جهود الولايات المتحدة على الصعيد العالمي لعزل روسيا باءت بالفشل، وهذه الاستراتيجية ستأتي بنتائج عكسية لصالح موسكو، هـذا ما خلص إليه تقرير صادر عن خبراء في مركز أبحاث «أولويات الدفاع» الأمريكي.
ولاحظ الخبراء في تقريرهم أن «الحماسة الأخلاقية التي تجلت في ردود الفعل الغربية» ضد موسكو على خلفية عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، غائبة بشكل ملحوظ في معظم أنحاء العالم.
وأضافوا أنه «بدلاً من ذلك، فإن دولاً مثل البرازيل والهند وإندونيسيا والمكسيك وتركيا وجنوب أفريقيا» لم تتخذ مواقف تجاه روسيا، وتعمل في المقام الأول على حماية مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية، وأشاروا إلى أن «التدابير السياسية لهذه البلدان تختلف فيما بينها» تجاه العملية العسكرية الروسية.
امتناع عن التصويت !
وتابع الخبراء أن «بعض الدول كالهند مثلاً، امتنعوا عن التصويت على جميع قرارات الأمم المتحدة الهادفة إلى معاقبة روسيا، فيما صوتت دول أخرى لبعض هذه القرارات فقط».
ولفتوا إلى أن «جميعهم رفضوا إدانة روسيا علناً، والبعض منهم، لا سيما الهند، حملوا الولايات المتحدة نتيجة ذلك».
وذكروا أن «السعودية التي تربطها علاقات عسكرية وثيقة مع الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، رفضت طلب واشنطن زيادة إنتاج النفط لخفض أسعار الطاقة المرتفعة».
واعتبروا أن هذه البلدان توحدت على الرغبة في النظر إلى العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا على أنها «نزاع إقليمي وليس تهديداً خطيراً للاستقرار العالمي، كما يفعل الغرب».
وأكدوا أن العديد من الدول «تضع مصالحها الوطنية فوق الدعوات الأمريكية لعزل روسيا وفرض العقوبات ضدها».
فوائد التعاون مع روسيا
ولفت خبراء معهد مركز أبحاث «أولويات الدفاع» الأمريكي إلى أن إسرائيل وتركيا «لم تدينا روسيا علانية وتحاولان الحفاظ على فوائد التعاون معها»، فضلاً على عملهما كوسطاء بين موسكو وكييف.
وتابعوا أن العديد من «الدول تعتقد أن الجهود الدولية يجب أن تهدف إلى تسهيل تسوية تفاوضية في أوكرانيا» وليس استخدام العملية الروسية الخاصة «كذريعة لعزل روسيا إضعافها».
وأشاروا إلى أن عدداً من القادة السياسيين مقتنعون بأن «الاتهامات لن تغير سلوك روسيا، بل ستزيد من الاستقطاب تجاهها»، وبالتالي تقلص فرص التسوية السياسية، و«ستنتهي استراتيجية عزل روسيا بنتائج عكسية».