الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

صراحة تثير موجات ارتدادية.. فهل هي هفوات دبلوماسية أم جس نبض؟

صراحة تثير موجات ارتدادية.. فهل هي هفوات دبلوماسية أم جس نبض؟

الرئيس الأمريكي جو بايدن في قمة كواد في طوكيو - أ ف ب

لديه ميل للخروج عن المألوف بتصريحات تحدث ضجة على الصعيد الدبلوماسي، فمِن وعدِه بالدفاع عن تايوان عسكرياً إلى تلميحه لضرورة تغيير النظام في روسيا، يحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن هزات سياسية في كل مناسبة!

لكن اعتاد الصحفيون المرافقون له في رحلاته الخارجية على هذا النهج مع تصدر تصريحاته الحادة والمشحونة عناوين الأخبار، في حين يهرول البيت الأبيض إلى التأكيد على أن بايدن لا ينتهج سياسة جديدة.

مؤتمر طوكيو.. والدفاع العسكري عن تايوان

في اللحظات الأخيرة من مؤتمر صحفي في طوكيو أمس الاثنين رد بايدن بالإيجاب بأن الولايات المتحدة ستدافع عسكريا عن تايوان في حال تعرضها لهجوم من الصين التي تعتبر الجزيرة المستقلة ذاتيا وتتمتع بنظام ديموقراطي مقاطعة صينية.

ليست المرة الأولى التي يثير فيها بايدن ارتباكا جراء تصريحات حول تايوان. فمنذ أكثر من أربعة عقود وبموجب سياسة أقرت عندما كان سيناتورا، توفر الولايات المتحدة الأسلحة إلى تايوان للدفاع عن نفسها إلا أنها أبقت عمداً على الغموض بشأن احتمال تدخلها عسكرياً، وسارع مسؤول في البيت الأبيض ووزير الدفاع لويد أوستن إلى التأكيد أن السياسة الأميركية لم تتغير فيما أعربت بكين عن غضبها ورحبت تايون بما اعتبرته دليلاً على التزام صلب.

هذا الرجل لا يمكنه البقاء في السلطة

من بولندا.. قال بايدن بشكل مرتجل «بحق السماء هذا الرجل لا يمكنه البقاء في السلطة» في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وسارع البيت الأبيض إلى القول إن بايدن لا يحث على الإطاحة ببوتين ما كان ليشكل تصعيداً كبيراً في الحملة الأمريكية التي أكد بايدن بنفسه أنها تقتصر على مساندة أوكرانيا.

قبل غزو بوتين لأوكرانيا في فبراير، أثار بايدن الذي كان يحذر من تداعيات صعبة على روسيا في حال أقدمت على هجومها، الاستغراب عندما تحدث عن ردة فعل غربية أقل في حال حصول «توغل محدود».

لكن بايدن الذي عُرف بالتعبير صراحة عن مشاعره طوال مسيرته السياسية، لا يتراجع أحياناً عن كلامه ولا يحاول تلطيفه.

فقد استمر باتهام روسيا بارتكاب «إبادة جماعية»في أوكرانيا واتهم موسكو بارتكاب «جرائم حرب» قبل المسؤولين بإدارته بكثير.

انطلاق قمة كواد في طوكيو.. وبايدن يحذر من «ساعة مظلمة»

ازدواجية خطرة للغاية

وفي كل مرة، تثير تصريحات بايدن السؤال التالي: هل تحدث بايدن «من قلبه» كما قالت أوساطه مرات عدة أم أنه عبر عن سياسة أميركية جديدة؟ أم الاثنان معا؟

وقال جوشوا شيفرينسون وهو أستاذ مساعد في العلاقات الدولية في جامعة بوسطن «من الصعب القول إن كانت هذه هفوات أو ازدواجية. إذا كانت ازدواجية فهي خطرة للغاية وقد تؤجج التوترات وتتسبب بعدم يقين».

تولى بايدن الرئاسة وهو يتمتع بخبرة في الشؤون الخارجية أكبر من أي رئيس آخر في العقود الأخيرة. ووعد بنهج يسهل توقعه خلافا لسلفه دونالد ترامب المتقلب وصاحب التصريحات المتهورة.

فترامب غالباً ما أذهل العالم بتصريحات لا تراعي اللياقة الدبلوماسية من شتم قادة دول حليفة والتهديد بالحرب عبر تويتر.

ترامب غير متوقع.. لكن بايدن!

وأكد شيفرينسون «لم يكن من الممكن توقع موقف ترامب. لكن كان يتوقع أن تكون مواقف بايدن متماسكة جداً. قد تكون الصراحة إيجابية أحياناً لكن في حالة تايوان قد تكون خطرة نوعاً ما».

وقالت بوني غلايسر الخبيرة بالشؤون التايوانية في صندوق مارشال الألماني German Marshall Fund في الولايات المتحدة إن بايدن يؤمن بلا شك بما قاله بشأن تايوان. وأوضحت «لكنها هفوة إذ إنه يعطي قراءة خاطئة للموقف الأمريكي».

وشددت على أن السياسة الخارجية «أكثر فاعلية عندما تكون واضحة ومفهومة من أصدقائنا وحلفائنا وأعدائنا».

ورحب بعض الصقور الذين عادة ما يتواجهون مع بايدن، بتصريحاته.

وكتب السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام في تغريدة أن تصريح بايدن «كان ما ينبغي قوله والقيام به»، إلا أن آخرين رأوا عكس ذلك.

ما هو رأي مؤسسة كارنيغي للأبحاث والتحليل؟

في تغريدة أعرب ستيفن ويرذيم من مؤسسة كارنيغي للأبحاث والتحليل عن قلقه بقوله «الاستجابة القوية للدول الغربية على التدخل الروسي في أوكرانيا كان من شأنه أن يردع الصين عن اجتياح تايوان إلا أن تصريحات جو بايدن قد تلغي هذا المكسب المحتمل وتساهم في نشوء نزاع في تايوان».