وافقت الحكومة الألمانية رسمياً، على شراكة طاقة مع قطر، بعد أن وقع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إعلان نوايا يشمل اتفاقية الطاقة القطرية – الألمانية لتوثيق التعاون خلال زيارة الدولة التي قام بها أمير قطر إلى برلين، الجمعة، من أجل استقلال أكبر عن الغاز الروسي. في وقت أعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية، أن هذه الشراكة ستساعد الدولة الأوروبية على تنويع إمداداتها من الغاز، من خلال شراء الغاز الطبيعي المسال من قطر، وفي نفس الوقت إعطاء دفعة للتعاون في مجال «الهيدروجين الأخضر».
وأكد موقع «تاغس شاو» الألماني، أنه من المقرر أن تتلقى ألمانيا الغاز الطبيعي المسال من قطر في وقت مبكر من 2024. وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، لصحيفة «هاندلسبلات» الألمانية «نريد أن يكون مصنعنا للغاز المسال في الولايات المتحدة، (Golden Pass) في تكساس، والذي تمتلك فيه شركة قطر للطاقة 70%، جاهزاً بحلول عام 2024 حتى نتمكن من تسليمه إلى ألمانيا». وأشار إلى أنه ستتم إضافة شحنات إضافية في عام 2026 إلى كميات الغاز المخطط لها اعتباراً من 2024، وسيتم الانتهاء من توسعة الإنتاج في حقل غاز القبة الشمالية في عام 2026، وربما في عام 2025. وتهدف الشراكة الألمانية القطرية في مجال الطاقة إلى تعزيز التبادل رفيع المستوى بين الحكومتين حول القضايا المتعلقة بالطاقة، وبناء الجسور بين البلدين، والجمع بين الجهات الفاعلة من القطاعين العام والخاص.
مجموعات عمل
ومن المقرر عقد اجتماعات منتظمة بين وزارة الطاقة القطرية والوزارة الألمانية الاتحادية للاقتصاد وحماية المناخ. وأعلنت الوزارة عن مجموعتين عمل لهذا الغرض؛ منها مجموعة عمل الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين على تعزيز العلاقات التجارية في المنطقة وإنشاء منتدى مناقشة حول مسائل البنية التحتية والتدابير التنظيمية، وستتعامل مجموعة العمل الأخرى حول الطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة، وإدارة الأحمال، مع توسيع القدرات في مجال الطاقات المتجددة والموضوعات ذات الصلة، مثل البنية التحتية وأسواق الكهرباء، على أن تلعب حماية المناخ دوراً أيضاً. وسافر وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، مارس الماضي إلى الدوحة مع وفد أعمال رفيع المستوى، يضم الرؤساء التنفيذيون لشركات ألمانية شهيرة مثل «سيمنس» و«تيسين كروب» للبحث عن بدائل لإمدادات الغاز الروسية، وقد اتفق البلدان بالفعل على شراكة الطاقة في الدوحة، على أن يتم إبرام عقود التوريد الفردية من قبل الشركات الألمانية.
وتهدف ألمانيا إلى تقليل اعتمادها على الغاز الروسي، ففي العام الماضي، شكلت الواردات الروسية حوالي 55 % من واردات الغاز إلى ألمانيا. وصرح المستشار الألماني أولاف شولتس بأنه يجب أن تلعب قطر دوراً مركزياً لألمانيا في المستقبل لتوريد الغاز الطبيعي المسال، وقال بعد لقائه أمير قطر، في برلين إنه سيتم أيضا توسيع العلاقات في مجال التكنولوجيا العالية.
إقرأ أيضاً..يُغير قواعد التسليح.. أمريكا تختبر صاروخاً أسرع من الصوت بـ5 أضعاف
في السياق، أكد تقرير لصحيفة «زود دويتشه تسيتونغ» أن قطر عليها أيضاً الاستثمار في تكنولوجيا النقل، وفي مصانع التسييل وكذلك في الناقلات، وأن هذا يؤتي ثماره فقط إذا كان استخدام السعة مضموناً على المدى الطويل. وأضاف التقرير أنه جرى التفاوض حالياً على شروط عقد التوريد، وتمضي برلين قدماً في محطات الغاز الطبيعي المسال في الموانئ في بحر الشمال، ومع ذلك، فهناك اختلافات من حيث أوقات التشغيل، فالشركات الألمانية مترددة في الموافقة على مطالب قطر، حيث تتعارض الالتزامات طويلة الأجل، لشراء الغاز، مع أهداف حماية المناخ في ألمانيا، والتي تهدف إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 88% بحلول عام 2040.
تجدر الإشارة إلى أن قطر لا يمكنها تزويد ألمانيا بكميات كبيرة إلا إذا زادت الشركة المملوكة للدولة القطرية للطاقة، إنتاجها إلى 126 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً.