الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

هل العالم على شفا حرب نووية؟.. جنرال أمريكي يرد

هل العالم على شفا حرب نووية؟.. جنرال أمريكي يرد

الخبير العسكري الأمريكي ديفيد دي روش

قال الأستاذ بكلية الدفاع الوطني بواشنطن، الكولونيل ديفيد دي روش، إن سيناريو الحرب النووية مع الروس غير محتمل، ولن يفيد أحداً، وكذلك المواجهة العسكرية المفتوحة بين الولايات المتحدة وروسيا، مشيراً إلى أن موسكو وحلفاءها يلوحون بالسيناريو النووي لردع الدول عن محاولة دعم أوكرانيا ومساندتها في مواجهة الغزو الروسي.وأضاف دي روش في حوار مع «الرؤية»: إن فرصة منع إيران من امتلاك سلاح نووي قد فاتت، وإنها تمكنت من زعزعة استقرار المنطقة وتعطيل حركة التجارة كما تشاء، مؤكداً ضرورة النظر في إجراءات جديدة لكبح مخططات إيران التي وصفها بأنها تخطط لتحويل العراق إلى دولة خاضعة لها.وحول مستقبل السلام في اليمن، أكد دي روش أنه متفائل بحذر، مؤكداً أن الحرب أنهكت الجميع، وخصوصاً مليشيات الحوثي الإرهابية المناهضة للديمقراطية، متوقعاً ألا يتنازل الحوثيون عن السلطة طواعية، بعد أن استولوا عليها واحتفظوا بها بقوة السلاح. وإلى الحوار..

هل يمكن أن يتحول الدعم الأمريكي لأوكرانيا لحرب مفتوحة بين واشنطن وموسكو؟

هذا سيناريو غير محتمل، فالدعم الغربي -وليس الأمريكي فقط- لأوكرانيا، اقتصر على توفير الأسلحة والتدريب والمعلومات. لم يكن هناك جنود أمريكيون في أوكرانيا. ولم يتم إعلان منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا. وروسيا تحاول التأكيد على أن لديها «مجال نفوذ» يشمل أوكرانيا، وبالتالي فإن المساعدة الغربية لأوكرانيا استفزازية. ومن الواضح أن أوكرانيا والغرب يرفضان هذا التلفيق.

هل تتحول المعركة إلى حرب نووية بين القوى الدولية الكبرى؟

هذا غير محتمل أيضاً، حيث يثير المتعاطفون مع روسيا، وحتى روسيا نفسها، هذه الفكرة كوسيلة لردع الآخرين عن دعم أوكرانيا. لكن ليس هناك ما يشير إلى أن القوات النووية الروسية أو الأمريكية تستعد لهجوم، ولن تكون هناك أي فائدة من مثل هذه الحركة.

ما صحة إنتاج الولايات المتحدة أسلحة بيولوجية في معامل بأوكرانيا؟

روسيا تتذرع بهذا الأمر كمبرر لحربها في أوكرانيا. ولكن هذا خطأ كبير، وهذه الكذبة أصبحت عنصراً أساسياً في الدعاية الروسية. وما يشير إليه الروس هو المعامل التي تم إنشاؤها في إطار مبادرة Nunn-Lugar التعاونية للحد من التهديدات في عام 1991؛ فمع انهيار الاتحاد السوفيتي، أدركت حكومة الولايات المتحدة أن هناك الكثير من العلماء والفنيين من ذوي الخلفيات السوفيتية النووية والكيميائية، وبرامج الحرب البيولوجية سيكونون عاطلين عن العمل. وكان قانون (نون– لوغار) يهدف إلى الحد من التهديد بأن هؤلاء الأفراد المهمين قد يكونون يائسين بما يكفي للعمل لدى الدول المارقة أو الجماعات الإرهابية. فوضع البرنامج وتم دفع تكاليف الإجراءات الأمنية لضمان تأمين الترسانة النووية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، وتدمير الأسلحة الكيميائية، وتوظيف علماء الأحياء بأجر في البحث عن الأمراض المعدية ذات الاهتمام العالمي، وليس الأمراض التي تستخدم كأسلحة. وتمت مناقشة هذا الأمر علناً في ذلك الوقت.

