تتصاعد احتمالات لجوء روسيا في حرب أوكرانيا إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية، لا سيما بعد تهديد موسكو الولايات المتحدة ومعسكر الغرب بـ«عواقب لا يمكن التنبؤ بها» حال مواصلة إمداد أوكرانيا بأسلحة متطورة. وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز: «لا يمكننا الاستخفاف باحتمال لجوء بوتين للأسلحة النووية التكتيكية». ورغم مناقشة الكرملين خيار السلاح غير التقليدي أكثر من مرة، إلا أن الضلوع في مواجهة نووية مع موسكو هو الملاذ الأخير بالنسبة لواشنطن أو الناتو، ويتوجَّب على بايدن حينئذ، حسب توصيات البنتاغون والـCIA، مقاومة التحريض على الرد بالمثل، وتفادي خيارات تفضي إلى تبادل نووي متصاعد، وفي المقابل حشد دول العالم لإدانة بوتين بعد كسر المحرمات النووية، أو اقتصار الرد – إذا لزم الأمر – على استخدام وسائل غير حركية مثل الحرب الإلكترونية، وفي الغالب ترتكز العقيدة القتالية الروسية على قاعدة «التصعيد لوقف التصعيد»، وهو ما يؤشر إلى احتمالية لجوء بوتين إلى النووي التكتيكي، للحيلولة دون الاستمرار في إمداد الأوكرانيين بقوافل وجسور الأسلحة؛ لكن اعتماد موسكو لتلك الفرضية يطرح علامات استفهام حول الخيارات المتاحة أمام استخدام روسيا للأسلحة النووية التكتيكية، التي يطلق عليها «ساحة المعركة»، أو «المسرح» لتمييزها عن الأسلحة النووية الاستراتيجية الأكثر قوة وفتكاً.
الطلقة التحذيرية
أما السيناريو الأول وهو الأقل استفزازاً، حسب تعبير الصحيفة الأمريكية، فيقتصر على إجراء تجارب نووية عن بُعد فوق سطح الأرض عبر تفجير رأس نووي متواضع القوة فوق منطقة «نوفايا زيمليا»، وهى أرخبيل في المحيط المتجمد الشمالي شمال روسيا وأقصى شمال أوروبا الشرقية، وهو أيضاً ذات موقع التجارب النووية السوفييتية القديم.وفي حين لن يفضي هذا النوع من التجارب عن ضرر فعلي أو تساقط إشعاعي كبير، لكن تأثيره النفسي سيصبح هائلاً، لا سيما أنه يعد حينئذ أول انفجار نووي من جانب قوة عظمى منذ انتهاء التجارب النووية في 1992؛ وأول قنبلة يتم تفجيرها في الغلاف الجوي بعد حظر مثل هذه التجارب بموجب معاهدة 1963؛ فضلاً عن إنعاشه ذاكرة العالم بوفرة الأسلحة النووية التكتيكية التي يمتلكها بوتين والتي تقدر بـ2000 رأس، حسب آخر إحصاء.
إقرأ أيضاً..تحذير أممي: 800 مليون شخص يعانون من الجوع
ويدور السيناريو الثاني حول انفجار نووي في غلاف أوكرانيا الجوي، وهو السيناريو الأكثر استفزازاً في تقدير خبراء الحروب غير التقليدية؛ فخلال تجربة أجرتها في 1962، فجَّرت الولايات المتحدة قنبلة هيدروجينية بقوة 1,4 ميغا طن وسط المحيط الهادئ على بعد 250 ميلاً فوق سطح الأرض، وأسفرت النبضات الكهرومغناطيسية الناجمة عن الانفجار في تعطيل إنارة الشوارع، وتعطيل خدمة الهاتف في هاواي على بعد 900 ميل، ويشير خبراء استنطقتهم «بوليتيكو» إلى أن حدوث انفجار قوي مماثل فوق كييف لن يكون مذهلاً من الناحية المرئية فحسب، بل من المحتمل أن يغرق العاصمة في ظلام دامس وصمت طويل عبر إخراس أجهزة الكمبيوتر، والهواتف المحمولة، وغيرها من الأجهزة الإلكترونية؛ ومن غير المستبعد تمدد التأثيرات الكهرومغناطيسية إلى الدول الأعضاء في حلف الناتو، أما مدى الضرر الناجم عن النبض فلا يمكن التنبؤ به، فضلاً عن إمكانية تأثر شبكات الاتصالات الروسية هي الأخرى.
الأكثر خطورة
إقرأ أيضاً..الجيش الأمريكي يواجه نقصاً في طائرات «الإنذار المبكر»
مآلات الحروب