقوبات المفروضة على كيريل، فإنها، «وعلى عكس جيرانها ذوي الأغلبية الأرثوذكسية مثل رومانيا وصربيا، فإن المجر تاريخياً تنتمي للطائفة الكاثوليكية وعدد سكانها الأرثوذكس قليل جداً».

كان قادة دول الاتحاد الـ27 اتفقوا يومَي الاثنين والثلاثاء الماضيين على فرض حزمة عقوبات جديدة على روسيا، تضمّنت على وجه الخصوص إدراج بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل على القائمة الأوروبية السوداء، كونه «حليفاً قديماً للرئيس فلاديمير بوتين... وأصبح أحد الداعمين الرئيسيين للعدوان العسكري الروسي على أوكرانيا»، بحسب ما ورد في مشروع القرار الذي وافق عليه قادة القمّة في حينه.

نصّت الحزمة على إدراج حوالي 60 شخصية إضافية، في مقدّمتها البطريرك كيريل، بالإضافة أيضاً إلى إقصاء ثلاثة مصارف روسية، بينها «سبيربنك» الأكبر على الإطلاق في روسيا، من نظام سويفت للتحويلات المالية الدولية.

ورغم أنّ رئيس الوزراء المجري أعطى موافقته خلال القمة على حزمة العقوبات الجديدة، فإنّ وضع اللمسات الأخيرة على إقرار العقوبات كان يفترض أن ينتهي منه سفراء دول التكتّل أمس الأربعاء، تمهيداً لنشره في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي ودخوله حيّز التنفيذ.. لكن وبحسب مصدر دبلوماسي، فإنّ المشاورات لا تزال جارية بين بروكسل وبودابست في محاولة لإقناع المجريين بالتراجع عن اعتراضهم على إدراج البطريرك كيريل في القائمة السوداء.

الكنيسة والمسيخ الدجال

اسمه الحقيقي فلاديمير ميخائيلوفيتش غونديايف، اتخذ اسم «كيريل» عند تسميته كاهناً عام 1969، وصف العلمية العسكرية الروسية في أوكرانيا بأنها «حرب مقدسة» بين الكنيسة من جهة والمسيخ الدجال من جهة أخرى، معتبراً أن لها أبعاداً وراء الطبيعة ترتبط «بالخلاص الأبدي».

راسبوتين عصره

يذهب الإعلام الغربي في انتقاده إلى حد مقاربته مع «الراهب راسبوتين»، صاحب النفوذ الطاغي على القيصر نيقولا الثاني، آخر أباطرة روسيا في أوائل القرن العشرين.

يعتبره محللون الذراع الثقافية الطولى للكرملين، كما يتبنى نهجاً قومياً محافظاً، ويدعو لحماية المجتمع الروسي من عولمة الثقافة الغربية، ويتشارك مع بوتين حلم إعادة الإمبراطورية الروسية.

المرشد الروحي

ويقول تقرير لشبكة «بي بي سي» البريطانية إن كيريل أبرز حلفاء بل إنه «المرشد الروحي لبوتين»، ونقل عن مختصين في شأن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قولهم إن له دوراً كبيراً في «التعصب الديني» الذي يقف خلف المؤسسة العسكرية الروسية، والذي وصل إلى حد أن الكهنة قد يرافقون الجنود في عملياتهم العسكرية، وأحياناً يباركون الصواريخ بتلاوة الصلوات قبل إطلاقها.

انتخب الأسقف كيريل في عام 2009 بطريركاً لموسكو وسائر روسيا، خلفاً للبطريرك أليكس الثاني، وحضر بوتين مراسم التنصيب، وبات كيريل منذ ذلك الحين القائد الروحي لنحو 110 ملايين مسيحي أرثوذوكسي، كما دأب على وصف عهد بوتين بـ«المعجزة».

اقرأ أيضاً.. مصادر: بايدن يرغب في إحياء القمة السنوية بين بلاده ومجلس التعاون الخليجي

وبحسب تقرير «بي بي سي»، يُعتقد أنه كان على صلة بالاستخبارات السوفيتية، بالنظر إلى شكوكٍ تاريخية حول اعتياد اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي السابق والاستخبارات إقامة روابط مع دائرة العلاقات الخارجية للكنيسة لاستغلال هيئاتها في تحقيق أغراضهم الخاصة، كما يُعتقد أن العلاقة بين الرجلين (كيريل وبوتين) تعود إلى خدمتهما المشتركة في الاستخبارات.