الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

قصة غلاف | « التايم » عن مذبحة تكساس: كفى.. متى سنفعل شيئاً؟

قصة غلاف | « التايم » عن مذبحة تكساس: كفى.. متى سنفعل شيئاً؟

غلاف تايم عن مذبحة تكساس أشبه بصرخة مدوية في وجه الانفلات المسلح الذي أصاب المجتمع الأمريكي

في الأحداث الكبرى داخل الولايات المتحدة الأمريكية، يترقب الخارج والداخل الأمريكي دوماً أغلفة الصحف الأمريكية، وتحديداً مجلة التايم المعروفة بأغلفتها التي غالباً ما تأتي معبرة عن حجم الحدث. ومثلما عودتنا المجلة العريقة في مختلف الأحداث السابقة، جاء غلافها عن مذبحة مدرسة روب في ولاية تكساس أشبه بصرخة مدوية في وجه الانفلات المسلح، الذي أصاب المجتمع الأمريكي، وخلف وراءه مئات القتلى والجرحى سنوياً. كفى.. متى سنفعل شيئاً ؟ لم يكن مجرد عنوان للغلاف، لكنه ناقوس خطر يحذر من انزلاق المجتمع الأمريكي، إلى آتون فوضى مسلحة لا يمكن توقع عدد ضحاياها، إذ أوضح الغلاف الجديد، أن كل مدينة داخل الولايات المتحدة الأمريكية، تعرضت لواحدة من 213 عملية إطلاق نار جماعي منذ بداية 2022.

الصلوات وحدها لن تجدي نفعاً

رئيس التحرير والرئيس التنفيذي للمجلة، إدوارد فيلسنتال يرى أنه من الصعب التفكير، في مهمة أكثر تحدياً، من العثور على كلمات للتعبير عن الرعب، واليأس، واللامبالاة لوباء العنف المسلح في أمريكا، رغم تواجدنا في مجال يعتمد على الكلمة منذ ما يقرب من قرن. وأضاف أن عمليات إطلاق النار الجماعي داخل الولايات المتحدة منذ بداية العام الجاري بلغت 213 عملية، استحوذت المدارس وحدها على 27 عملية منها، مشيراً إلي أن الصلوات وحدها لن تجدي نفعاً أمام تلك السجلات الحافلة التي لايقترب منها أي بلد آخر في العالم.

تسرد المجلة لحظات مؤثرة لأنجيل جارزا، والد أميري البالغة من العمر 10 سنوات، التي كانت واحدة من 21 قتلوا في مذبحة هذا الأسبوع في مدرسة روب الابتدائية في أوفالدي بولاية تكساس، يقول أثناء إمساك صورة ابنته: « كيف تنظر إلى هذه الفتاة وتطلق النار عليها»، لتعود وتتناول كلمات مدرب كرة السلة داخل «Golden State Warriors»، ستيف كير، الذي تسأل بدوره: «متى سنفعل شيئًا ما؟ لقد سئمت من الاستيقاظ هنا وتقديم التعازي للعائلات المنكوبة الموجودة هناك تعبت من لحظات الصمت هذا كافِِ»، وانتقد المشرعين الأمريكيين لتقاعسهم عن إخراج تشريع للتحكم في الأسلحة.

كفى أكثر من غلاف

على مدى عقود، تم تقديم رسالة TIME بعد مآسي مثل هذه غالبًا في شكل أغلفة، لا سيما في السنوات الأخيرة، مستخدمة الكلمة التي عبر بها مدرب كرة السلة، ستيف كير «كفى»، عدة مرات على الغلاف، جاء آخرها بعد إطلاق النار في مدرسة مارجوري ستونمان دوجلاس الثانوية في باركلاند بولاية فلوريدا، في عام 2018 وفي عام 2019 بعد أسبوع من العملية التي قتل فيها 35 شخصًا في إل باسو بولاية تكساس وغيرها بداخل مدن؛ دايتون، أوهايو،وجيلروي، كاليفورنيا.

تعاود TIME استخدام كلمة «كفي» اليوم على غلافها من جديد في أعقاب 3 عمليات إطلاق نار جماعي كبرى حدثت خلال 11 يومًا فقط، من بوفالو، نيويورك، إلى لاجونا وودز، كاليفورنيا، إلى أوفالدي، عبر لوحة الفنان جون مافروديس، الذي رسم يدويًا قائمة المدن الأمريكية التي عانت من كل من حوادث إطلاق النار الجماعي البالغ عددها 213 هذا العام، استنادًا إلى بيانات من الأرشيف المعني برصد جرائم الأسلحة النارية، التي تحدد مثل هذه الحوادث على أنها إصابة أو قتل أربعة أشخاص على الأقل باستثناء مطلق النار، واتخذ مافروديس نهجًا مشابهًا في 19 أغسطس 2019، غلاف TIME، حيث كتب 253 مدينة تعرضت لإطلاق نار جماعي في ذلك العام اعتبارًا من ذلك التاريخ.

إقرأ أيضاً..وثائق سريَّة | اتفاق بين أمريكا وطالبان يحظر دعم الجيش الأفغاني بعد الانسحاب

«ما الذي سيفعله المجتمع؟»

يقول مافروديس إنه وجد الكثير من الأماكن المألوفة للرسم مرة أخرى، منها على سبيل المثال؛ شيكاغو، بالتيمور، لاس فيجاس، لويزفيل، هيوستن، جاكسونفيل، ستوكتون، فضلاً عن وجود العديد من الأماكن الجديدة.

ووجهت TIME تساؤل اعتبرته الأهم يقول «ما الذي سيفعله المجتمع؟»، لاسيما وأن شكل المطرقة الذي شكلته كلمة «كفى» على الغلاف الجديد يهدف إلى الإشارة إلى الحاجة إلى العمل، الأمر الذي تريده الغالبية العظمى من الأمريكيين، إذ يؤيد 87٪ حظر شراء الأسلحة من قبل المصابين بمرض عقلي، وفقًا لمسح أجرته مؤسسة بيو العام الماضي، إلي جانب أن الشاب البالغ من العمر 18 عامًا أصغر من أن يشرب أو يستأجر سيارة، يجب ألا يكون قادرًا على شراء بندقيتين من طراز AR و 375 طلقة من الذخيرة بسهولة على مدار 3 أيام.