ما تقييمك لمباحثات النووي الإيراني؟

أعتقد أن فرصة منع إيران من صنع سلاح نووي قد فاتت. وتم حل المشكلة الهندسية التي ينطوي عليها صنع سلاح أو أوشكت على حلها؛ ومن الواضح أن إيران لديها القدرة على تخصيب اليورانيوم الذي تحتاج إليه بسرعة، ويبدو أن الحالتين الخاصتين بكوريا الشمالية وليبيا (إحداهما طورت سلاحاً نووياً وبقيت في السلطة، والأخرى تخلت عن قدرتها النووية وأطيح بها) كان لها صدى في طهران. وفي رأيي الشخصي، المسألة ليست مسألة «إرادة» إيران في تطوير سلاح نووي، ولكن «متى»؟ لذا ربما يجب أن ننظر في إجراءات مختلفة لكبح إيران.

ما الخطر الذي يمثله امتلاك طهران أسلحة نووية؟

ترى طهران نفسها على أنها الزعيمة الطبيعية للخليج، والزعيم الروحي لجميع الشيعة في جميع أنحاء العالم. وحتى بدون أسلحة نووية، تمكنت إيران من زعزعة استقرار المنطقة بشكل فعال وتعطيل التجارة كما تشاء. وباستخدام الأسلحة النووية، ستكون إيران قادرة على إنشاء «منطقة حصانة» بحكم الأمر الواقع لتمكين عملياتها المستمرة غير المتكافئة.

ما الضمانات التي تقدمها واشنطن لحلفائها في الشرق الأوسط حال التوصل للاتفاق مع إيران؟

الولايات المتحدة لديها شركاء أمنيون في المنطقة، مثلها مثل منطقة «الناتو»، وقدمت ضمانات أمنية أحادية الجانب ضد الغزو الأجنبي بموجب «مبدأ كارتر». وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة لم تنشر أبداً قوات في إحدى دول الناتو بموجب المعاهدة لمكافحة الغزو، لكنها أرسلت قوات كبيرة إلى الخليج لصد غزو صدام للكويت. وكان العيب الرئيسي في خطة العمل الشاملة المشتركة الأصلية هو عدم قبول شركاء الأمن في دول مجلس التعاون الخليجي. إذا كان هناك اتفاق جديد، فمن المحتمل أن تكون الولايات المتحدة قد وسعت المشاورات مع شركائها الإقليميين. ومع ذلك، فمن المحتمل أن يتم إعادة ذكر الضمانات الأمنية الحالية. ومن المرجح أن تكون هناك مبيعات أسلحة إضافية لشركاء الولايات المتحدة كجزء من أي صفقة إيرانية جديدة.

كيف تتابع الأزمة السياسية في العراق؟

أنا لست مراقباً عن كثب للعراق. ومع ذلك، من الواضح أن العراق ليس دولة ذات سيادة كاملة- فهناك مجموعات مسلحة في العراق تهدد المسؤولين العراقيين متى شاؤوا، والذين نفذوا هجمات ضد القواعد العراقية، يبدو بشكل عام أنهم يتلقون توجيهات من إيران أكثر من العراق. ويبدو أن لدى إيران خطة طويلة الأمد لتقليص العراق إلى دولة خاضعة.

في ضوء التغيرات الأخيرة.. ما توقعاتك لتحقق السلام في اليمن؟

أنا متفائل بحذر. يبدو أن الأطراف المختلفة في اليمن منهكة من الحرب ومستعدة للنظر في عملية سلام. ومع ذلك، فإن الديناميكيات طويلة الأجل ليست مستقرة. الحوثيون ليسوا جماعة ديمقراطية- لقد استولوا على السلطة واحتفظوا بها بالقوة. ولن يتخلوا عنها طواعية، وأي تسوية سوف تكافئ وتمكّن بشكل فعال المجموعة المناهضة للديمقراطية التي انتهكت الأعراف الدولية واستفادت من المجاعة.